كشفت تقارير إعلامية، أن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، استخدام طائرات الجيش الجوي الملكي والمروحيات بشكل مكثف للقيام برحلاته المحلية، متجاوزاً بذلك رؤساء الوزراء الثلاثة السابقين في المملكة المتحدة.
وبحسب بيانات وزارة الدفاع، أجرى سوناك متوسط رحلة واحدة من هذا النوع في الأسبوع خلال السبعة أشهر الأولى من توليه المنصب.
تعرض سوناك لانتقادات حادة واتهامات بالنفاق لاستخدامه للرحلات الجوية الداخلية، رغم التزامه بتقليل انبعاثات الكربون المسببة للاحتباسالحراري.
ورغم ذلك، دافع سوناك عن استخدامه للسفر الجوي بالقول إنها وسيلة “فعالة من حيث الوقت“.
وفي إطار طلبات حرية المعلومات، كشف تقرير لشبكة بي بي سي عن عدد الرحلات المحلية التي أجراها سوناك على متن طائرات نقل جوي خلال فترة رئاسته من يوليو 2016 حتى أبريل 2023.
وخلال 187 يوماً، قام سوناك بـ 23 رحلة محلية على هذه الطائرات، ما يعادل رحلة كل ثمانية أيام في المتوسط.
تتولى الفرقة الجوية الملكية البريطانية المعروفة باسم “الفرقة 32″ تشغيل طائرات داسو فالكون 900LX ومروحيات لتأمين نقل رئيس الوزراء وكبار المسؤولين في البلاد.
كما أن رؤساء الوزراء يحصلون في بعض الأحيان على طائرة RAF Voyager للسفر الخارجي، وتقوم الحكومة أيضاً بتأجير رحلات خاصة على طائرات تابعة لشركة Titan Airways.
في سياق آخر، كشفت التقارير عن أن سوناك قام بتكاليف تجاوزت 70,000 جنيه إسترليني لرحلات بطائرة خاصة ومروحية إلى فعاليات حزب المحافظين التي تمولها الجمعيات السياسية هذا العام.
رحلات سوناك تسلط الضوء على القلق من تأثير البصمة الكربونية
أظهرت تقديرات أن رحلة سوناك من لندن إلى بلاكبول تسببت في انبعاث حوالي 166 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون لكل شخص.
بالمقارنة، تقترح حاسبة الكربون لشركة LNER أن رحلة بالقطار من لندن إلى بلاكبول ستنتج حوالي 14.31 كيلوغرام من ثاني أكسيد الكربون لكل راكب.
من جانبه، انتقد حزب العمال سوناك لاتخاذه رحلات جوية تعتبر باهظة التكلفة على حساب المكلفين، واعتبر الحزب أن رحلات سوناك تعكس تناقضاً بين تعهده بتقليل الانبعاثات وسلوكه الفعلي.
تجسد هذه القضية توازناً دقيقاً بين استخدام السفر الجوي للقادة السياسيين وضرورة التحلي بالمسؤولية تجاه البيئة وتغير المناخ.
كما تحتج الجمعيات البيئية على أن الطائرات تسهم بشكل كبير في انبعاثات الكربون، وتعمل حملات مثل “Flight Free UK” لتوجيه الضوء نحو خيارات السفر البيئية.
في الختام، يظل تواجد سوناك في مرمى الأضواء، حيث يرتقب من الزعماء السياسيين أن يظهروا بالقدوة في التحول إلى وسائل سفر أكثر استدامة، مع الحفاظ على التوازن مع متطلبات المناصب العليا والوقت.