مقابلات
خبير مصري في قراءة الوجوه لأرابيسك لندن: تحليلات البيرسونولوجي ملهمة في إصلاح المجتمع وتطوير الذات!
نشر
منذ يوم واحدفي
284 مشاهدة

حاوره: محسن حسن
وفق ما يطرحه ضيفنا في هذه المقابلة، تتنوع الطرق والأساليب المبتكرة والحديثة التي تستهدف الحصول على صورة تحليلية لملامح الإنسان الظاهرة والخفية، وتنقسم بين ما يمكن تحققه عبر الملاحظة والعين المجردة، وغيره مما يحتاج إلى نهج أسلوبي وخبرات عملية متراكمة قوامها التجريب والتطبيق والاختبار: فكثيرون هم من يستطيعون إجادة الملاحظة بالعين الخبيرة، واستخدام بعض معطيات ما يُعرف بالــ Body Language أو لغة الجسد، من أجل الوصول إلى قناعات قريبة من الواقع بشأن بعض الملامح الخفية الخاصة بشخصيات وكائنات بشرية أو غير بشرية، في حين يبقى تحليل الشخصيات أو ما يُعرف بــ The Enneagram، قاصراً على المتخصصين في البيرسونولوجي أو (علم قراءة الوجه) في صورته الحديثة والمتطورة منذ الثلاثينيات، وذلك بحسب ما يؤكده لنا المهندس (أحمد رياض) خبير قراءة الوجوه المصري، وهو أحد الخبراء الشباب المعدودين في الوطن العربي ممن تمرسوا في جنبات هذا الأسلوب، وبرعوا في العمل به وتقديم نتائج ملموسة تكشف مدى حجم الإفادة من هذا النمط الجديد من الاستبطان والتأمل في كشف أنماط البشر، وتذليل الكثير من مشكلات الأشخاص أو الأسر أو حتى المجتمعات المهنية والوظيفية. أرابيسك لندن طرحت أسئلة متنوعة حول البيرسونولوجي تضمنتها السطور التالية لهذا الحوار.
* بداية مهندس أحمد كيف كانت بدايات اهتمامك بمجال البيرسونولوجي؟
ــــ في الحقيقة جاء ارتباطي المبكر بمجال البيرسونولوجي أولاً كهواية وشغف بقراءة وجوه المحيطين بي من الأقارب والأصدقاء، وثانياً بدافع خاص نحو اهتمامي الكبير بتطوير مهارات التعامل مع فريق العمل بالشركة الهندسية والمعمارية التي أنتمي إليها وأعمل بها. وقد كان لقناعتي الخاصة بقوة الارتباط التي تجمع بين مجال الهندسة من جهة، ومعطيات البيرسونولوجي من جهة ثانية، الدور الأكبر في تشجيعي نحو المضي قدماً للتخصص أكثر وأكثر في هذا المجال، وذلك باعتبار أن العديد من السمات والملامح البشرية في البيرسونولوجي، يتم قياسها بطريقة هندسية، كزوايا ميل الجبهة، ونسبة عرض الوجه إلى ارتفاعه، ونسب الجمجمة، وهكذا..
* وكيف كان تطور مهاراتك الخاصة في ممارسة هذا المجال خلال السنوات الماضية؟
ــــ لقد كان التطور مرضياً إلى حد كبير؛ فقد استطعت تطوير منهجي وأسلوبي الخاص في تحليل السمات البشرية، والتمكن من تنميط سمات وملامح الوجه وفق هندسة خاصة، تعتمد على الربط بين نظرية الأشكال النفسية الهندسية، وقراءة الوجه، وذلك بعد أن اجتزت خبرات متتابعة وحصلت على شهادات تستهدف تطوير مهاراتي الشخصية في البيرسونولوجي، والتي كان من بينها حصولي على نسبة 94% في اختبار دكتور (بول إكمان) الخاصة بـــالقراءة المعمقة للوجوه Micro-Expressions، وحصولي أيضاً على درجة (خبير) فيما يتعلق بقراءة المشاعر وقراءة التعبيرات الوجهية الدقيقة Subtle-Expressions بعد إتمامي شهادة تدريب أخرى متخصصة في المجال ذاته طبقاً لنهج وأسلوب الدكتور Matsumoto، والتي من خلالها وصلت دقة قراءاتي الوجوه الكاشفة إلى 92% من حيث المطابقة بين السمات الوجهية والخصائص الشخصية، وهو ما مكنني لاحقاً من الاطمئنان لخوض تجربة تحليل الشخصيات المشهورة، والتي كان من بينها أكثر من عشرين شخصية سياسية وفنية وثقافية إلى جانب شخصيات أخرى عديدة.
