عالم سحري داخل قصص للأطفال العرب حول العالم.. "أرابيسك لندن" تحاور ندى ثابت أحد مؤسسي دار "لبلب للنشر" في بريطانيا
تابعونا على:

مقابلات

عالم سحري داخل قصص للأطفال العرب حول العالم.. “أرابيسك لندن” تحاور ندى ثابت أحد مؤسسي دار “لبلب للنشر” في بريطانيا

نشر

في

1٬716 مشاهدة

عالم سحري داخل قصص للأطفال العرب حول العالم.. "أرابيسك لندن" تحاور ندى ثابت أحد مؤسسي دار "لبلب للنشر" في بريطانيا

تواجهون صعوبة بإيجاد كتب أطفال مناسبة باللغة العربية؟ تبحثون دائماً عن كتب وقصص مسلية باللهجة العامية للأولاد والبنات؟ لستم وحدكم!

هذا السبب الذي أطلق الشرارة الأولى لدار لبلب للنشر! عام 2001 ومن العاصمة لندن بدأت الحكاية! وحتى اليوم يستمر الدار بتقديم كتب الأطفال بالعربية العامية للأطفال ليس فقط في بريطانيا، لكن في العالم كله! أرابيسك لندن تشرفت باستضافة السيدة ندى ثابت، أحد مؤسسي “لبلب” لتحدثنا عن هذه الحكاية.

 

حاورتها: فاطمة عمراني

 

⦁ “دار لبلب للنشر”، واللبلب باللهجة المصرية الدارجة هو الحاذق في استخدام اللغة، سيدة ندى هل يمكننا أن نعتبر أن “تمكين الأطفال من اللغة العربية عبر القصص والحكايات” هو هدفكم؟
هذا بالضبط ما نهدف إليه، لطالما كنت أعاني حين أرغب بشراء كتب للأطفال، لم أجد الكثير من الكتب الحديثة والمعاصرة، وفي حال وجدت بعض الكتب فأعدادها كانت قليلة، وحين أرغب بمعاودة شرائها أجد أنها قد نفذت ولا يوجد نسخ أخرى.
بدأت ألاحظ أنني حين أشتري كتب بلغات أخرى كالإنكليزية والفرنسية والألمانية وغيرها أجد أن هذه الكتب ممتعة وتعتمد أسلوب المتعة في القراءة وأن الطفل بالفعل يكون مستمتعاً بهذه الكتب أكثر من العربية التي تنتهج الأسلوب التربوي والتعليمي وتحصر الطفل في خيارين إما إفعل أو لا تفعل وهذه كانت بداية مرحلة التأسيس، لذلك قدمت إلى المملكة المتحدة لكي أؤسس دار النشر. وأنا في مراحل الاستعداد للانتقال إلى لندن بالصدفة تواصلت مع صديقين لي وأبدوا اهتمام وحب للمشاركة في هذه الرحلة، ومن هنا بدأنا بالاستعداد وتجهيز خطط العمل ودراسة جدوى المشروع، وبالفعل يوم 17 سبتمبر من عام 2001 أسسنا دار نشر لبلب وبدأنا بالعمل على أول 11 كتاب للدار، وهم بالفعل متوفرين على موقعنا الإلكتروني للبيع.

 

 

⦁ “هدفنا نكون دار نشر للأطفال بالعربي المحكي على مستوى عالمي”، هذا ما تطمحون إليه بحسب موقعكم الرسمي، ولكن لماذا العربية المحكية بدلاً من الفصحى؟
لأن الكتب بالعربية الفصحى كثيرة ومتوفرة بالفعل، وعندما درسنا أرقام مبيعات الكتب باللغة العربية الفصحى وأعداد النشر لكل كتاب وجدنا أنها بالفعل قليلة جداً رغم وجود الكتب لكنها لا تباع بكميات كبيرة، ولكوننا دار نشر في بريطانيا فنحن نبدي اهتمام خاص بالمغتربين العرب الذين يهدفون لأن يبقى أطفالهم على تواصل مع أقاربهم في بلدانهم الأم كالأجداد والجدات والأقارب، وهذا التواصل بطبيعة الحال يكون باللهجة العامية لذلك بدأنا بالعامية، كتبنا حالياً تستهدف الأطفال من عمر 0 إلى 5 سنوات، وهذا السن عادةً لم يدخل للمدرسة بعد ولن يفهم اللغة العربية الفصحى لذلك نحن نعلمه الكلمات التي يحتاجها الطفل لكي يعبر عن نفسه وهذه هي الكلمات التي نحن مهتمون أن تتواجد في قصصنا وتكون من واقع حياة الطفل، ومن كلمات مفيدة يستطيع أن يستخدمها في البيت مع الأهل لكي يتعلموا ويفكروا ويتعاملون مع أقاربهم بلهجتهم الأم.

