خطوات جادة لتطوير صناعة السينما في المملكة العربية السعودية.. والرياض وجهة عالمية مفضلة لنجوم هوليوود
تابعونا على:

السعودية

خطوات جادة لتطوير صناعة السينما في المملكة العربية السعودية.. والرياض وجهة عالمية مفضلة لنجوم هوليوود

نشر

في

768 مشاهدة

خطوات جادة لتطوير صناعة السينما في المملكة العربية السعودية.. والرياض وجهة عالمية مفضلة لنجوم هوليوود

تشهد المملكة العربية السعودية تطوراً كبيراً في صناعة السينما، تتطلع من خلاله إلى احتلال مكانة مرموقة في المشهد السينمائي العالمي، بحيث تصبح البلاد عاصمة للسينما العالمية وتتحول الرياض إلى مركز جذب دولي من مراكز التقاء واستقرار وتفاعل نجوم هوليوود على المستوى الفني وكذلك على مستوى تقنيات هذه الصناعة الواعدة التي حققت ــ وفق تقارير صادرة عن وزارة التجارة السعودية ـــ نمواً زاد على 29% ضمن بنية الاقتصاد السعودي خلال النصف الأول من العام 2023، قياساً بنفس الفترة من عام 2022، وهو ما يؤكد جاهزية قطاع السينما في المملكة، لتحقيق المزيد من الإنجازات خلال السنوات القادمة.

كتب: محسن حسن

 سوق واعدة

وكانت القيادة السعودية قد وضعت صناعة السينما من بين القطاعات المستهدفة بالنهضة والتطوير ضمن رؤية 2030، وجعلتها في بؤرة الاهتمام المعني بتنويع الموارد الاقتصادية، باعتبارها مجالاً رئيسياً من مجالات التنمية الثقافية القابلة للاستثمار، ومن ثم فقد شهدت المملكة خلال السنوات الماضية، إطلاق العديد من الهيئات المعنية بتطوير صناعة السينما والأفلام، وبإعداد المنظومة التقنية والإدارية والتشغيلية اللازمة لتحقيق هذا الهدف؛ فخلال 2021، تم إطلاق استراتيجية (هيئة الأفلام) والتي كان لها الدور الأبرز في دعم هذه الصناعة من خلال رعايتها العديد من الحفلات والفعاليات والمهرجانات النوعية البارزة، إلى جانب الخطوة الأبرز، والتي تمثلت في قيام الهيئة بإقرار مناهج تدريس السينما داخل ثلاث جامعات سعودية، وخلال العام ذاته، شهدت المملكة تأسيس أولى الجمعيات المهنية للأفلام، وأولى الجمعيات الأهلية للسينما، ومن ثم فقد أصبح إحياء دور السينما من بين الأنشطة الاقتصادية الرئيسية في البلاد، بل أصبحت سوق السينما السعودية منذ يناير 2022، من بين أكبر 15 سوقاً عالمية، والأولى على مستوى دول الشرق الأوسط، بعد أن حقق شباك التذاكر السعودي إيرادات بلغت 700 مليون ريال سعودي خلال عشرة أشهر فقط، بواقع 11 مليون تذكرة، واستحوذت دور السينما على 55% من سوق الإيرادات في المنطقة، بعد أن تم عرض أكثر من 1000 فيلم عبر دور العرض المحلية في البلاد. 

حضور مميز

وقد شكلت المهرجانات السينمائية علامة بارزة من علامات تطوير صناعة السينما في المملكة العربية السعودية، حيث حرصت هيئة الأفلام على إفساح المجال لظهور هوية سينمائية سعودية عبر هذه المهرجانات، وخاصة (مهرجان أفلام السعودية) و (مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي)، واللذان ساهما بقوة، في تعزيز الحضور الإبداعي للفنانين السعوديين والفنانات السعوديات ولغيرهم من المخرجين والمخرجات وكافة متخصصي هذا المجال، الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لمشاركات فنية وسينمائية أكبر على المستوى العربي والإقليمي والدولي، استطاع خلالها الفيلم السعودي أن يحصد جوائز عديدة للتميز؛ فحصل فيلم(حد الطار) على جائزة الدورة الثانية والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي، كما اختارته هيئة الأفلام كأفضل فيلم يمثل المملكة دولياً في مسابقة الأوسكار 2021، وشارك فيلم (أربعون يوماً وليلة) ضمن فعاليات مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، قبل أن يحظى بعرضه العالمي الأول خلال فعاليات (مهرجان مالمو للسينما العربية)، في حين شهدت دور العرض السعودية انطلاق العروض الحصرية لأفلام الأنيميشن، من خلال فيلم سعودي/ياباني هو فيلم (الرحلة)، وهو أول فيلم سعودي بتقنية (4DX) أنتحته شركة (مانجا للإنتاج) التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك)، هذا بالإضافة لأفلام أخرى عديدة مثل أفلام: من يحرقن الليل، قبل أن ننسى، لعبة كبار، ولد مرزوق، بلال السادس، تمزق، صلة، بلوغ، الطريق10، جنون، وأفلام أخرى عديدة استثمرت فيها المملكة مواهب أبنائها السينمائية المحلية من خلال صندوق مخصص لدعم القطاع السينمائي والأفلام بقيمة استهلالية قدرها 100 مليون دولار أمريكي.