* لو أردنا سؤالك عن تحديد مفهوم قراءة الوجه أو البيرسونولوجي ماذا تقول؟
ــــ البيرسونولوجي Personology، أو قراءة الوجه، طريقة لمعرفة الخصائص العامة لأية شخصية من خلال عملية رصد دقيقة لشكل وحجم ونسب السمات الوجهية الثابتة، بعيداً عن مجرد القراءة العابرة للتعبيرات وردود الأفعال، و ذلك من باب أن كل سمة وجهية ثابتة، تعكس خصيصة من خصائص الشخصية وسلوكاً من سلوكياتها، وأنه من خلال تحديد كل ذلك، يمكننا التعرف على ميول ومهارات ومحفزات أي شخصية، ومن ثم، فإن بإمكاننا القول بأن البيرسونولوجي يجسد الصورة المتطورة والحديثة لظاهرة (الفراسة) بمعناها العربي والتراثي القديم، ولكن وفق أسس جديدة يعود الفضل فيها إلى القاضي الأمريكي (إدوارد فينسنت جونز) والذي تبنى هذا العلم عبر خبراته الطويلة في ملاحظة سلوك الأفراد الماثلين أمامه في المحكمة، و ذلك من خلال مقارنته المتمرسة بين ملامحهم الوجهية وبين شخصياتهم، وهو ما أفضى به إلى ترك عمله كقاض والتفرغ للبحث في هذا المجال، وكان هذا خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، ثم جاء(روبرت وايتسايد) وأكمل ما بدأه جونز بطرق أكثر علمية ومن خلال أبحاث وتطبيقات ميدانية أثبتت صحة هذا العلم ودقة نتائجه.
* ولكن ماذا بخصوص أهداف البيرسونولوجي ومدى ما يتوافر له من قواعد ومعايير وهل له علاقة بقراءة الطالع؟
ــــ في التحليل البشري والسلوكي، لدينا ثمانية وستون سمة سلوكية ذات مؤشرات جسدية ووجهية مختلفة ومتباينة، وهي موزعة على خمس مجموعات في الوجه والجسم، وكل مجموعة مرتبطة نظرياً بواحد من فصوص الدماغ، ومن خلال تلك السمات يمكن الحصول على استدلالات حول أية شخصية، إما بالملاحظة عبر العين المجردة، وإما عبر أدوات مساعدة للقياس والتقدير، وفي بعض الحالات يتطلب الأمر اعتماد طريقة اللمس لتمييز المؤشر الجسدي أو الوجهي وتصنيفه بدقة، و من بين أهم المعايير في هذا السياق، أنه كلما ظهرت الملامح الوجهية المرتبطة بالسمة أكثر، يزيد تأثير السمة على سلوكيات الشخص أكثر، وبالتالي فإن الهدف هنا هو معرفة ميول ومهارات ومحفزات الشخص المستهدف، بحيث يصبح بالإمكان الاستفادة من هذه المعرفة في العديد من المجالات الشخصية والاجتماعية والأسرية، وأيضا في العمل، وهنا لدينا أفضلية فورية عبر القراءة وجهاً لوجه أو عبر قراءة الصور، حيث يستحيل الخداع، اللهم إلا إذا قامت الشخصية بإجراء عملية تجميل للوجه. ولكن بصفة عامة، تصل دقة قراءة الوجه عبر البيرسونولوجي إلى