هناك أخبار سارة اليوم بالنسبة للآباء العاملين الذين يعانون من الشعور بالذنب عند ترك أطفالهم في الحضانة كل صباح، حيث كشفت دراسة حديثة، أن الحضانة تعطي الفرصة للأطفال الصغار للتعلم واللعب في نفس الوقت، كما أنها يمكن أن تكون مهمة لنمو الطفل النفسي أيضاً.
وتقول الدراسة، إن الأطفال الذين يذهبون إلى دور الحضانة ومراكز رعاية الأطفال، هم أقل عرضة لاكتساب المهارات الاجتماعية السيئة، والعلاقات الصعبة مع أقرانهم والمشاكل السلوكية في وقت لاحق في مرحلة الطفولة، من أولئك الذين تم مراعاتهم قبل سن الثالثة من قبل العائلة والأصدقاء.
وأشارت الدراسة إلى أن رعاية الطفل المبكرة يمكن أن تعزز مهارات اللغة والتفكير لدى الطفل وربما قدراته الأكاديمية، ولكن لم تكن هناك نتائج محددة بشأن التأثير المحتمل على سلوك الأطفال.
وتناولت الدراسة الجديدة، التي أجرتها جامعة سوربون Sorbonne University في فرنسا، العوامل المرتبطة بصحة وتنمية الطفولة، بإجراء مسح على 1428 طفلاً، وتتبع سلوكهم منذ الولادة حتى سن الثامنة، مستخدمين الردود التي أكملها آباء الأطفال في عمر الثالثة أو الخامسة والنصف أو الثمانية أعوام.
وفي فرنسا، تتوفر الرعاية الرسمية للأطفال على نطاق واسع، وتكون ذات جودة عالية ومتاحة للجميع، حيث يبدأ جميع الأطفال تقريباً في المدرسة في سن الثالثة، حسب الدراسة.
وقام البحث الذي تم نشره في Journal of Epidemiology and Community Health، بدراسة 636 طفلاً تم الاعتناء بهم من قبل أحد مقدمي الرعاية قبل البدء بالمدرسة في سن الثالثة، و 367 ممن حضروا الرعاية الرسمية، و 425 من الذين تم مراعاتهم من قبل العائلة و الأصدقاء.
وكان لدى 15.5% من الأطفال الذين خضعوا للدراسة مشاكل سلوكية، و 16% لديهم مشاكل عاطفية، و 13% كان لديهم مهارات اجتماعية سيئة، و 7% وجدوا صعوبة في تكوين صداقات مع الأطفال في سنهم.
ولكن من بين المجموعات المختلفة التي تمت دراستها، فإن أولئك الذين درسوا من قبل المتخصصين في دور الحضانة ومراكز الرعاية قبل سن الثالثة، كانوا أكثر احتمالاً لأن يكون لديهم مهارات اجتماعية أفضل، وأقل عرضة للمشاكل العاطفية أو السلوكية من الأطفال الذين يعتني بهم الأصدقاء والعائلة.
وشدد الباحثون على أن هذه الدراسة قائمة على الملاحظة، وأن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كانت هذه الفوائد لها تأثير على الأطفال في وقت لاحق من الحياة.
وقال الباحثون: “إن الوصول إلى رعاية جيدة للأطفال في السنوات الأولى من العمر قد يحسن النمو العاطفي والإدراكي للأطفال، ويمنع الصعوبات العاطفية في وقت لاحق ويعزز السلوك الاجتماعي الإيجابي”.