قررت أكثر من مائة شركة بريطانية، البدء بتطبيق نظام عمل أربعة أيام في الأسبوع، دون تخفيض أجور موظفيها، في خطوة تهدف إلى تغيير نهج بريطانيا في العمل بشكل جذري.
و توظف هذه الشركات 2,600 موظف، وهو جزء صغير جداً من إجمالي السكان العاملين في المملكة المتحدة، لكنها ستشكل نقطة تحول جذرية في نظام سوق العمل البريطاني.
هذا يعني أن الموظفين سيعملون لمدة 34 ساعة على مدار أربعة أيام بعد أن كانوا يقضون في السابق 37.5 ساعة على مدار الأسبوع بأكمله، أي أنهم سيعملون لساعات أطول في الأيام التي سيذهبون فيها إلى العمل، وسيحصلون على إجازة يوم الاثنين أو الجمعة.
تأييد كبير!
يقول مؤيدو نظام عمل أربعة أيام في الأسبوع إن نمط العمل بخمسة أيام ما هو إلا من مخلفات العصر الاقتصادي السابق.
ويجادلون بأن النظام الجديد من شأنه أن يدفع الشركات إلى تحسين إنتاجيتها، بحكم أنه يخلق نفس الناتج باستخدام ساعات أقل.
وقد تقدمت عدة شركات في ميادين مختلفة لتبني نظام العمل الجديد، بدءً من الشركات المحلية الصغيرة إلى الشركات المالية الكبيرة، بالإضافة إلى الشركات المتخصصة في مجال التعليم، والاستشارات في مكان العمل، والإسكان، والعناية بالبشرة، وخدمات توظيف البناء والتشييد، والأغذية والمشروبات، والتسويق الرقمي.
كما سيعمل الباحثون مع كل شركة لقياس التأثير على الإنتاجية في الأعمال ورفاهية العاملين فيها، وكذلك التأثير على البيئة والمساواة بين الجنسين.
وكان أكبر شركتين اشتركتا في هذه الحملة هما أتوم بنك و شركة التسويق العالمية أوين، ولكل منهما حوالي 450 موظفا في المملكة المتحدة.
قال آدم روس، الرئيس التنفيذي لشركة أوين، إن تبني أسبوع الأيام الأربعة كان “واحدا من أكثر المبادرات التحويلية التي رأيناها في تاريخ الشركة.
“على مدار العام ونصف العام الماضيين، لم نشهد زيادة هائلة في عافية الموظفين ورفاهيتهم فحسب، بل استفدنا أيضا في الوقت نفسه من خدمة العملاء وعلاقاتهم، فضلا عن علاقات المواهب والاحتفاظ بهم.”
مخطط تجريبي
تعمل حملة المملكة المتحدة أيضا على تنسيق أكبرمخطط تجريبي لهذا النظام بمشاركة 70 شركة، والتي توظف حوالي 3,300 عامل، جنبا إلى جنب مع باحثين في جامعات كامبريدج وأكسفورد وكلية بوسطن.
وفي سبتمبر الماضي، قالت 88٪ من تلك الشركات من خلال استطلاع منتصف التجربة إن النظام الجديد سار “بشكل جيد” لأعمالهم.
فيما قالت 95٪ من الشركات منها إن الإنتاجية إما بقيت على حالها أو تحسنت منذ بداية التجربة.
من جهته قال جو رايل، مدير الحملة في المملكة المتحدة: إن هناك زخما متزايدا في اعتماد الأسبوع الذي يستمر أربعة أيام، حتى في الوقت الذي تستعد فيه الشركات لركود طويل.
وقال: “نريد أن نرى أسبوعا لمدة أربعة أيام دون خسارة في الأجور يصبح الطريقة العادية للعمل في هذا البلد بحلول نهاية العقد، لذلك نهدف إلى تسجيل العديد من الشركات على مدى السنوات القليلة المقبلة”.