دمشق بديل للأسواق الخارجية بنظر صناعيي حلب
تابعونا على:

إخترنا لكم

دمشق بديل للأسواق الخارجية بنظر صناعيي حلب

نشر

في

1٬070 مشاهدة

دمشق بديل للأسواق الخارجية بنظر صناعيي حلب

 

يعتبر معرض السليمانية فرصة لصناعيي حلب، حيث يسعون من خلاله إلى ترويج منتجاتهم وبضائعهم، وبالتالي إحياء مصانعهم وورشهم، بعد تعذر التصدير الخارجي.

دمشق- يأمل جورج طوبجيان أن يجد في أسواق دمشق بديلا لتصريف إنتاجه من الصابون الحلبي لأنه لا يستطيع تصدريه بسبب ما عانته البلاد من سنوات الحرب.

طوبجيان (61 عاما) هو واحد من بين 137 صناعي حلبي شاركوا في معرض “منتجون 2020” المدعوم من قبل الحكومة السورية والذي أقيم في التكية السليمانية وسط العاصمة دمشق. حيث أتى هؤلاء الصناعيون بمنتجاتهم التي صنعوها في ورشات صغيرة آملين إعادة إعمار مصانعهم التي هدمتها الحرب.

“أمضيت حياتي كلها بين زيت الغار والصابون، وهذه الرائحة لا تفارق رئتي” بحسب ما قاله طوبجيان، مضيفا “نحن اليوم في دمشق لنبحث عن سوق بديل عن السوق الخارجي بعد تعذر عمليات التصدير.”

خصصت أحد أجنحة التكية السليمانية لاستقبال المعارض والفعاليات الثقافية والسياحية. ويستمر المعرض المذكور لمدة أسبوع تقريبا.

من بين عشرات الأجنحة للمشاركين في المعرض، تتنوع الصناعات وتبرز المنتجات الحرفية التي تتميز بها حلب، والصناعات اليدوية التي أتى بها أصحابها ليعرضوها، والتي اجتذبت زوار المعرض إليها.

من بين الصناعات التي كان لها حضور ملفت هي صناعة صابون الغار الذي تشتهر به مدينة حلب. وقد ساهم الأخوان جوزيف وجورج طوبجيان، مالكي شركة طوبجيان للصناعات التجميلية والعناية بالبشرة، بتحويل هذه الحرفة قبل بداية الحرب إلى معمل كبير ينتج مختلف أنواع الصابون ومستحضرات التجميل باستخدام المواد الطبيعية السورية منها زيت الغار وزيت اللوز وزيت حبة البركة. وقد نجح الأخوان بتصدير منتجات مصنعهما إلى أوروبا.

لكن لسوء الحظ، اضطرت عائلة طوبجيان للسفر إلى كندا في عام 2012 بعد أن دمر مصنعهم في حلب. إلا أن عدم قدرتهم على التأقلم مع عالمهم الجديد أدى إلى عودتهم إلى مدينتهم في 2018، وبدؤوا بعدها بإنتاج الصابون مجددا، لكن هذه المرة في ورشة صغيرة مؤلفة من عاملين فقط، بعد أن كان معملهم يحتوي أكثر من أربعين عاملا. إلا أن جورج لم يفقد الأمل، ويسعى عبر مشاركته في المعرض أن تجد منتجاته سوقا لدى تجار دمشق.

ويقول طوبجيان أنه يأمل “في كسر الحصار عبر إنتاج مواد ومستحضرات تجميل محلية اعتاد تجار دمشق على استيرادها من الخارج” قبل بداية الحرب. ويكمل مضيفا “علينا جميعا أن نسعى جهدنا لإعادة إحياء ورشنا ومعاملنا” موضحا: “ورثنا صناعة الصابون عن آبائنا وأجدادنا، ولا نريد لها أن تتوقف”.

وقبل بداية الحرب كانت حلب وريفها يحتويان أكثر من مئة ورشة لصناعة صابون الغار، حيث بلغ الإنتاج حوالي 30 ألف طن تقريبا. إلا أن سنوات الحرب أدت إلى تراجع الإنتاج بفعل تدمير هذه الورشات والمصانع بشكل شبه كلي.

وقد تفاجأ طوبجيان، بعد مرور عدة أيام على بداية المعرض، بعدد الناس الذين أبدوا إعجابهم واهتمامهم بمنتجات ورشته، وبالأخص التجار المهتمين بمستحضرات التجميل. حيث لم يخف تفاؤله باحتمال الوصول إلى اتفاق مع العديد منهم.

تشمل الصناعات المعروضة في المعرض صناعة الحلي من الفضة، والتي اعتبرها جو زهر، ممثل شركة سباركل للفضيات، بديلا للذهب بفعل ارتفاع الأسعار. حيث سجلت الفضة ارتفاعا ملحوظا في الإقبال عليها، مما دفع جو إلى ابتكار وتصميم موديلات حلي جديدة، والتعديل عليها بما يتناسب مع مختلف الأذواق، مضيفا عليها الأحجار الكريمة والثمينة العقيق والفيروز، لتضاهي هذه الحلي القطع الفنية المميزة.

ولطالما اعتبرت مدينة حلب العاصمة الاقتصادية للبلاد، إلا أن المعارك الطاحنة التي أودت بالمصانع، والحصار الطويل الذي تعرضت له، زعزع من مكانتها التجارية. إلا أن صناعيي المدينة يسعون إلى استعادة هذه المكانة، خصوصا وأنها لطالما اشتهرت بأسواقها القديمة والتي استقطبت الحرفيين والتجار على مدى قرون مضت.

وقد تلقى صغار المنتجين الدعم الحكومي لإحياء ورشاتهم، واستأنفت أكثر من 70 ورشة عملها، إلا أن منتجاتها لا تجد سوقا لتصريفها. حيث صرح المدير العام للمجموعة العربية للمعارض، علاء هلال، أن صناعيي حلب ينتظرون “فرص البيع وإبرام العقود وتسويق منتجاتهم في دمشق.” وأضاف “دمرت الحرب البنية التحتية للصناعيين في حلب، في حين أثر الحصار على تأمين مستلزمات تشغيل معاملهم.”

كما أثرت العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد على الإنتاج العام للصناعات.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X