 

 

عالم سحري داخل قصص للأطفال العرب حول العالم.. "أرابيسك لندن" تحاور ندى ثابت أحد مؤسسي دار "لبلب للنشر" في بريطانيا

⦁ المؤسسون “تلات صحاب عندهم طموحات عالية لكتب الأطفال بالعربي المحكي”، أخبرونا المزيد عن ندى ثابت، مريم علي بترجيل، مهاب وهبي؟
أنا اسمي ندى ثابت، درست علم نفس ومسرح وأعمل في المجالين بالنسبة لي، الانتقال للنشر مجال جديد لكنه ليس بعيد على الإطلاق عن تخصصي في علم النفس والمسرح وسيكولوجية الطفل والتعليم وغيره. الانتقال من هذين العالمين لم يكن بعيداً بالنسبة لي.
مريم علي بترجيل مدرّسة وهي شخص موهوب جداً في الموسيقا والتمثيل في وقت ما، وسبق لها العمل في العديد من دور النشر أيضاً، فأيضاً تأليف القصص ليس أمر جديد عليها.
مهاب وهبي مهتم أكثر بالألعاب ويرى أن الكتب بداية لكي نصنع ألعاباً عربية للأطفال، وهذه الأسباب التي جمعتنا سوياً بالدرجة الأولى حيث كنا زملاء في الجامعة ومريم ومهاب مقيمين في الولايات المتحدة فبالنسبة لهم من المهم أيضاً صنع كتب موجهة للأطفال العرب وتجذب انتباههم على وجه الخصوص مهاب الذي كان يبذل مجهوداً كبيراً لكي يتكلم أطفاله معه باللغة العربية ولم يجد حينها أي سبل لمساعدتهم على التكلم بالعربية وجعلهم يحبون اللغة والكتب.

 

 

⦁ “يا سلام لما الطفل يحس بدهشة لما يفتح الكتاب”، واحد من أكثر الأهداف تحدياً أن تجعل الطفل يندهش حين يفتح كتاباً خصوصاً في ظل سيطرة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، كيف تسعون لتكريس هذا المبدأ؟
الهدف الأساسي لنا أن يشعر الطفل بدهشة وينجذب للكتاب وأن يعيد القراءة مراراً وتكراراً وفي كل مرة يجد أمراً مختلفاً يجذبه ويرغب بمعاودة القراءة ويحب أن يقرأ الكتاب لأهله وأصدقائه، يجب أن يكون الكتب ممتع بالنسبة للطفل ويكون سعيداً حين يقرأه، أيضاً نسعى لأن يتضمن الكتاب صور ملونة وجميلة بالتزامن مع القصة الجذابة، أيضاً أن يكون الكتاب سهلاً في الفتح والإغلاق بالنسبة لأيدي الطفل الصغيرة وأن يكون مصنوعاً بجودة كافية تتيح للطفل أن يعيد قراءته وأن يلعب به ويرتبه مع مجموعة كتبه أو حتى يرميه على الأرض دون أن يتمزق أو تتأثر جودته أو يتهالك وبالتالي أن يعيش مع الطفل لزمن طويل.

 

⦁ حدثونا عن منشوراتكم، ما أبرز إصداراتكم الأدبية؟ وكيف تجدون الإقبال على اقتناء كتب الأطفال العربية؟
حتى الآن لدينا 11 كتاب، وهي كتب مكونة من قصص بسيطة وكلمات ورسومات كبيرة وكتب تفاعلية وهي متاحة للبيع منذ فبراير، وخلال هذه المدة لاحظنا إقبالاً جيداً، وبالنسبة لمعايير بيع كتب الأطفال فنحن نبيع بشكل جيد وهناك إقبال إلى حد ما وأيضاً رجع صدى الكتب كان إيجابي للغاية وهذه الكتب بالفعل حازت على إعجاب الأطفال.

