تقرير: سارة عمرو
بدا جليًا التوجه البريطاني لتوسيع شبكة العلاقات مع دول الخليج في إطار سعي الحكومة البريطانية نحو تحقيق الانفتاح الاقتصادي على دول العالم بعد البريكست، فبعد أقل من ستة أشهر من استفتاء بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي في ديسمبر 2016، سعت دول مجلس التعاون الخليجي ومعها بريطانيا لوضع رؤية للشراكة الاستراتيجية بينهما من خلال القمة التي عقدت في البحرين، وشملت عدة مجالات منها التجارة والدفاع والبيئة، وبالرغم من الأزمة الخليجية التي أدت إلى قطع العلاقات بين السعودية والإمارات والبحرين وبين قطر، فإن ذلك لم يمنع وجود صفقات منفردة بين كل دولة خليجية وبريطانيا على حدى.
التجارة الثنائية بين بريطانيا والإمارات العربية ستصبح أقوى بعد البريكست
قالت وزيرة التجارة والترويج للصادرات البريطانية بارونيس فيرهيد أن العلاقات التجارية مع الإمارات ستصبح أقوى بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حيث قالت أن لدى المملكة المتحدة استراتيجية تصدير فعالة لزيادة مستوى الصادرات إلى الإمارات من 30٪ إلى 35٪.
وأشارت الوزيرة أن الإمارات والمملكة المتحدة تركزان على نفس المجالات مثل استخدام البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة ولعل هذا هو السبب في أن الإمكانات هائلة بالنسبة لبريطانيا لتنمية أعمالها حيث أن هناك رغبة قوية لدى المملكة المتحدة للنظر إلى الأسواق الخارجية التي لم تستغلها من قبل.
يذكر أن الإمارات هي خامس أكبر شريك تجاري للمملكة المتحدة خارج أوروبا، بعد الولايات المتحدة واليابان والصين وهونج كونج، وبريطانيا هي أكبر مستثمر أجنبي مباشر اليوم في الإمارات، وبلغت التجارة بين الإمارات والمملكة المتحدة 22.7 مليار دولار في عام 2017، وتتطلع المملكة المتحدة إلى زيادة إجمالي التجارة إلى 32.5 مليار دولار خلال الفترة المقبلة.
البريكست فرصة لتعزيز العلاقات التجارية بين السعودية وبريطانيا
في مارس من العام الجاري، عقدت المملكة العربية السعودية مع المملكة المتحدة صفقات بقيمة 65 مليار جنيه استرليني (90 مليار دولار) من التجارة والاستثمار المتبادلين في السنوات المقبلة خلال اجتماع بين رئيس الوزراء البريطاني تيريزا ماي وولي العهد محمد بن سلمان، إذ يمثل “بريكسيت” فرصة لتعزيز التجارة والاستثمارة بين المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية، فجذب قوائم مثل شركة النفط العملاقة “أرامكو السعودية” ستكون ضمن سلسلة من الصفقات الهامة التي تأمل بريطانيا في تأمينها بعد انفصالها عن أوروبا.
قطر تلتزم بخمسة مليار جنيه إسترليني خلال 3 سنوات لدعم بريطانيا بعد البريكسيت
قدمت قطر ما يقرب من ثلاثة مليارات جنيه استرليني من أجل الاستثمار في العقارات والبنية التحتية البريطانية خلال الأشهر الستة عشر الماضية في تصويت على الثقة في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، كما قال علي شريف العمادي، وزير المالية القطري، “لقد التزمنا بتقديم خمسة مليارات جنيه استرليني في غضون ثلاث سنوات ونحن بالفعل نتقدم على ذلك ونتوقع خلال الأشهر المقبلة القادمة المزيد من الاستثمارات بين البلدين”.
يذكر أن قطر لديها تاريخ طويل من الاستثمار في المملكة المتحدة، حيث يمتلك جهاز الاستثمار القطري QIA مجموعة من الأصول التذكارية في البلاد، بما في ذلك مبنى Shard ومتجر Harrods، كما أن لديها حصص في بورصة لندن، وفي الآونة الأخيرة وافقت الدوحة على صفقة بقيمة 6 مليار جنيه استرليني مع شركة BAE Systems لشراء 24 طائرة مقاتلة Typhoon.