شارع وستبورن غروف في لندن يودع مكتبة الساقي التي أنهت مشوار 40 عاماً من نشر الثقافة العربية
تابعونا على:

أخبار لندن

شارع وستبورن غروف في لندن يودع مكتبة الساقي التي أنهت مشوار 40 عاماً من نشر الثقافة العربية

نشر

في

1٬140 مشاهدة

شارع وستبورن غروف في لندن يودع مكتبة الساقي التي أنهت مشوار 40 عاماً من نشر الثقافة العربية

لم تتمكن المكتبة الواقعة في مبنى أبيض تتخلله أعمدة على مقربة من محطة بادينغتون للقطارات في حي نايتسبريدج بلندن من الصمود أكثر أمام التحديات التي كانت تواجهها إلى أن قررت الاستسلام وإغلاق أبوابها للأبد في 31 ديسمبر من العام 2022.

 

مكتبة الساقي كانت اسما على مسمى، إذ باتت أشبه بالساقي الذي يحمل الماء في الصحراء، ينهل المتعطشون إلى الثقافة العربية من مخزونها ما يروي ظمأهم

وضمت المكتبة في رفوفها العريقة مؤلفات باللغة الإنجليزية عن العالم العربي، توفّر عن الشرق فكرة مختلفة عن الصور العنيفة التي تتناقلها وسائل الإعلام الغربية.

هذه المكتبة كانت قد تأسست في لندن على يد الصديقان أندريه غاسبار ومي غصوب، عام 1979، وكانت أوّل مكتبة عربية في المملكة المتحدة، وفي 1982، أسّسا فرعاً في المكتبة خاصاً بالكتب باللغة الإنجليزية المعنية بالشرق الأوسط، وفي 1987، بدأت الساقي النشر بالعربية، بفضل علاقتها المتينة مع قرائها ومع الناشرين الآخرين في لندن.

سعت الساقي إلى أن تكون جسراً بين الثقافتين الغربية والعربية، سعياً لتشجيع الحوار والنقاش والتعريف بالثقافة الغربية، وتقديمها إلى القرّاء العرب وأيضاً إطلاع الغرب على قضايا تهمّ المجتمع العربي.

وقد عاشت المكتبة أزمات متنوّعة في تاريخها الطويل من هجومات متكرّرة أيام حرب العراق، مروراً بقصف مستودعها في لبنان خلال حرب عام 2006، وصولاً إلى فيضان مستودعها الرئيسيّ في لندن في شهر تموز من العام 2021، أما اليوم فهي ناتجة عن تراجع جسيم في القراءة عند الجالية العربيّة، مع ارتفاع أسعار الطباعة والورق، ما وضع المكتبة في ضائقة مادّيّة، لا يمكن تجاوزها إلّا بالإغلاق.

وفي رثاء الساقي كان المؤرخ السوري سامي مروان مبيض قد كتب قائلاً، كنّا طلّاباً جامعيّين في لندن من كلّ بلدان العالم العربيّ، نلتقي في مكتبة الساقي العريقة لشراء أحدث الكتب العربيّة الصادرة عن دارها للنشر لنجيب محفوظ أحياناً، أو لنوال السعداوي أو لغازي القصيبيّ أو لأدونيس، تغيّرت لندن كثيراً منذ تلك الأيّام، وبقي الثابت الوحيد بالنسبة لمن جاء بعدنا من الطلّاب العرب هي مكتبة الساقي، إضافة إلى شارع العرب الشهير إدجوار رود بمقاهيه ونراجيله.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X