رعاية المواهب

وحرصاً من القائمين على رعاية قطاع السينما الواعد في السعودية، فقد تم توظيف المهرجانات ودور العرض السينمائية الجديدة في البلاد، لاستقطاب وانتخاب وعرض أهم العناوين والأفلام العربية والعالمية؛ فعلى سبيل المثال، شهدت الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، عرض أكثر من 130 فيلماً طويلاً وقصيراً من أكثر من 65 دولة حول العالم، وكان من بين هذه الأفلام 25 فيلماً تُعرض عالمياً لأول مرة، و48 فيلماً تعرض عربياً لأول مرة، إلى جانب 17 فيلما تم عرضها في منطقة الخليج للمرة الأولى.

ومن خلال استراتيجية عرض ممنهجة حملت عنوان (روائع عربية) وشهدتها هذه الدورة من المهرجان، تم تسليط الضوء على أبرز الأعمال السينمائية الجديدة في العالم العربي، ومن خلالها تم عرض أفلام من مصر والعراق وفلسطين والجزائر وتونس والمغرب.

وكخطوة داعمة لصناعة السينما وحراكها التنموي والاستثماري في المملكة، تبنى صندوق المهرجان في ظهوره الأول، تقديم الدعم المالي لأكثر من 90 مشروعاً سينمائياً محلياً وعربياً وإفريقياً، وهي المشاريع التي تم اختيارها متنوعة وخادمة لهدف تأسيس جيل جديد من صناع الأفلام، من بين 650 مشروعاً طالباً للتمويل، حيث تم اختيار 37 مشروعاً في مرحلة التطوير، و33 مشروعاً قيد الإنجاز، و28 مشروعاً ما بعد الإنتاج.

 جيل السينما

وبخلاف المهرجانات والفعاليات الجاذبة للأنشطة السينمائية والمروجة لصناعة السينما في المملكة، تتجه الجهود الحالية والمستقبلية بين المعنيين بتطوير هذه الصناعة، إلى ترسيخ الإمكانات المحلية وتعزيز المقومات الضامنة لامتلاك السعوديين (سينما سعودية) خالصة بالمعنى الفني والتقني والإداري والاستثماري، ومن ثم، تركزت تلك الجهود أولاً على إكساب الفئات الشابة السعودية أهم المعارف السينمائية من خلال برامج الابتعاث الخارجي، والتي يأتي في مقدمتها: (برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي) في فرعه الخاص بــ (الابتعاث الثقافي)، حيث يقدم هذا البرنامج للطلاب السعوديين سنوياً فرص الالتحاق بأكثر من 112 مؤسسة تعليمية وجامعة حول العالم، لدراسة صناعة الأفلام والموسيقى والمسرح والفنون البصرية وتاريخ السينما والرسوم المتحركة والتسويق السينمائي.

وهناك (برنامج نيوم للابتعاث) بالتعاون مع شركة (تام) البريطانية، والمقدم لخريجي الثانوية العامة من أبناء منطقتي نيوم وتبوك، لدراسة صناعة الأفلام بالمدرسة الوطنية للسينما والتليفزيون في المملكة المتحدة (NFTS).

وهناك أيضاً (برنامج العُلا للابتعاث) والذي يقدم فرصاً واعدة لأبناء محافظة العُلا لصقل مواهبهم وخبراتهم في مجال صناعة السينما، من خلال دراسة فنون السينما وصناعة الأفلام في المؤسسات التعليمية والدولية. 

