تأثراً بأزمة تكلفة المعيشة التي تنعكس على المستهلكين في كافة أنحاء المملكة المتحدة، بدأ الصراع داخل أفضل أسواق البقالة، وتركز الصراع بين شركتي “إم آند إس” و”ويتروز”.
حيث اكتسبت شركة ماركس آند سبنسر “إم آند إس” نحو 0.7 نقطة مئوية من حصة السوق بينما خسرت شركة ويتروز نقطة مئوية كاملة خلال العامين الماضيين وذلك بحسب بيانات أعلنت عنها شركة نيلسن آي كيو.
وتعتبر “إم آند إس” شركة بيع بالتجزئة وتحمل علامة تجارية خاصة بها، ما يمنحها درجة عالية من التحكم في منتجاتها لكن نطاقاً أضيق من نطاق شركة ويتروز وسلاسل المتاجر الكبرى الأخرى، وليس لدى الرئيس التنفيذي ماتشين خطط لتغيير ذلك، قائلاً إنه “لن يأتي وقت ندير فيه سوبرماركت بمساحة 60 ألف قدم مربع ولديه جميع العلامات التجارية”.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة “إم آند إس”، ستيوارت ماتشين، إن التغييرات التي طرأت على التشكيلات والأسعار والمتاجر لتشجيع العملاء على استخدامها لأكثر من مجرد الحلويات والوجبات الجاهزة بدأت تؤتي ثمارها.
وأشار ماتشين إلى إن التضخم يجعل كل شيء أكثر صعوبة، لكن شركة إم آند إس ستركز على خفض التكاليف والبحث عن الكفاءة في المصادر “لا أعتقد حقا أنه ينبغي علينا المساومة على الجودة”
ويضيف أن العملاء الذين يرغبون في الجمع بين منتجات شركة ماركس آند سبنسر والبضائع الأخرى ذات العلامات التجارية يمكنهم فعل ذلك مع شركة أوكادو.
أما المدير التنفيذي لشركة ويتروز ،جيمس بيلي، قال “إن الجائحة جعلت العامين الماضيين استثنائيين للغاية لدرجة أنه تساءل ما إذا كان هذا هو الوقت المناسب حقا لتكوين استنتاجات قوية”.
في حين كان التعاون مع شركة أوكادو المتخصصة ببيع المواد الغذائية عبر الإنترنت، في سبتمبر 2020 كانت لحظة مهمة للمنافسة بين الطرفين الاثنين
كما زودت شركة ويتروز السوبر ماركت عبر الإنترنت بمواد غذائية ذات علامات تجارية منذ أيامها الأولى، لكن في خضم الجائحة تولت شركة ماركس آند سبنسر هذا الدور، حيث وفرت موادها الغذائية عبر الإنترنت لأول مرة أثناء هذه العملية.
ولفت بيلي بأن هذا كان متعباً، رغم أن شركة أوكادو تمثل أقل من 10% من مبيعات شركة ويتروز مضيفاً “كان علينا مضاعفة طاقتنا في التجارة الإلكترونية خمس مرات بسرعة كبيرة عبر استخدام أنموذج استلام البضائع في المتجر، لكن كثيرا من فروعنا ليست مصممة حقا للاستلام”.
أضاف ستيف دريسر، مؤسس شركة الاستشارات جروسوري إنسايت: “جعلت شركة أوكادو التحول إلى الإنترنت أسهل على ويتروز وأعطتها بعداً إضافياً، وأشاد أيضاً بالمظهر الجديد لقاعات الطعام في “إم آند إس”، ونطاقات المنتجات واستراتيجية التسعير.
حيث تضع المتاجر الجديدة في مجمعات البيع بالتجزئة شركة إم آند إس في منافسة مباشرة أكبر مع شركة ويتروز، ووفقاً لدريسر “تبدو وكأنها تجيد إدارة التراجع”، وأشار إلى متاجرها التي تبدو مهلكة في بعض الأحيان “إنه أمر محبط للغاية لأن شركة ويتروز تمتلك العلامة التجارية، والعملاء والمواقع”.
وما زالت شركة ويتروز متقدمة على شركة ماركس آند سبنسر في حصة السوق، مبيناً بيلي أن الطلب قد عاد إلى طبيعته الآن من الجائحة وإن شركة ويتروز أضافت قدرة على استلام الطلبيات عبر الإنترنت، ويمكن أن تركز على أشياء أخرى، لكن الشركة تواجه عائقا مهما كجزء من الشراكة مع شركة جون لويس بارتنر شيب المملوكة للموظفين، حيث تتمتع بإمكانية وصول أقل إلى رأس المال الخارجي وقد تم استخدام تدفقاتها النقدية للمساعدة على دعم جانب المتجر متعدد الأقسام من الشركة في الأعوام الأخيرة.
بينما اعترف بيلي، أنه يجب أن يعمل بما لديه قائلاً “علينا أن نوجد مجالاً للاستثمار المناسب مع توخي الحذر في الوقت نفسه، وليس هناك شك في أننا بحاجة إلى مواصلة الاستثمار في ملكية الفروع، عليك أن تقدم تجربة متميزة لفرض سعر ممتاز”
كما تعمل شركة ويتروز الآن بشكل وثيق مع متاجر جون لويس في مجالات مثل ولاء العملاء ونطاقات المنتجات المشتركة، بينما تعمل الشراكة الأوسع على تنويع مصادر إيراداتها من أجل تعزيز مواردها المالية.
في حين يتجه الاقتصاد البريطاني نحو الانكماش بنسبة 1.3% في ظل حالة من الركود الذي سوف يستمر حتى نهاية عام 2023، بحسب توقعات اقتصادية جديدة.
كما أوضحت يائيل سيلفين كبيرة الاقتصاديين في شركة “كيه بي إم جي” للاستشارات الإدارية في وقت سابق، أن الزيادات في تكاليف الغذاء والطاقة أدت إلى تراجع القدرة الشرائية للأسر خلال عام 2022، وتوقعت الشركة دخول البلاد في حالة ركود.