رائدة الفضاء العالقة تتحول إلى هيكل عظمي
تابعونا على:

منوعات

رائدة الفضاء العالقة تتحول إلى هيكل عظمي

نشر

في

154 مشاهدة

رائدة الفضاء العالقة تتحول إلى هيكل عظمي

تعيش رائدة الفضاء سونيتا ويليامز ذات 59 عاماً أياماً قاتمة بعدما بدأ جسدها في الإنهيار إثر التأثيرات التي لحقت بها نتيجة وجودها على المركبة الفضائية العالقة في الفضاء بوينغ ستارلاينر.

وفي التفاصيل، فقد انطلقت المركبة الفضائية بوينغ ستارلاينر من محطة الفضاء الدولية “ناسا” في 5 يونيو في أول رحلة فضائية مأهولة، وكان من المفترص أنها ستستمر هذه الرحلة لمدة ثمانية أيام، إلا أنه حدث خلل فيها أدى إلى استمرار الرحلة لأكثر من ثمانية أشهر، ومن المتوقع أن يتم إنقاذ من عليها وعودتهم إلى الأرض في فبراير/شباط من العام القادم 2025.

سونيتا ويليامز هي واحدة من رائدي الفضاء المتواجدين على المركبة، إذ يرافقها رائد الفضاء باري “بوتش” ويلمور61 عاماً، ويبلغ طول المركبة 356 قدماً، وتنطلق بسرعة ثابتة تبلغ 17500 ميل في الساعة بينما تدور حول كوكبنا كل 93 دقيقة، وعلى ارتفاع 250 ميلاً فوق الأرض.

هذا وقد فشلت خمسة من محركات الدفع الخاصة بمركبة الفضاء ستار لاينر وتعرضت المركبة لتسربات متعددة من الهيليوم، وكان من المقرر التخلص من المركبة في 7 سبتمبر بحسب خبراء ناسا، لكن دون عودة رائدي الفضاء، إلا أنه جاء الحل عن طريق أن يطير صاروخ سبيس إكس دراغون المملوك للملياردير إيلون ماسك، إلى محطة الفضاء الدولية ويعيدهما إلى الوطن.

رائدة الفضاء العالقة تتحول إلى هيكل عظمي

كان رائدا الفضاء مقتنعين بعودتهما إلى الأرض لذا تخليا طوعياً عن حقيبتين تحملان أغراضهما الشخصية من ملابس وطعام ليفسحا المجال للمعدات العلمية، واعترف رائدا الفضاء أن ذلك كان خطأً فادحاً، وعلى الرغم من محاولة وكالة الفضاء الدولية ناسا أن تجمّل الوضع لديهما أمام العالم، إلا أن الصور الأخيرة كانت مرعبة، نظراً لهزالة أجسادهم، وخصوصاً رائدة الفضاء ويليامز، وكشف رائدا الفضاء في وكالة ناسا العالقان عن حقيقة شعورهما: “هذا ليس بالأمر السهل”.

لكن ما هي التغيرات الجسدية التي من الممكن أن تحدث للجسم البشرية في الفضاء؟

خبراء طبيون كشفوا أن بقائهم في الفضاء سوف يؤثر بشكل كبير على أجسادهم، إذ يفقدون من واحد إلى اثنين في المائة من كتلة عظامهم كل شهر ويمكن أن يعانون من آثار جانبية جسدية وعقلية دائمة، بما في ذلك السوائل في المخ والدوخة والاكتئاب وفشل القلب.

وعلى الرغم من أن الجاذبية في الفضاء تحافظ على السوائل إذ من المفترض أن تكون في الجسم، إلا أنه في حالة الفترات الطويلة في الفضاء تعني أن السوائل الجسدية تتحرك بشكل عشوائي، إضافة إلى أن السفر الفضائي المطول يؤدي إلى تورم الوجه والمخ وخطر وجود السوائل في القلب والرئتين تصبح وجوههم منتفخة”.

كما يفقد رواد الفضاء كتلة العضلات والقدرة على المشي بشكل طبيعي عند العودة إلى الأرض، ويجد القلب صعوبة أكبر في ضخ الدم، لذلك يشعر الناس بالدوار، كما يتعرضون لمستويات عالية من الإشعاع الكوني الجسيمات عالية الطاقة والموجات الكهرومغناطيسية التي تأتي من النجوم، مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان”.

رائدة الفضاء العالقة تتحول إلى هيكل عظمي

وبالرغم من وجود طعام كاف، ونظام في المركبة مصمم لإزالة ثاني أكسيد الكربون من داخل الكبسولة، لكن يتعين عليها أن تعمل بجهد أكبر عندما يكون هناك المزيد من رواد الفضاء، ويجب تنظيف المرشحات بشكل متكرر، ومع توزيع المياه بشكل مقنن تساعد معدات الترشيح في إعادة تدوير بول رائد الفضاء وتحويله إلى مياه شرب، إضافة إلى الملل الذي يعد عاملاً مؤثراً، في حين يجب عليهم ممارسة الرياضة لمدة ساعتين يومي لمنع ضمور العضلات، كما يجب عليهم ربط أنفسهم باستخدام حزام وحبال مطاطية لتجنب الطفو”.

وفعلاً استطاعت قبل فترة رائدة الفضاء ويليامز أن تجري 26.2 ميل على جهاز المشي في أربع ساعات و 24 دقيقة، لتصبح أول شخص يركض ماراثونا في الفضاء، إلا أن جسدها بدأ بالضعف في الأونة الأخيرة كما أظهرت الصور.

على الرغم من اعترافها بوجود “أوقات عصيبة” خلال مؤتمر صحافي استمر 40 دقيقة من الفضاء قبل فترة، إلا أنها صرحت قائلةً: أفتقد أصدقائي، هذا ما نفعله، إنه أمر محفوف بالمخاطر وهذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور في هذا العمل”، واعترفت بأنه كان “صعباً” مشاهدة مركبة ستار لاينر تغادر الفضاء بدونهما.

إلى الآن ينتظر العالم عودة رائدي الفضاء بخير وسلامة، وسط ترقب محطة الفضاء الدولية، وخوف مرتقب من وفاة أحد رواد الفضاء نتيجة المضاعفات المذكورة أعلاه.

اقرأ أيضاً: (Tyche) أول قمر صناعي عسكري في بريطانيا: كيف سيسهم في حمايتها؟

X