كوادر مهنية 

وبالإضافة لبرامج الابتعاث، تقوم الجامعات السعودية حالياً بإدخال مقررات ومناهج جديدة لدراسة فنون السينما وملحقاتها المختلفة؛ فقد أطلقت (جامعة الإمام محمد بن سعود) أول برنامج بكالوريوس للسينما والمسرح على مستوى جامعات المملكة، وقامت (جامعة الملك سعود) بإنشاء كلية الفنون وبها أقسام لدراسة الفنون الأدائية وعلوم المسرح والسينما والموسيقى، إلى جانب أقسام للفنون البصرية والتصميم، بينما قامت كلية التصاميم والفنون بـ (جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن) بإدراج برنامج صناعة الأفلام والرسوم المتحركة ضمن مرحلة البكالوريوس، وأخيراً تعد جامعة (عفت) الأهلية، الوحيدة في مجال التعليم العالي بالمملكة العربية السعودية، التي تقدم برنامجاً جامعياً يمنح بكالوريوس العلوم في الفنون السينمائية (B.Sc.CA)، ويتيح للطالبات متابعة دراساتهن العليا في مجالات إنتاج الأفلام، ويقوم بتخريج دفعات من المهنيين المؤهلين لتلبية احتياجات صناعة السينما سعودياً وخليجياً.  

عاصمة السينما

ونستطيع من خلال التجاوب العالمي لنجوم هوليوود السينمائيين مع تطورات المشهد الفني والترفيهي السعودي، إدراك إلى أي حد، ستصبح المملكة العربية السعودية وعاصمتها الرياض، هي الوجهة السينمائية الأولى والأكثر حظاً بالأضواء خلال السنوات القادمة، فمنذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها المملكة عن إطلاق برامجها الترفيهية وتوسيع دائرة نشاطها الفني والسينمائي، وتخصيص ما يزيد على 15 مليار دولار لتعزيز الترفيه والصحة والرياضة والتعليم، وإنشاء عشرات المجمعات الترفيهية والمراكز المائية، توافد العديد من هؤلاء النجوم على المملكة أمثال الممثل البريطاني الشهير (Idris Elba) والممثل الأمريكي (John Travolta)، ومواطنته الأمريكية (Katie Holmes) ومواطنهما الأسطورة (Johnny Depp)، وغيرهم من كبار نجوم السينما العالمية، والذين عبروا جميعاً عن سعادتهم بتطورات المشهد الفني والإبداعي والثقافي بين السعوديين، كما أعربوا عن استعدادهم لتوقيع عقود إنتاج وإخراج وتمثيل للعديد من الأعمال السينمائية الجديدة انطلاقاً من أرض المملكة، وهي الأعمال التي يُتوقع لها أن تعكس الواقع الثقافي الجديد في البلاد، وأن تروج عبر السينما لكافة ما تمتلكه السعودية من موارد طبيعية خلابة وجاذبة وذات إطلالات سياحية وترفيهية وخدمية ساحرة، ستساعد بكل تأكيد على تحقيق الأهداف الاقتصادية الكبيرة للمملكة، كما ستعزز من فاعلية القوى الناعمة للرياض بين دول العالم.

ومما لا يعرفه كثيرون، أن هناك العديد من نجمات ونجوم هوليوود وبوليوود، تربطهم صلات وثيقة بالمملكة العربية السعودية باعتبارها مكان ولادتهم أمثال (Melora Walters) المولودة لأبوين أمريكيين في مدينة الظهران السعودية عام 1960، والممثلتان (Lisa Eilbacher) وشقيقتها (Cindy Eilbacher) وهما مولودتان في الظهران أيضاً عامى 1956، 1958 على التوالي، حيث كان والدهما يعمل مديراً تنفيذياً بإحدى شركات النفط السعودية، وكذلك الممثلة (Alex Essoe)، وهناك الممثلان (Momo Dione) المولود لدبلوماسي غيني في العاصمة الرياض، والممثل (Hunter Maats) المولود في الرياض أيضاً عام 1981، وهناك من أبطال بوليوود (السينما الهندية) من أقام في المملكة خلال طفولته مدة من الزمن أمثال الممثل (Karan Singh Grover) وذلك قبل أن يصبح ممثلاً مشهوراً ويتزوج من الممثلة الهندية (Bipasha Basu).

ومثل هذه العلاقات الوطيدة وغيرها، ستعمل الهيئات المعنية بتطوير السينما على استغلالها وتوظيفها بشكل إيجابي في المرحلة الراهنة وكذلك في المستقبل. 

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X