يبدو أن الاحتجاجات في بريطانيا أخذت منحى أكثر جدية في وقت أصبح فيه سياسيون بريطانيون يحسبون تحركاتهم بناء على رد فعل الشارع، وسط مطالبات قيادات حزبية بأن يكون الجميع مسؤولاً أمام هذه المرحلة الحساسة.
الاحتجاجات في بريطانيا
في انتظار أن يهدأ الشارع البريطاني ألغى رئيس الوزراء البريطاني “كير ستارمر” (Keir Starmer) إجازته الصيفية
في ظل الاحتجاجات المتصاعدة والتي امتدت إلى عدد من المدن البريطانية وبدأت تؤثر على مفاصل الحياة في البلاد.
وعبر المتحدث باسم رئيس الوزراء عن ارتياح الحكومة لانخفاض التصعيد في وتيرة الاحتجاجات مع عطلة نهاية الأسبوع
لكنه ألمح إلى أن الحكومة لم تنته بعد من أعمالها وأن أجندتها مليئة حتى خلال العطلة.
أعمال شغب
ألغى رئيس الوزراء خطته لقضاء عطلته الصيفية بعد معاناة البلاد من موجة أعمال شغب قادها اليمين المتطرف.
واستهدفت هذه الأعمال المهاجرين والمسلمين بالدرجة الأولى، على خلفية حادثة الطعن لمتدربات في صف للرقص
بمدينة “ساوثبورت” (Southport) وراح ضحيتها ثلاث فتيات، ومن ثم تداولت صفحات الانترنت مزاعم بأن المهاجم طالب لجوء ووصل مؤخراً إلى بريطانيا.
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء أن “ستارمر” سيمضي هذا الأسبوع بين “داونينج ستريت وتشيكويرز” (Downing Street and Chequers) أي المنتجع الريفي الخاص برئيس الوزراء.
موضحاً أن الأخير ألغى إجازته مع عدد من أعضاء الحكومة لضمان القدرة على الاستجابة الفورية للاضطرابات لاسيما في بلدات ومدن إيرلندا الشمالية.
اقرأ أيضًا: الاحتجاجات في بريطانيا: أكثر من 20 مدينة تلتهب وسط غضب معادٍ للمهاجرين
عبرة من السابقين
الإجراء الذي اتخذه “ستارمر” جاء على خلفية انتقادات تعرض لها رئيس الوزراء السابق “بوريس جونسون” (Boris Johnson) عندما كان عمدة لمدينة لندن عام 2011.
وقتها تعرض لانتقادات لاذعة بسبب تأخره في العودة من إجازته برفقة عائلته في كندا.
وكانت الاحتجاجات الحالية اندلعت مع التوقيت الذي سيأخذ فيه رئيس الحكومة ووزراءه إجازاتهم الصيفية ليجدوا أنفسهم أمام مأزق داخلي وخارجي
فعلى الرغم من أن الاحتجاجات هدأت مع زيادة عدد قوات حفظ الأمن في الشوارع وانطلاق مظاهرات مناهضة لممارسات اليمين المتطرف
إلا أن هذا لا يغني عن إلغاء الإجازات حتى يسلموا من الانتقاد، فالبلاد من وجهة نظر مراقبين تغلي ولا أحد يعلم إلى أين يمكن أن تصل هذه الاحتجاجات
خاصة بعد أن بدأت تطال مفاصل الحياة اليومية من إغلاق الشركات والمحلات التجارية تحسباً لهجوم مفاجئ من ناشطي اليمين المتطرف.
اقرأ أيضًا: رسائل تضامن تفيض بالحب للاجئين والمهاجرين في بريطانيا