أكثر من 90%، وليس هنالك أية علاقة بينه وبين قراءة الطالع أو التنبؤ بالمستقبل أو الخوض في الغيبيات بشكل عام، فهذا المفهوم الأخير محله ما يعرف بـ(ميان شيانج Mian Xiang) أو قراءة الوجه الصينية، والتي تتخذ طابعاً روحانياً مميزاً، في حين أن البيرسونولوجي يتعامل مع قراءة الوجه من مدخل علمي أو مادي بحت، كما أن قراءة الوجه الصينية تستخدم طريقة (الوصف المحدد) للسمة على سبيل المثال (أنف التنين، أذن الفأر، حواجب الأسد، عيون الفيل، إلخ) بينما البيرسونولوجي يؤمن بأن مدى ظهور السمة يدل على مدى تأثر السلوك والشخصية بتلك السمة، و على أية حال، قراءة الوجه الصينية بالإضافة لقيامها بتوضيح شخصية الفرد وحالته الصحية، فإنها تتنبأ بمستقبل الفرد أو تستهدف التكهن بماضيه، وهو مدخل تنجيمي لايوجد في البيرسونولوجي.
اقرأ أيضاً: مطالبات بحظر التعرف الآلي على الوجوه في بريطانيا
* البعض ينظر إلى البيرسونولوجي باعتباره نوعاً من الكهانة أو العرافة أو الدجل أو العلوم الزائفة .. ما ردك؟
ــــ هذه النظرة غير صحيحة تماماً؛ لأن العرافة والدجل وما أشبه هي أمور أساسها التفتيش في الغيب والإخبار عنه، والبحث عن المجهول بهدف التنبؤ بالمستقبل، والكهانة هي ادعاء معرفة الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وكل هذه مفاهيم بعيدة كل البعد عن البيرسونولوجي، والذي يمثل نوعاً من الفراسة تعتمد الاستدلال في التعرف على ما هو مجهول(الأخلاق والسلوكيات الباطنة) بما هو معلوم (الوجه بملامحه الظاهرة)، وبالتالي فإن ما يمكن استخلاصه من العرافة والدجل والكهانة لا يعدو عن كونه ضرباً من الأوهام والتخمينات المختلطة والعبثية، في حين أن ما نستخلصه من البيرسونولوجي مختلف تماماً، وشخصياً كانت خلاصة الفلسفة التي توصلت إليها عبر قراءة الوجه ضمن سياق هذا العلم، هو أن لكل سمة وجهية نقاط قوة وعدة تحديات، و أن كلاً منا لديه القدرة على التحكم في تصرفاته وسلوكياته وتوجيهها بقدر من الوعي والإدراك، بحيث يمكنه توظيف نقاط القوة في اتجاه إيجابي فتصبح نعمة، أو في اتجاه سلبي فتصبح نقمة، وأن لكل منّا حرية الاختيار في ذلك، وهي خلاصات عملية ومبنية على قياسات ومعايير علمية ويمكن استنتاج جدواها بوضوح في ضبط خطط الإصلاح المجتمعي والسلوكي والإنساني عموماً. ووفق ذلك كله، لا يمكن النظر إلى البيرسونولوجي باعتباره علماً زائفاً، على الأقل من باب أنه يستدل بالظاهر على الباطن، وهو نهج علمي متضمن حتى في العلوم التجريبية.
