حاورتها: فاطمة عمراني
عندما يتفوق المحتوى العلمي على تريندات السوشال ميديا، فبالتأكيد نحن أمام تجربة مميزة في صناعة المحتوى وتبسيطه وتقديمه لغير الاختصاصيين.
سماح صالح محمد، طالبة طب بشري، ومنشئة محتوى علمي على منصات مواقع التواصل الاجتماعي لتثبت عكس السائد، فالمحتوى الطبي عادةً موجه لفئة معينة من الجمهور، لكن بالواقع المحتوى الطبي ضمن اهتمامات الجميع دون استثناء.
كيف نحول المعلومة الطبية لمعلومة بسيطة ومفهومة من قبل الجميع؟ سماح محمد ستخبرنا بذلك!
1 – لا بد لرواد منصات التواصل الاجتماعي المهتمين بالمجال الطبي أن يكونوا قد رأوا اسم “سماح صالح محمد” على هذه المنصات، بمفرداتك الخاصة؛ من هي سماح محمد؟
اسمي سماح صالح محمد، عمري 24 سنة، وأنا على بعد خطوة صغيرة من التخرج من كلية الطب البشري في جامعة دمشق، لدي خبرة تزيد عن 4 سنوات في كتابة المحتوى الطبي المتنوع في مواضيعه وغاياته وأساليبه، يستهدف هذا المحتوى مختلف فئات المجتمع بمختلف أعماره وثقافاته والهدف منه نقل السوية الثقافية الطبية في المجتمعات لمستوى أفضل وتصحيح أهم المعتقدات والعادات والتقاليد الشائعة الخاطئة فيه أملاً ببناء مجتمع سليم وسوي صحياً.
كتبتُ مئات المقالات بمختلف الاختصاصات الطبية على منصات سورية محلية وعربية أيضاً على منصة الفيس بوك وفي صحف عديدة والآن يتمركز محتواي على الحديث عن صحة الأطفال وتطورهم الروحي الحركي بمقالات أسلوبها سلس بسيط قريب لقلوب الأمهات لتقصّ الحكاية العلمية بلسان الطفل ذاته برغباته ومشاعره هو، وقد حصلت هذه المقالات على الكثير من التفاعل والمتابعين والمحبة.
2 – من الدراسة الأكاديمية والبحثية إلى التواصل العلمي، ما الذي دفعكِ إلى تبسيط العلوم وتوصيلها؟
كنت دائماً عندما أبدأ بالكتابة أسأل نفسي إن كنت أنا القارئ كيف يمكنني فهم المقال والانجذاب لمتابعة قراءته دون ملل ولا كره للعلم، كما أنني أنا شخصياً من مناصري العلم لذلك أسعى دوماً ليكون هذا العلم معطاءً بطريقة ممتعة بسيطة سهلة يستطيع فيها الآخر أن يفهم ويقرأ بمتعة ويخزن المعلومة مهما كان مستواه الثقافي ومهما كان عمره، هذا الشيء كان بالنسبة لي هدف وبنهاية الأمر المعلومة الجافة موجودة في كل المراجع والمواقع ومختلف أماكن وجود المعلومات لكن الأسلوب البسيط هو الميزة.
3 – ما هي الشرارة الأولى التي سببت اتقاد رحلتك في صناعة المحتوى الطبي؟
عندما حملت مرجع الفيزيولوجيا الضخم كان يتحدث عندئذٍ عن السرطان ولكن بكثير من التعقيد والجفاف، كتبت مقالاً طبياً على لسانه هو ليتحدث هو عن نفسه كيف ينشأ وكيف يقاوم وكيف يستمر ونشرت المقال وكان تفاعل الناس مرعباً ومن هنا كانت الانطلاقة لسلسلة كاملة تحت عنوان اعرف عدوك، ثم أعددت مقالات طبية عن الحمل بمراحله بلسان الأم وجنينها ثم التطور الروحي الحركي للطفل بلسان الطفل وهكذا.
