قد تبدو القدرة على إثبات النجاح والتميز وترك بصمة في المجال الطبي أمراً ليس بالسهل، فكيف لو كان ذلك في بلد يزدحم بأهم القامات الرائدة في المجالات الطبية مثل المملكة المتحدة! د. وفاء المحب أثبتت أن لا مستحيل مع الإرادة والتصميم، لتترك أثراً ملهماً في اختصاصها الطبي.
إعداد: فاطمة عمراني
1 – من هي د. وفاء المحب ؟
طبيبة تخرجت من جامعة بيروت العربية عام 2007، أجريت التدريب السريري في لبنان ثم سافرت إلى المملكة العربية السعودية حيث عملت كطبيبة في مستشفى الملك خالد لمدة عامين باختصاص جراحة النساء والتوليد، لكنني لطالما كنت شغوفة في مجال التجميل لذلك قمت بتغيير اختصاصي إلى التجميل والجلدية مع العلم أن خبرتي بالجراحة لم تذهب سدى لأنني في الحقيقة اكتسبت مهارات هامة ساعدتني في تخصصي الجديد من كيفية حقن الإبر وخياطة الجلد وغيرها، وبعد ذلك حصلت على عرض من مستشفى الدكتور زين أوباجي في الرياض وعملت هناك لفترة كطبيبة مقيمة. ثم انتقلت إلى فرنسا وحصلت على شهادتي دبلوم تعادلان شهادة الماجستير؛ الأولى في مجال طب التجميل والثانية في مجال الليزر الطبي من جامعة Paris Descarteثم انتقلت إلى بريطانيا منذ نحو أربع سنوات عملت لصالح NHS في قسم الطوارئ، ومنذ حوالي السنة افتتحت عيادتي الخاصة في منطقةReading وقريبا سيفتتح فرع آخر لعيادتي في لندن، وبالإضافة لعملي في عيادتي ,أنا اساعد في عيادتين في لندن وSouthampton، حيث أقوم بتدريب الأطباء والصيادلة والممرضين المهتمين بمجال التجميل وتعلم طرق حقن البوتكس والفيلر.
2 – يبدأ طريق النجاح من مرحلة التحصيل العلمي، هلا حدثتنا عن خبراتك العلمية؟
أحمل بكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة بيروت العربية، كذلك أحمل شهادتي دبلوم تعادلان شهادة الماجستير الأولى في مجال طب التجميل والثانية في مجال الليزر الطبي من جامعة Paris Descartes أيضاً أحمل دبلوم جلدية من الكلية الملكية البريطانية للأطباء في غلاسكو وحاليا أعمل على الحصول على شهادة ماجستير بتخصص الجلدية في جامعة King’s College London، بالإضافة للعديد من الدورات التخصصية لتعزيز خبرتي في المجال التجميلي.
3 – شاركت في العديد من الدورات التدريبية ما هي أبرز تلك الدورات؟
كانت الدورات التدريبية ما بين الإمارات، السعودية، فرنسا، وبريطانيا وجميعها كانت في مجال التجميل وعن أحدث الأجهزة وأحدث العلاجات التجميلية سواء الفيلر، البوتكس، استعمال الخيوط، العلاجات الجلدية وما إلى ذلك.
4 – ممارستك للمهنة واكتسابك خبرة مميزة هو ما جعل منك طبيبة ناجحة اليوم، ما أبرز محطات مسيرتك المهنية؟
الطريق لم يكن سهل ابداً، بدأ من لبنان حيث اكتسبت خبرة بالأمراض الداخلية، لكن عملي في المملكة العربية السعودية وتخصصي بمجال جراحة النساء والتوليد ساعدني بالدخول بمجال التجميل واستخدام ابر الحقن بطريقة صحيحة ثم عملت باختصاص الأمراض الجلدية في بريطانيا وصقلت خبرتي العملية بشهادات علمية ودورات تدريبية.
5 – العمل في المجال الطبي يحتاج متابعة دائمة من قبل الطبيب لأحدث التقنيات العلمية، كيف تقومين بنحت معرفتك ومهاراتك في مجال مكافحة الشيخوخة والطب التجميلي؟
بداية نحن كأطباء مطالبون من النقابات الطبية بتطوير أنفسنا باستمرار سواء من خلال حضور المؤتمرات أو ساعات تعليمية وتدريبية، وبالطبع هذا الأمر ملتزمة به سنوياً من كوني مهتمة جداً بحضور المؤتمرات والتي ليس فقط من شأنها تعريفي على أحدث الأجهزة لكن أيضاً هي فرصة للقاء أشخاص ناجحين واكتساب خبرة منهم.