* من خلال خبراتك في البيرسونولوجي هل يمكن تحديد ملامح جذرية فاصلة ومستقرة بين أجناس الأمم البشرية؟
ــــ عندما منّ الله علىّ بنعمة الحج إلى بيته الحرام، تأملت وجوه الحجاج وتبينت بوضوح إلى أي حد هي الفروق الكبيرة والواضحة بين أجناس البشر، ولاحظت مدى تأثير هذه الفروقات على عاداتهم وسلوكياتهم، لذا أقول إن لكل عرق بشري عدة ملامح وسمات وجهية وجسدية مميزة، وهذا ينعكس على السمات السلوكية لكل عرق بشكل عام وواضح؛ فالأوروبيون والأفارقة بينهما اختلافات واضحة في سمة الاندفاع والتأني وهي السمة المشار إليها بمدى بروز أو انحسار الفم؛ فالأفارقة أكثر اندفاعاً وأسرع في رد الفعل التلقائي الحدسي عن الأوروبيين الأكثر تأنياً وتفكيراً في عواقب أقوالهم وأفعالهم، كذلك يشترك الأفارقة والهنود في سمة الصلابة والعزل الجسدي المرتفع، وهي السمة المشار إليها بزيادة سماكة الخصلة الشعرية، مما يجعلهم أكثر صلابة وتحملاً للظروف البيئية الصعبة من جهة، وتبدو تعاملاتهم أكثر قوة ووضوحاً وأصواتهم أعلى، وكذلك يميلون أكثر إلى اختيار الملابس والألوان البراقة الزاهية والمختلفة، والأكلات الأقوى نكهة ووضوحاً، بينما الأوروبيون على العكس من ذلك تماماً، يفضلون البيئة الأكثر هدوءاً والأكلات والألوان الأكثر رقة ورقياً.
* إلى أي حد يمتلك البيرسونولوجي زمام القدرة على استبطان النوايا البشرية عبر قراءة الوجوه؟
ــــ فيما يخص قدرة البيرسونولوجي على استنتاج واستبطان النواحي المتعلقة بنوايا الشخصيات وخفاياها الوجدانية والمعنوية، فإن الحالات الشعورية كالحقد والحسد والكذب وما يرتبط بها من نوايا وسلوكيات، لا تمثل سمة ثابتة في الشخصية، لذا لا يمكن اكتشافها عبر البيرسونولوجي، ولكن من جهة أخرى، يمكن ـ وعبر ما يعرف بقراءة المشاعر ـ تلمُّس الحالة اللحظية للشخص ومعرفة مؤشرات التوجهات الانفعالية المستقبلية لديه. وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى أن من بين أبرز المميزات والخبرات المكتسبة من البيرسونولوجي باعتباره أسلوباً تحليلياً للسمات العامة والخاصة للشخصية البشرية، قدرته على تقديم إمكانات عملية نستطيع من خلالها التمكن من توظيف نتائجه التأملية والتحليلية في إصلاح العلاقات البشرية بين الأفراد، ومن خلال المواقف التي واجهتني شخصياً أثناء الاستشارات الموجهة من البعض، مكنتني خبرات البيرسونولوجي وإلهاماته التطبيقية من تقديم العديد من الإرشادات والتوصيات المستخلصة من قراءة الوجه، وكلها كانت مفيدة بشكل كبير لأصحابها، سواء على المستوى الشخصي أو الاجتماعي أو الأسري؛ فعلى سبيل المثال كان لدى العديد ممن قابلتهم وقمت بتحليل شخصياتهم، تحديات وصعوبات كبيرة في التعامل مع الأبناء مثلاً داخل الأسرة، و بعد إجراء المقابلات، تمكنت من إرشادهم إلى المفاتيح المعنوية والإجرائية والأسلوبية المؤثرة في شخصية الأبناء، ما كان من نتائجه تحسن العلاقة مع هؤلاء الأبناء بشكل كبير داخل الأسرة، وقد حدث ذات مرة أن أكدت لأحد أصدقائي عدم وجود سمات التوافق بينه وبين طرف العلاقة الزوجية التي يقدم عليها، وذلك من واقع التحليل لسماتهما الشخصية، لكنه لم يهتم، فجاء نادماً بعد فوات الأوان.
