يبدو أن خروج رؤوس الأموال من المملكة المتحدة بسبب إقرار حكومة كير ستارمر – Keir Starmer لضريبة الثروة، سيكون عاملاً إيجابياً للاقتصاد الإماراتي، بعد نجاح دبي بجذب عشرات المستثمرين الذين غادروا لندن خلال الأشهر القليلة الماضية.
وحول هذا الموضوع كشف رجل الأعمال والكاتب البريطاني، روب مور – Rob Moore، أن ثروة تُقدّر بمليارات الدولارات قد خسرتها لندن لصالح الإمارات، بعد انتقال عشرات الأثرياء من المملكة المتحدة إلى دبي.
وفي منشور له عبر منصة X، وجّه مور رسالة إلى الذين يعتقدون أن فرض ضريبة على الثروة فكرة جيدة: “387 مليار دولار من ثروات المليونيرات والمليارديرات غادرت بريطانيا في السنوات الثلاث الماضية، و304 مليارات دولار من الثروة انتقلت إلى دبي. بريطانيا تُبعد جميع المليونيرات، ودبي ترحب بهم بحفاوة بالغة”.
وأضاف مور: “ثلاثة من أصدقائي من أصحاب الملايين غادروا بريطانيا إلى دبي هذا الأسبوع، وأعلن أغنى رجل في بريطانيا الأسبوع الماضي أنه سيغادر أيضاً، وجميعهم يأخذون معهم جميع ضرائبهم وأعمالهم ونفقاتهم”.
نزيف رؤوس الأموال
خلال الأشهر الماضية تسارع خروج رؤوس الأموال من المملكة المتحدة بصورة حادّة بالتزامن مع إقرار ضريبة الثروة، حيث بات يتعيّن على أيّ أجنبي ثري عاش في بريطانيا لأكثر من أربع سنوات دفع الضرائب على دخله وأرباحه الرأسمالية العالمية.
وفي هذا السياق كشفت صحيفة فايننشال تايمز – Financial Times أن عدد الأثرياء المغادرين للمملكة المتحدة وصل إلى 10 آلاف و800 شخص في عام 2024، وهو ضعف العدد المسجّل في 2023، بينما ذكرت تقارير أُخرى عن تواصل نزيف رؤوس الأموال بصورة حادّة منذ بداية العام الحالي.
الضرائب بين دبي وبريطانيا
اعتبر رجل الأعمال البريطاني روب مور أن دبي تجعل دفع الضرائب في بريطانيا يبدو وكأنه عملية احتيال، فهناك لا ضريبة على الدخل ولا ضريبة على أرباح رأس المال، و5% ضريبة القيمة المضافة فقط، و9% ضريبة الشركات فقط.
كلام مور يتوافق، مع تقرير “الثروة العالمية” الذي أعدّته شركة الاستشارات “هينلي أند بارتنرز – Henley & Partners“، حيث كشف أن لندن خسرت موقعها ضمن قائمة أغنى خمس مدن في العالم، بعد أن غادرها 11300 مليونيراً خلال عام 2024، مع استمرار هجرة رؤوس الأموال بوتيرة متسارعة خلال العام الحالي.
وأجرى مور مقارنة بين نظام الضرائب في المملكة المتحدة ونظيره في دبي، حيث أشار إلى أن ضريبة الدخل في دبي صفر وفي بريطانيا 45%، أما ضريبة القيمة المضافة في دبي تبلغ 5% بينما في بريطانيا 20%، وضريبة الشركات في دبي بين صفر و9% وفي بريطانيا بين 10 و28%، وضريبة الميراث بدبي صفر بينما في بريطانيا 40%، وضريبة العقارات داخل دبي 2% وفي بريطانيا تصل إلى 12%.
وتساءل مور في نهاية كلامه: “هل فهمت الآن سبب مغادرة جميع أصحاب الملايين المملكةَ المتحدة؟”.
اقرأ أيضاً: مليونيرات العالم تتجه نحو الصين
دبي الأولى عالمياً
خلال عام 2024، حافظت دبي على مركزها الأول عالمياً في استقطاب مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر، وفق بيانات “فايننشال تايمز – إف دي آي ماركتس – Financial Times – fDi Markets” حول أسواق الاستثمار الأجنبي المباشر حول العالم.
واستقطبت دبي في العام 2024 ما يصل إلى 14.24 مليار دولار من مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، وهو ما يمثّل زيادة بنسبة 33.2% عن الرقم المسجل في العام 2023 والبالغ 10.69 مليار دولار، ليشكّل أعلى قيمة مسجلة في الإمارة للاستثمار الأجنبي المباشر في عام واحد منذ 2020.
وتمكنت دبي خلال 2024 من الوصول إلى المركز الرابع عالمياً باستقطاب رأس مال مشاريع الاستثمار الأجنبي المباشر الجديدة، متقدمةً بواقع مركز واحد عن تصنيفها السابق في العام 2023، كما جاءت في المركز الأول على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في هذا المجال.
وتعكس هذه الإحصائيات بيئة الأعمال الحيوية في دبي، وكذلك السياسات الاقتصادية الاستراتيجية القائمة في الإمارة، إلى جانب القدرة على استقطاب المتخصصين والخبراء من مختلف دول العالم، ما يعزز مكانة دبي باعتبارها وجهة رائدة للاستثمار احتضان رؤوس الأموال، على عكس بريطانيا التي باتت تهدد الأثرياء ومشاريعهم بسبب نظام الضرائب الذي تفرضه المملكة المتحدة.
اقرأ أيضاً: ضريبة الدمغة العقارية في بريطانيا ترتفع إلى 2500 جنيه إسترليني
اقرأ أيضاً: فضيحة مدوية في بريطانيا.. أموال الضرائب تسرقها الجامعات!
