سوق العمل البريطاني من الخيارات الجذابة للعديد من الأشخاص من مختلف أنحاء العالم. حيث تتمتع بريطانيا باقتصاد قوي ومعدل بطالة منخفض، بالإضافة إلى أنها تقدم مجموعة متنوعة من الفرص المهنية. حيث أن الاقتصاد الوطني البريطاني يلعب الاقتصاد دوراً فعالاً وحاسماً في توفير العديد من الوظائف واستقرار سوق العمل. ويتحتم مراقبة تطورات الاقتصاد الوطني للقدرة على فهم فرص العمل الحالية والمستقبلية. إلى جانب الاقتصاد، تعتبر المهارات والتعليم الجيد أحد العوامل الرئيسية والهامة للحصول على فرص عمل في المملكة المتحدة. لذلك يجب تطوير المهارات والاستثمار في التعليم المستمر من أجل زيادة الفرص المهنية. وهناك عامل اللغة المفصلي، فاللغة الانكليزية هي لغة العمل والتواصل الرئيسية. يجب أن يتم اتقانها لتحسين فرص الحصول على فرصه في سوق العمل.
تنوع سوق العمل
هناك العديد من الطرق للعثور على فرص عمل في المملكة المتحدة. حيث يمكن البحث عن وظائف عبر الإنترنت، أو من خلال وكالات التوظيف، أو من خلال الأصدقاء والعائلة. وعند العثور على وظائف مناسبة، من المهم أن يتم تقديم طلبات التوظيف بعناية فائقة وأن تكون المعلومات من تخصص ومهارات واضحة ومفهومه ودقيقة. كذلك يجب التأكد من السيرة الذاتية وخطاب التقديم هل هم مناسبين للوظيفة المحددة التي يتم التقدم لها أم لا ؟كما يجب التأكد من التحضير الجيد لمقابلات العمل.
يتمتع سوق العمل البريطاني بتنوع وامتزاج ثقافي ملفت وغني، وهذا ما يتيح للأفراد من خلفيات مختلفة وثقافات متعددة ومهن متنوعة العمل سوياً ويتيح لهم القدرة على التعلم من بعضهم البعض. كما يتيح العمل في انجلترا للعاملين الوصول إلى نظام رعاية صحية فائق العناية عبر خدمة الصحة الوطنية. حيث تسعى الكثير من الشركات البريطانية لتحقيق التوازن بين العمل والحياة، وهذا يتيح الفرصة لخيارات عمل مرنة مثل العمل عن بعد(أونلاين).
حيث يعد العمل في بريطانيا فرصة مميزة للعديد من الأفراد ،سواء المواطنين أو المهاجرين، ويتميز سوق العمل البريطاني إلى جانب التنوع بالمرونة، ويضم مجموعة شاملة وكبيرة من مختلف القطاعات مثل التقنية، الرعاية الصحية، التمويل، والهندسة. كما هناك تنوع لفرص العمل من حيث الدوام ،فهناك الدوام الكامل والمرن، وهناك العقود المؤقتة، مع توفير برامج تدريب من الشركات بغية صقل وتعزيز المهارات، ومن المهارة الأساسية التي يجب امتلاكها هي اللغة الانكليزية السليمة، وقد يتطلب العمل في بعض القطاعات مؤهلات أو تراخيص معينة، كما أن قوانين العمل في بريطانيا تحرص على حماية حقوق العمال، والحكومة تقدم دعماً للمهاجرين عبر برامج الإرشاد، وبذلك توفر بريطانيا تجربة غنية بالفرص والتحديات.
ومن مميزات سوق العمل في بريطانيا هو الحد الأدنى للأجور في بريطانيا الذي يعتبر مرتفع نسبياً، وهذا يسهم في تحسين جودة مستوى المعيشة. إلى جانب وجود العديد من الفعاليات والمعارض المهنية التي تكون عون للموظفين وتساعدهم على بناء علاقات مهنية وتؤمن لهم القدرة على التواصل مع المتحكمين في الصناعة.