* كيف هي العلاقة بين ملامح الوجه ولغة الجسد؟وماذا يعني مصطلح(الإقناع الضمني) وفق سياق مفاهيم البيرسونولوجي؟
ــــ ملامح الوجه ولغة الجسد، كلاهما مختلف عن الآخر في القواعد والاستخدامات، وذلك من جهة أن قراءة الوجه مهتمة في المقام الأول بتحديد صورة عامة لشخص ما، لذا فإن تركيزها يكون منصباً أكثر على السمات الراسخة والثابتة والممتدة في حياة هذا الشخص، أما لغة الجسد فهي مهتمة بالرصد الانفعالي للشخصية عبر حدث أحادي أو مركب في فترة زمنية مخصوصة، ومن ثم فإن تركيزها يكون منصباً أكثر على التقييم اللحظي والآني للسلوك البشري، و لكن الجانبين بصفة عامة لا يلتقيان لا في التطبيقات ولا في الأهداف. أما المقصود بمصطلح(لغة الإقناع الضمني) فهو انعكاس بعض ممارسات علم التنويم الإيحائي وتطبيقاته النفسية على الأفراد والمجموعات بهدف التأثير والإقناع غير المباشر والصريح، وبهدف تطويع الأفكار والعقول نحو أمر ما عبر الكلام.
* من وجهة نظرك الخاصة، كيف يتم توظيف البيرسونولوجي عملياً في حياة الناس والمجتمعات؟
ــــ في الواقع هناك ضرورة بشرية وإنسانية واجتماعية قصوى تستوجب الاهتمام بتوظيف تحليلات البيرسونولوجي في الحياة الأسرية والمهنية توظيفاً إيجابياً، خاصة أنه بالإمكان الاستفادة بقراءة الوجه في ضبط الانسجام والتوافق بين أفراد العائلة أو الأسرة الواحدة، وكذلك في معرفة الشخص لخصائصه العامة وتوظيف تلك الخصائص في الاتجاه الإيجابي عبر تطوير طرق وأساليب التواصل مع الآخر، ولدينا هنا في هذا السياق معطيات غاية في الأهمية تتيح للإنسان العادي إدارة حياته المهنية والوظيفية بشكل أكثر توافقاً مع الذات و مع ما تحمله من سمات خاصة.، ونحن لدينا تسعة أنماط للشخصية الإنسانية، و حينما نتحدث عن هذه الأنماط، فإننا نقصد جزءً من مجموعة نظريات حديثة هدفها تحليل وتنميط الشخصية الإنسانية عبر مجموعة من الأسئلة الإسقاطية والاختبارات الإجرائية، وهذا طبعاً نهج مختلف عن قراءة الوجه، ونظرية الأنماط التسعة الإنيجرام أو (الإنيكرام) The Enneagram يعرفها أهل العلم باسم(مقياس ريسو ـ هيدسن)، وهي تقول بوجود ثلاثة مراكز تتكون منها أنماط الشخصية الإنسانية وهي(مركز المشاعر)، (مركز التفكير)، (مركز الغريزة أو الفعل)، وبأن كلاً من هذه المراكز يحتوي ثلاثة أنماط شخصية لكل منها نقاط قوة ونقاط ضعف. وهو ما يتيح أمامنا فرصاً واعدة لدراسة الشخصية البشرية في مجتمعاتنا بشكل أكثر عمقاً ودقة.
