صدمة في بريطانيا.. المنشآت الصحية تحت رحمة الفئران والصراصير!
تابعونا على:

الحياة في بريطانيا

صدمة في بريطانيا.. المنشآت الصحية تحت رحمة الفئران والصراصير!

نشر

في

176 مشاهدة

صدمة في بريطانيا.. المنشآت الصحية تحت رحمة الفئران والصراصير!

تعاني المنشآت الصحية والمباني العامّة في المملكة المتحدة من حالة متردية، نتيجة انتشار الفئران والصراصير والسمك وبعض الآفات المرضية، إضافة إلى تهالك البنية التحتية في المستشفيات، ما يثير تساؤلات حول مستويات النظافة والسلامة في أكثر الأماكن حساسية داخل بريطانيا.

وبحسب دراسة استقصائية لنقابة يونيزون – Unison البريطانية فإن الفئران والصراصير و”السمكة الفضية” والآفات الأخرى تشكّل خطراً في المباني التي تديرها هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.

وشملت الدراسة قرابة 9 آلاف موظف في هيئة الخدمات الصحية الوطنية على مستوى المملكة المتحدة، حيث أكد واحد من كل 6 أشخاص أنهم شاهدوا حشرات ضارّة في المباني التي يعملون بها، كما شاهد عدد مماثل أدلة على وجود حشرات “السمكة الفضية” والنمل والصراصير والفئران.

وتُعرف حشرات “السمك الفضية”، بأنها تفضّل البيئات الرطبة، في حين أن الصراصير يمكن أن تنقل أمراضاً خطيرة مثل التهاب المعدة والأمعاء، والإسهال، والتيفوئيد، والسالمونيلا. أما الفئران، فهي تحمل أمراضاً من بينها داء البريميات “Weil’s disease”، الذي ينتقل عبر بول الفئران.

كما كشفت الدراسة عن الوضع المتردي للمباني الصحية نتيجة تسرب مياه الصرف الصحي، والإضاءة المعيبة، والمراحيض المكسورة، والأسقف المنهارة.

وبحسب “يونيزون” فإن الدراسة شملت عموم المملكة المتحدة، لكن النقابة لم توّضح أماكن الانتشار بشكلٍ محدد.

نتائج صادمة

تعليقاً على الدراسة، قالت متحدثة باسم وزارة الصحة لوكالة الأنباء البريطانية بي.إيه.ميديا – BA Media بأن نتائج المسح “صادمة”، وتُظهر الحالة المتردية لهيئة الخدمات الصحية الوطنية بعد عقد من الإهمال.

وأكدت هيلغا بايل – Helga Pyle، أن الاستطلاع يرسم صورة مقلقة للنظام الصحي، الذي يبدو وكأنه ينهار من الداخل ويحتاج إلى إصلاح شامل.

وأضافت بايل أنه لا ينبغي لأحد أن يضطر لتفادي الفئران أو عبور مياه صرف صحي أو أن يكون في حالة تأهب خوفاً من سقوط قطع من السقف أثناء وجوده في المنشآت الصحية الحكومية، كما أن وجود القوارض، والصراصير، وغيرها من الآفات داخل الأجنحة الطبية أمر غير مقبول، لأنها ناقلة للأمراض، مما يعرض صحة المرضى والموظفين للخطر.

وانتقدت المسؤولة الصحية الحكومات السابقة التي “بالغت” في وعودها بشأن بناء مستشفيات جديدة، واستنزفت الأموال المخصصة لتحسين البنية التحتية الصحية، وحذّرت المسؤولة من أن تأجيل العمليات الجراحية أو إغلاق الأجنحة نتيجة لانتشار الآفات وتسرب مياه الصرف سيؤدي إلى مزيد من التأخير في تقديم الرعاية الصحية، وتفاقم قوائم الانتظار.

وبحسب نقابة يونيزون فقد تعهد حزب العمال بزعامة رئيس الوزراء كير ستارمر – Keir Starmer، الذي يتولى السلطة منذ العام الماضي، بإجراء إصلاح شامل للمنشآت الصحية الحكومية، وأنه سيقوم باستثمار كبير في خدمات الرعاية الصحية.

العدوى انتقلت من إسبانيا إلى بريطانيا

لم تكن المملكة المتحدة هي الدولة الأوروبية الأولى التي تشهد انتشاراً للصراصير، حيث شهد العام الماضي انتشاراً مقلقاً الحشرة في إسبانيا ما استدعى تدخلاً حكومياً واسعاً.

وأكدت الحكومة الإسبانية حينها عدم قدرة السيطرة على انتشار الصراصير لعدم تأثرها بالمبيدات الحشرية، بسبب ما قالت السلطات إنه تغيّر المناخ في البلاد، بالإضافة إلى تركيبة الصراصير الجينية، حيث أطلق عليها اسم “الصراصير المتحولة”.

وكشفت السلطات الإسبانية انتشار الصراصير يعود إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي، إذ تؤدى الحرارة المرتفعة إلى تسريع الدورات “الأيضية” للآفات، ما يعني أن الصراصير باتت تتكيف مع البيئة المحيطة بشكل أكبر وأصبحت قادرة على مواجهة المبيدات الحشرية.

كما أن درجات الحرارة الأكثر حرارة من المعتاد تعنى أن موسم تكاثر هذه الحشرات يطول، ومقاومتها الوراثية للمبيدات الحشرية التقليدية قد زادت، وترتبط كل هذه العوامل بمشكلة صحية عامة أوسع وأكثر خطورة، مع ظهورها بشكل متكرر فى كل من المؤسسات السكنية والتجارية الإسبانية.

بق الفراش والجرذان في فرنسا

خلال العام الماضي، تسببت حشرة “بق الفراش” بحالة من الجدل السياسي وتبادل الاتهامات بين الأحزاب الفرنسية بالمسؤولية عن انتشار الحشرة على نطاق واسع في البلاد، حيث اجتاحت المنازل السكنية والمؤسسات الحكومية ومترو باريس ومطار شارل ديجول، دون قدرة على مكافحتها.

وتزامناً مع استضافة باريس فعاليات الأولمبياد الصيفي العام الماضي، كشفت صحيفة “ديلي ستارDaily Star” البريطانية في حينه، أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على العاصمة الفرنسية تسببت في خروج حوالي 6 ملايين جرذ ضخم “بحجم القطط” من جحورها تحت الأرض.

ولم يقتصر الأمر على مجرد رؤيتها وهي تهرع عبر المطاعم والحانات، مما أرعب المشجعين الذين سافروا من جميع أنحاء العالم لحضور الحدث الرياضي، لكن المخاطر الصحية الناجمة عن مخلفات الفئران أثرت بالفعل على أحداث الألعاب الأولمبية.

ولفتت الصحيفة، إلى أن البكتيريا الموجودة في بول الفئران تسبب داء “البريميات”، مما يؤدي إلى ظهور أعراض تشبه الأنفلونزا وتلف الكبد والكلى.

لقد تصاعدت خلال الأعوام القليلة الماضية حوادث انتشار الحشرات والقوارض في دول أوروبية مختلفة، وبينما ترجع بعض الحكومات أسباب ذلك إلى العوامل المناخية، تؤكد منظمات حقوقية أن الأسباب تكمن في الاستهتار الحكومي وضعف البنية “التحتية”، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول جدية تلك الحكومات في مواجهة هذه الظاهرة.

اقرأ أيضاً: كلاب بوليسية للبحث عن بق الفراش بالمملكة المتحدة

X