اقرأ أيضاً: الوظائف في بريطانيا.. دليلك إلى المهن الأعلى أجراً وتأثيرها على سوق العمل
متطلبات سوق العمل
المجال الهندسي، فالمشاريع الجديدة كبناء المستشفيات وتمكين البنية التحتية، تستدعي الحاجة لمهندسي البناء، ولأن بريطانيا تركز على مشاريع الطاقة النظيفة. فإن المجال مفتوح لمهندسي الطاقة المتجددة للاندماج في مختلف المجالات المتعلقة بها مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وهناك القطاع الاهم وهو قطاع الخدمات اللوجستية وسلاسل الإمداد، فطلب هذا القطاع يتمحور حول المدراء لقطاع سلاسل الإمداد المتعلقة به إلى جانب الطلب على مختصين للنقل، هذا ما يؤثر على تحسين تدفق البضائع و ضبط إدارة عمليات النقل والشحن، وقطاع السياحة من القطاعات الهامة والحاضرة في سوق العمل البريطاني، حيث هناك طلب متزايد على مديرين للفنادق والمطاعم، ومرشدين سياحيين متمكنين من توفير المعلومات للزائرين.
والتسويق الرقمي من المجالات المسروقة كذلك، فالسوق بحاجه إلى خبراء تسويق المحتوى، إلى جانب مديري وسائل التواصل الاجتماعي، من أجل العمل على تطوير وتحسين استراتيجيات ترويجية منتجة وفعاله وضمان الوصول والتفاعل مع الجمهور، لذلك يجب الحرص على متابعة التوجهات المحلية في السوق من أجل اكتساب فكرة كاملة وملمة بفرص العمل المتاحة.
اقرأ أيضاً: مع ضعف سوق العمل.. ارتفاع معدل البطالة في بريطانيا
اندماج الجالية العربية في سوق العمل
العمالة العربية تشكل جزء كبير و واسع من القوى العاملة في بريطانيا وتحديداً في قطاعات الصحة والمال والاعمال والتعليم وتتأثر الظروف الاقتصادية للعمال العرب بالعديد من العوامل والتحديات مثل الاستقرار بالعمل، حيث شهد عام 2024 توظيف عدد كبير من العمال العرب في قطاع الرعاية الصحية كالتمريض والطبابة. ومن الملحوظ ازدياد عدد العرب العاملين في قطاع رياده الاعمال فلقد نجح العديد منهم في انشاء مشاريع تجارية صغيرة، ومن الملاحظ اختلاف أجورهم باختلاف قطاعهم الوظيفي، فالعرب العاملون في قطاعات الطبابة وتكنولوجيا المعلومات يحصلون على أجور سنوية اعلى من 40 ألف باوند. أما العاملون في وظائف لا تتطلب مهارات خاصة فالحد الادنى لأجورهم 10,42 باوند في الساعة.
ورغم تلك المساهمة الكبيرة التي يضيفها العرب للاقتصاد البريطاني، يواجه العديد من هؤلاء المهاجرين مشكلات متعلقة بالتوظيف، من بينها عدم إتقان اللغة والتمييز. ووفقاً لأحدث التقارير، فإن المهاجرين العرب الذين يبحثون عن فرص عمل يواجهون صعوبات في الاندماج بسوق العمل البريطانية، التي تعتبر من أكثر الأسواق التنافسية في أوروبا، وخاصة عند الحديث عن العمل في القطاعات التي تتطلب إتقان اللغة الإنجليزية. كما تؤكد التقارير ارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير بين النساء العربيات مقارنة بالرجال، وذلك بسبب اختلافات الثقافات في بريطانيا، وصعوبة الوصول إلى شبكات التوظيف.
ختاماً، سوق العمل البريطاني من الأسواق البارزة عالمياً والمتنوعة ويحتاج لمهارات متطورة ومرنه للقدرة على الانخراط داخله.
اقرأ أيضاً: سوق العمل البريطاني يحتاج مليون عامل.. والحكومة ترفض استقدام المهاجرين!