* قبل الختام، ما منطق البيرسونولوجي في النظر إلى أية علاقة مطروحة بين وجه الإنسان ووجه الحيوان؟ وماذا عن قراءة العيون وعلاقة شكل الجمجمة البشرية بالطبائع الشخصية؟
ــــ العلاقة بين وجوه الإنسان ووجوه الحيوان مثلتها أفكار ونظريات قديمة في الفراسة، وهي أفكار ووجهت بالعديد من الانتقادات خاصة في العصر الحديث، وتم تفنيدها ورفضها بشكل كبير وقاطع، حتى أنها لم يبق لها أي ذكر في كتب الفراسة وقراءة الوجه الحديثة، اللهم إلا من باب التأريخ وذكر الاجتهادات البشرية المختلفة في تطور هذا العلم، وحالياً لا يتم الاستناد إليها مطلقاً لا من قبل البيرسونولوجي ولا غيره. أما بخصوص شكل الجمجمة فإن الأدق في هذا السياق هو أن نتحدث عن نسب حجم الدماغ وحجم الفصوص الدماغية وعلاقتها النسبية ببعضها البعض (والتي نستدل عليها بنسب الجمجمة) لأن لها تأثيراً كبيراً على سلوكيات الإنسان وطبائعه، أما منطقة العيون وما حولها في الوجه، فتستحوذ على حوالي 40% من السمات التى يستهدفها البيرسونولوجي بالقراءة والتحليل. وبالطبع هناك قناعة مستقرة بوجود علاقة كبيرة بين شكل الفرد وسلوكه ومجمل طبائعه المهيمنة عليه بشكل عام.
* في سؤالنا الأخير، هل هناك قراءات وجه مخصوصة تستهدف الشخص البدين والتوأم المتطابق؟ وهل هناك قراءة خاصة لوجه الخائن وفق طروحات البيرسونولوجي؟
ــــ لا، ليست هناك قراءات مخصوصة لمثل هذه الشرائح الاجتماعية، و إنما نراعي بعض الاحتياطات الإضافية فقط؛ فعلى سبيل المثال، في حالة زيادة الوزن ربما لا تظهر أبعاد الوجه بنسبها الحقيقية، فنحتاج فقط لتقدير ما لا يظهر بوضوح (كعظام الوجنات والفك والذقن مثلاً)، وبالنسبة للتوأم المتطابق، نقرأه بالطريقة المعتادة، أما إذا كنت تقصد اكتشاف الفروقات بين وجهى التوأم المتطابق، فهي فقط تحتاج إلى العين الخبيرة لاكتشافها، أو إلى استخدام بعض الأدوات المساعدة للقياس، ولدينا في البيرسونولوجي بعض الأدوات البسيطة التي تم تطويرها خصيصاً لهذا الغرض. أما بخصوص وجه الخائن وملامحه، فلا يمكن معرفة الخيانة من خلال قراءة الوجه، حتى في قراءة الوجه الصينية التي تتطرق إلى الأخلاق، لا يمكن معرفة الخيانة أو الجزم بوجودها، لكن يمكن توقع الغدر أو الكراهية من خلال قراءة انفعالات ومشاعر الشخص تجاه الأمر أو الشخص الذي يبطن هذه المشاعر السلبية تجاهه.
اقرأ أيضاً: الفارسة الأسطورية راشيل بلاكمور
اقرأ أيضاً: مزيد من النساء في بريطانيا يلجأن إلى شات جي بي تي كمعالج نفسي.. هل يعالجهن؟
اقرأ أيضاً: بين التشجيع والإحباط: كيف تؤثر سلوكيات الآباء على ممارسة أبناؤهم لـ كرة القدم!
قد يعجبك ايضاً

شركة ليدل Lidl تسحب منتجات لها من الأسواق، والسبب؟

مواعيد صرف الإعانات الحكومية في بريطانيا خلال عطلة مايو 2025: دليلك الشامل

خبير مصري في قراءة الوجوه لأرابيسك لندن: تحليلات البيرسونولوجي ملهمة في إصلاح المجتمع وتطوير الذات!

ممتلكات ستارمر تواجه عدة حرائق…والمتهم أوكراني

قصة العداوة التاريخية بين برشلونة وإسبانيول في ديربي المدينة!

البرلمان البريطاني والتصويت على الانسحاب من عمليات الموت بمساعدة الغير

هل تخفض الطاقة المتجددة فواتير الكهرباء في بريطانيا؟

مزارعو بريطانيا متخوفون من قلة هطول الأمطار

مانشستر يونايتد يبحث عن بديل برونو فيرنانديش في الصيف!
