كشفت بيانات حوادث المرور الخطرة تسجيل 7.4% من إجمالي حوادث السير القاتلة في الفترة التي تمتد بين الثانية والثالثة بعد الظهر، لتكون هذه الساعة الأكثر احتمالاً لوقوع حوادث السير في بريطانيا على مدار اليوم.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية يعلل بعض الخبراء ذلك بحركة المرور الكثيفة التي تشهدها فترة انتهاء الدوام المدرسي، و استعجال الأهالي ووجود الأطفال في السيارات، مما يشتت انتباه الأهالي عن قواعد القيادة السليمة.
إحصائية صادرة عن وزارة النقل البريطانية بينت أن الأطفال يواجهون خطراً كبيراً بسبب حوادث السير التي تقع بالقرب من المدارس خلال وقت انصرافهم منها، إذ يتوفى طفل كل أسبوع بسبب حوادث السير في بريطانيا، ويتخطى 85٪ من سائقي السيارات حدود السرعة ضمن مناطق المدارس، مما يزيد من احتمالية وقوع هذه الحوادث، في حين تعرض 2500 طفل تحت سن 16 عاماً عام 2022 لحوادث سير خطيرة، أدت لوفاة بعضهم وإصابة الآخر بجروح خطيرة.
وبحسب البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية البريطانية، تحتل الفترة بين الخامسة والسادسة مساءً صدارة توقيت الحوادث الليلية، إذ تم تسجيل 7.5% من إجمالي الحوادث الليلية خلال هذه الساعة.
كما تشهد فترة الذروة بين الثامنة والتاسعة صباحاً أعلى معدل لوقوع حوادث السير في بريطانيا بنسبة 4.7%، بينما تعتبر الساعات بين الواحدة والسادسة صباحاً الأقل ذروة بسبب انخفاض حركة المرور خلال هذه الفترة من اليوم.
وبحسب تحقيق نشرته الصحيفة، شهدت حوادث الدراجات الكهربائية تزايداً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، إذ تضاعفت ثلاث مرات بين عامي 2020 و2023، إذ وقع 4,515 حادث أدى لمقتل 29 شخصاً وإصابة 4,807 آخرين، بينهم 1,402 يعانون من إصابات خطيرة.
التزايد الكبير في عدد هذه الحوادث أدى لتزايد المطالبات بإصدار قوانين تحدد السرعات القصوى للدراجات الكهربائية، وتنظيم نوعية البطاريات والفرامل وأحجام العجلات لتجنب الحوادث الناتجة عن الحرائق وضمان السلامة.
استطلاع للرأي أظهر أن 47% من الأشخاص المكفوفين وذوي الإعاقة البصرية يعانون من صعوبة التنقل، في ظل انتشار حوادث السير في بريطانيا التي يسببها وجود الدراجات الكهربائية، وتلك المستأجرة في الأماكن العامة، لتؤكد وزارة النقل البريطانية أنها تراقب عن كثب كيفية استخدام الدراجات الكهربائية والإلكترونية، لتبديد المخاوف المتعلقة بها خصوصاً لجهة تسببها بحوادث للفئات الضعيفة.
وتشير تقديرات هيئة النقل البريطانية إلى أن حوادث السيارات تكلف الاقتصاد الوطني حوالي30 مليار باوند سنوياً، موزعة بين النفقات الطبية والأضرار المادية والخسائر الاجتماعية.
وتتعدد العوامل التي تقف وراء حوادث السير، يأتي في مقدمتها السرعة الزائدة، والقيادة المشتتة بسبب استخدام الهاتف لإجراء مكالمة أو تفقد الرسائل أو تصفح الإنترنت، أوالأكل والشرب، أو التحدث إلى من في المركبة، أو القيادة تحت تأثير الكحول أو الحزن أو الغضب، إضافة للقيادة المتهورة التي باتت تنتشر بشكل كبير بين فئة الشباب دون أن يتوقعوا النتائج الوخيمة لهذه القيادة.
كما تلعب أحوال الطقس السيئة دوراً في حوادث السير، كالقيادة أثناء الأمطار الغزيرة أو الثلوج أو الجليد، مما يؤدي لصعوبة التنقل وظهور العديد من الحفر أو اختفاء الرصيف، وعدم وضوح الرؤية، وحدوث أعطال مفاجئة في المركبات كانفجار الإطارات أو حدوث أعطال في الفرامل أو المحرك.
ويوصى خبراء القيادة للوقاية من حوادث السير المتكررة التي تشكل خطراً كبيراً على الأطفال بشكل خاص، بضورة القيادة في ظروف ملائمة والالتزام بقواعد المرور، واتباع السرعة المحددة على الطريق، والالتزام بارتداء أحزمة الأمان، وتجنب استخدام الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية أثناء القيادة، وتجنب أحلام اليقظة أثناء القيادة، والحد من المحادثات مع الركاب، إضافة لضرورة أخذ فترات راحة منتظمة في حال قيادة السيارة لفترة طويلة على طريق سفر، أو بعد يوم عمل طويل.
وفي حال وقوع حادث، يجب التحلي بالهدوء والتأكد من سلامة المركبة والأشخاص المتواجدين فيها، وطلب المساعدة الطبية الفورية في حال الحاجة لها وتجنب نقل أي شخص مصاب قبل أن يقوم الأطباء بفحصه، والاتصال بالشرطة لتوثيق مكان الحادث ومقابلة الشهود، وطلب المشورة القانونية بعد وقوع الحوادث، لمعرفة إجراءات التعويض عن الأضرار الحاصلة والآثار التي يمكن أن تترتب على الحادث.