صناعة السينما البريطانية في خطر بعد الرسوم الجمركية الأمريكية
تابعونا على:

أخبار لندن

صناعة السينما البريطانية في خطر بعد الرسوم الجمركية الأمريكية

نشر

في

154 مشاهدة

صناعة السينما البريطانية في خطر بعد الرسوم الجمركية الأمريكية

مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب Donald Trump نيته فرض رسوم جمركية على صناعة الأفلام خارج أمريكا بنسبة 100%، حذر العديد من الوزراء البريطانيين من تداعيات هذا القرار على الاقتصاد البريطاني، وذلك لاعتماد الكثير من المخرجين في هوليوود على صناعة أفلامهم في بريطانيا، وقد دعى الوزراء إلى اجتماع للحكومة البريطانية ووضع هذه القضية في أولوية المواضيع المستعجلة، كما دعوا الحكومة إلى مناقشة هذا الموضوع مع البيت الأبيض.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، سيُعقد اجتماع بين عدد من الوزراء ومجموعة من صناع السينما والمنتجين لمناقشة تأثير الرسوم الجمركية في حال تطبيقها على السينما البريطانية.

وكان قد أعلن دونالد ترامب عبر منصته “تروث سوشيال” نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على الأفلام المنتجة خارج أمريكا، وقد عد هذا الموضوع بمثابة المحافظة على الأمن القومي لأمريكا، وقد وعد الشعب الأمريكي بإعادة العصر الذهبي لهوليوود، بعد أن شهدت صناعة السينما الأمريكية موتاً سريعاً بسبب التسهيلات المقدمة من الدول الأُخرى، وذلك في إشارة إلى المملكة المتحدة التي تقدم إعفاءات ضريبية كبيرة لصناع السينما وشركات الإنتاج.

أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب موجة من القلق في الأوساط الفنية والسياسية البريطانية، إذ تعد بريطانيا وجهة منتجي هوليوود لصناعة الأفلام، كما سؤثر هذا القرار في حال تطبيقه على الأفلام التي يتم تصويرها حالياً من بينها “باربي”، وسلسلة “Mission Impossible” الذي من المتوقع تصوير جزء جديد من هذه السلسلة، بعنوان “ستارفايتر”، في بريطانيا خلال الأشهر المقبلة.

تحركات سياسية وفنية لحماية صناعة السينما البريطانية من الرسوم الجمركية

دعت فيليبيا تشايلدز Philippa Childs رئيسة نقابة الصناعات الإبداعية “بيكتو” الحكومة البريطانية للمسارعة نحو الحفاظ على صناعة السينما البريطانية من الانهيار جراء الرسوم الجمركية الأمريكية، وأكدت أن هذه الصناعة لا تزال في طور النمو بعد الضربة الكبيرة التي شهدتها جراء جائحة كورونا والتباطؤ الاقتصادي، مشيرةً إلى أن عشرات الآلاف من العاملين في صناعة السينما قد يواجهون تداعيات كارثية.

بينما صرح أدريان ووتون Adrian Wootton الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام البريطانية أن هناك العديد من الاجتماعات ستُعقد بين الحكومة البريطانية والحكومة الأمريكية في هذا الخصوص، وسيتم مناقشة كافة التفاصيل وآلية تطبيق القرار، ولم يخفِ ووتون قلقه على السينما البريطانية في حال تطبيق قرار ترامب، لكن أكد على عمق العلاقات السينمائية بين بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي نفس السياق، أعادت كارولين دينيج Caroline Dennig، رئيسة لجنة الثقافة والإعلام والرياضة في البرلمان البريطاني تحذيرها بشأن تهديد مكانة بريطانيا كـ”هوليوود أوروبا” وقالت أن الأمر أصبح أكثر واقعية بعد إعلان ترامب، في حين أكد جيمس فريث James Frith، عضو حزب العمال في اللجنة أن فرض هذه الرسوم سينعكس سلباً على الاستديوهات الأمريكية أيضاً الذي يعتمد بشكل كبير على الكفاءات والخبرات البريطانية.

وإذا أردنا الاطلاع على إحصائيات السينما البريطانية خلال العام الماضي، فقد بلغ الإنفاق على إنتاج الأفلام الروائية الدولية في المملكة المتحدة 1.9 مليار جنيه إسترليني، فيما وصلت عائدات الإنتاج التلفزيوني عالي الجودة إلى 2.8 مليار جنيه، كما سجل الاستثمار الأمريكي في السينما البريطانية ارتفاعاً بنسبة 83% مقارنة بالعام السابق.

ترامب ورسومه الجمركية للحفاظ على السينما الأمريكية

يواجه ترامب معارضة شديدة على قراراته في الداخل الأمريكي، ومنهم حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم Gavin Newsome الذي هاجم قرارات ترامب فيما يخص الإنتاج السينمائي وأكد أنه لا يحق له فرض الرسوم الجمركية دون الرجوع للبرلمان، وجاء هذا التصريح بعد أن حذر خبراء من التأثيرات العكسية لقرارات ترامب على الإنتاج السينمائي الأمريكي.

بينما وصف ستيفن غالاوي Stephen Galloway المحرر السابق لمجلة هوليوود أحلام ترامب بعودة العصر الذهبي للأفلام الأمريكية بالغير واقعية في ظل الامتيازات التي تقدمها الدول الأجنبية لهوليوود، بالإضافة إلى ارتفاع المعيشة والتصوير في لوس أنجلوس، مما يجعل التصوير خارج أمريكا خياراً أكثر ربحاً.

والجدير بالذكر أن ترامب سبق وأن عيّن في حكومته نجوماً أمريكيين كسيلفستر ستالون Sylvester Stallone وميل جيبسون Mel Gibson في محاولة لإعادة الإنتاج إلى أمريكا بعد أن شهد إنتاج الأفلام والتلفزيون في لوس أنجلوس تراجعاً ملحوظاً وصل إلى 40% خلال السنوات العشر الماضية.

في حين تعد الصين أكبر سوق للأفلام الأمريكية بعد الداخل الأمريكي، لذا وجدت في السينما فرصة لحربها التجارية مع ترامب بعد أن فرض رسومه عليها، وبالتالي حدت واردات أفلام هوليوود، في حين شهدت أستوديوهات كبرى مثل نتفليكس Netflix وديزني Disney ووارنر برذرز ديسكفري Warner Bros. Discovery وباراماونت Paramount انخفاضاً في أسهمها بأكثر من %2 فور تصريح ترامب عن رسومه.

في النهاية القرار لم يُتخذ بعد بحسب البيت الأبيض الذي أكد أيضاً أن الخيارات مفتوحة للمناقشة، وكذلك الحكومة البريطانية التي أشارت أنه لن يتم التعليق على أي شيء قبل إجراء محادثات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

اقرأ أيضاً: فكرة بناء مجمع استوديوهات تعود إلى أذهان مستثمري الأفلام البريطانية

X