4 – نسبة كبيرة من محتواك الطبي يتعلق بالطفل، لماذا اخترت أن يكون الأطفال محور اهتماماتك في صناعة المحتوى؟
عندما كتبت أول مقال عن الأطفال أذهلني تفاعل الناس ومحبتهم للمقال مع أنه كان يتكلم عن أصعب ما يمكن أن يحفظه طالب الطب في مقرر الأطفال لكن أسلوب التحدث بلسان الطفل كان لطيفاً وقريباً لقلوب الجميع ومحبوباً ومن هنا المحبة هذه شجعتني على الاستمرار.
بعدها عندما بحثت أكثر وأكثر استنتجت كم هي مهمة هذه المعلومات التي تتحدث عن تطور الطفل وصحته النفسية وكم هي جديدة وغريبة على مجتمعنا العربي وإيماناً مني بأن الطفل نواة المجتمع عندما يتطور الطفل بشكل صحيح سيتطور المجتمع حتماً بشكل صحيح أيضاً قررت الاستمرار والتخصص بكتابة المحتوى عن هذه الفئة بالتحديد.
5 – كتابة المحتوى العلمي والطبي بالتحديد مجال واسع، ما أبرز المنصات التي قدمت فيها محتواك؟ وما أهم أنشطة التواصل العلمي التي انخرطتِ فيها؟
عملت وتطوعت في العديد من المنصات والصحف أهمها صحيفة ليالينا، صحيفة الوسط، منصة الـ BMA على موقع الفيسبوك، منصة سماعة حكيم أيضاً على الفيسبوك.
أما كأنشطة تواصل علمي فكان لدي الكثير من الحملات الصحية التي شاركت بها منها حملة التوعية ضد سرطان الثدي لدى النساء، حملات التوعية عن فيروس كورونا، وحملة اجتماعية للوقوف مع أطفال السرطان.
6 – ما الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتك أنت بالتحديد في صناعة المحتوى الطبي؟ وما أبرز تحديات صناع المحتوى العرب بشكل عام في هذا المجال؟
على صعيدي الشخصي أسوأ ما عانيت منه هو تقليد الأسلوب وسرقة المحتوى وفي مرات قليلة النقد غير الهادف لمجرد الإساءة لكنه حقيقةً كان محدود.
أما بالنسبة لصناع المحتوى، الصعوبة الأساسية لصناع المحتوى في سوريا هي التمويل والأدوات، لربما لدينا أفكار جداً هادفة لكن تمويلها بمفردنا بدون مساعدة من أحد وهذا صعب للغاية وخاصةً في ظل هذه الظروف.
7 – كيف تصفين تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي على المحتوى الطبي؟ وهل التفاعل الحالي كان متوقعاً بالنسبة لك؟
التفاعل عادةً ما يكون حسب الأسلوب، عندما يكون الأسلوب قريب لعاطفة الناس أو فيه من روح النكتة فالناس تحب المحتوى وتتفاعل أحياناً أكثر من تفاعلها على صورة فنان مثلاً فالحبكة تكمن في الأسلوب، فن أسلوب تقديم المحتوى.
لم أكن أتوقع ما وصلت إليه من تفاعل ومحبة ومتابعين لكن بفضل الله وبالاستمرار والشغف أنا راضية جداً وفخورة جداً بكل ما وصلت إليه وما سأصل إليه في مقبل الأيام.
8 – ما النصيحة التي توجهيها للراغبين في الدخول لعالم كتابة المحتوى الطبي؟
نصيحتي الوحيدة أن تحب ما تفعل، لا تجعل التفاعل هدفك بل دوماً فكر في القارئ وتذكر هدفك الإنساني وكما ينصح كل صناع المحتوى اصبر واستمر، الصبر والاستمرار والشغف مفاتيح مهمة للنجاح.
من أسرة مجلة أرابيسك لندن نتمنى لك دوام النجاح والتوفيق