6 – لكل مجتهد نصيب، لذلك تم تكريمك ونلت جائزة التجميل للعام 2021، حدثينا أكثر عن هذا التكريم وانطباعك حياله؟
لقد فزت بهذه الجائزة أنا وثمانية زملاء أخرون من بين مئات المتقدمين الذين تنافسوا للحصول عليها، وهذه الجائزة للوجوه الجديدة في مجال التجميل في بريطانيا (مع العلم أن خبرتي في طب التجميل تتجاوز العشر سنوات)، لكن كما ذكرت سابقاً عند بداية قدومي لبريطانيا عملت لصالح NHS ومنذ سنة افتتحت عيادتي الخاصة وكانت انطلاقة جميلة جداً والقائمين على هذه الجائزة تابعوا عملي وأجروا مقابلات مع عدة مرضى ممن عالجتهم وبناءً على ذلك تم اختياري وتكريمي.
7 – التوفيق بين النجاح المهني والحياة الشخصية قد يكون صعباً، كيف توفق د. وفاء المحب ما بين الأمرين؟
التوفيق صعب جداً خاصة أن عائلتي بعيدة عني، لكنني أبذل قصارى جهدي لتنظيم حياتي ووضع أولويات وخطة لكل يوم والالتزام بها، بالإضافة لكون زوجي شخص متفهم ومتعاون جداً وهو أيضاً طبيب مختص بجراحة المسالك البولية في أكسفورد، وهو يساعدني جداً في تربية الأولاد ويقدّر عملي جداً، شخصياً لا أسعى للتقدم السريع في عملي إنما أحاول أن يتماشى عملي مع حياتي بحيث لا أخسر وجودي بين عائلتي، كما أحرص على العمل لست أسابيع متواصلة ثم أخذ استراحة لمدة أسبوعين وقضاء وقتي مع عائلتي.
8 – ما النصيحة التي توجهينها للشباب الطامح للنجاح والتميز؟
هنالك عدة نصائح أتمنى من الشباب الطامح للنجاح اتباعها:
أولاً: ألا يستهتر بأي فكرة بسيطة أو عشوائية قد تخطر في باله لأن هذه الفكرة مع مرور الزمن قد تتحول لمشروع مهم جداً، ثانياً: الثقة بالنفس والقدرات مهما كانت الظروف يجب أن يكون لديه الثقة المطلقة بأنه يستطيع النجاح بالعمل والمثابرة والتغلب على كافة العقبات.
ثالثاً: استغلال الوقت، لو أستطيع العودة بالزمن لكن استغليت كل دقيقة في حياتي بالتعلم واكتساب مهارات جديدة، وعلى الشباب أن يستغلوا وقتهم بما هو مفيد دائماً، وعلى سبيل المثال لم يكن لدي أية خبرة عن تعديل وتحرير مقاطع الفيديو لكنني أدركت أهمية الإلمام بكل المهارات لذلك أتممت العديد من الدورات التدريبية في هذا الشأن وتعلمت ذلك بالرغم من كوني طبيبة لكي أستفيد من مهارة تحرير الصور والفيديو في الدروس التعليمية التي أقدمها للأطباء والممرضين
رابعاً: ألا يفكروا بالماضي لأن الماضي لن يتغير، بالمقابل عليهم التركيز على الحاضر والعمل بجد لبناء مستقبل أفضل.
خامساً: أن يكونوا متعاونين ومتفاهمين، وذلك يعني أن يساعد الشخص الذي استطاع الوصول لأهدافه أشخاصاً آخرين، لا يتوجب علينا أن نكون مجتمعات فردية بل يجب أن نتعاون ونتساعد لنكون أفراداً ناجحين.
سادساً: التعلم من خبرات الأشخاص الناجحين، فعند انتقالي إلى بريطانيا لفت انتباهي بعض الأطباء الناجحين الذين تابعت حساباتهم على منصة الإنستغرام وقد قمت بالتواصل معهم واستفسرت منهم عن بداياتهم في العمل في بريطانيا وبالفعل استفدت من تجاربهم وسرت على خطاهم.
سابعاً: تنظيم أوقاتهم دون ضغوطات تنسيهم عائلاتهم بل عليهم جدولة أولوياتهم تباعاً بحيث يكونون أشخاصاً ناجحين مهنياً واجتماعياً.
من أسرة تحرير مجلة “أرابيسك لندن” نتمنى لـ د. وفاء المحب كل التوفيق والتميز