 

⦁ ما أبرز معايير سياستكم في نشر الكتب؟ وما الأسس والشروط التي يجب على الكاتب أن يلتزم بها في دار لبلب للنشر؟
أبرز معايير النشر لدينا أن تكون القصص متكاملة لأنه هناك الكثير من قصص الأطفال التي تصلنا لا يوجد فيها خاتمة أو بلا تسلسل منطقي لأحداث القصة أو تحوي خلل في بنية القصة لذلك من المهم أن تكون القصة تقنياً كاملة.
المعيار الثاني أن تكون القصة ممتعة لفئة الطفل العمرية لكي تجذبه وهذا يعني أن تكون مسلية ومضحكة وجذابة وتربي الشغف وحب الاستكشاف والاطلاع على معلومات جديدة وأيضاً مناسبة لخيال الطفل الذي تستهدفه وأن تترك أثر وإضافة في الطفل وتفتح أفق تفكيره.

 

⦁ تتميزون بالكتب التفاعلية وهي واحدة من أكثر أدوات الجذب جدوى، حدثينا أكثر عن مجموعة “حزمة الكتب الأربعة” التي تتسم بالتفاعلية؟
هذه الحزمة هي عبارة عن 4 كتب تفاعلية منها 2 قابلة للطي أو “ليفت فلاب” والأطفال يحبون هذا النوع بالذات، فكتب الطبيعة لدينا تحوي الكثير من الحيوانات المختبئة في طيات الكتاب وفي المناظر الطبيعية، والأطفال يستمتعون جداً باللعب بهذه الكتب ما يعني أن الكتاب ممتع جداً بالنسبة لهم.
أيضاً هناك كتاب المشاعر وهو مكون من وجوه، كل وجه يدل على إحساس معين كالفرح والحزن والغضب والحماس وغيره، وهناك منها مؤنث ومذكر ويستطيع الطفل أن يغير في ملامح الوجه بشكل مضحك فيكون الوجه سعيد والعينين باكية على سبيل المثال، الأطفال يحبون أن يلعبوا بهذه الوجوه والملامح، وبإمكان الأطفال الذين يجيدون القراءة أن يقرأوا الكلمات الموجودة في الكتاب وهي أيضاً كلمات مضحكة ويشعرون بسعادة حين يصلون لوجه كامل سعيد أو وجه كامل حزين.
“هنروح بيت تيتة إزاي” أيضاً هي قصة قصيرة عن وسائل المواصلات، وتلاقي هذه القصة إعجاب الأطفال لأن الكثير منهم يعيشون في بريطانيا وجداتهم في مصر ويتسائلون بالفعل عن كيفية الذهاب لمنزل جداتهم وهو كتاب ممتع للغاية.

 

⦁ هل تجدون إقبالاً من الكتّاب والمؤلفين للتعاون معكم؟ وكيف تصفون حماس الرسامين أيضاً؟
في الواقع نعم يرد إلينا الكثير من رسائل الكتاب والرسامين من خلال موقعنا الإلكتروني أو بريدنا أو من خلال منصاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي ويرسلون قصصاً أو معرض أعمال، لكننا بالفعل مهتمون حالياً ببيع الكتب الموجودة لدينا لإنتاج كتب جديدة في مرحلة لاحقة، وفي الواقع فإننا نجمع بيانات كل الكتاب والرسامين الذين تواصلوا معنا للمجموعة القادمة.

 

عالم سحري داخل قصص للأطفال العرب حول العالم.. "أرابيسك لندن" تحاور ندى ثابت أحد مؤسسي دار "لبلب للنشر" في بريطانيا

⦁ تثبتون مشاركة فعالة في الكثير من الفعاليات والأحداث المهمة على مستوى المملكة المتحدة، ما أهم المعارض والمهرجانات التي شاركتم بها؟
حتى الآن لم نشارك بشكل رسمي بأي فعالية بهدف البيع لكن هناك العديد من الفعاليات المميزة التي حضرناها في معرض لندن للكتاب في العام الحالي وأيضاً العام السابق، مع رغبتنا الكبيرة بالمشاركة في دورة العام القادم من المعرض. وبالنسبة لنا فهي مساحة لتطوير عملنا من خلال التشبيك مع دور نشر وأشخاص عاملين في نفس مجالنا وهذا الأمر يهمنا أكثر من الترويج لبيع كتبنا وهو ما نركز عليه حالياً. وحين ننشر كمية أكبر من الكتب سيتحول اهتمامنا لحجز قسم في المعارض بإسم الدار والتوجه للبيع أكثر لكننا حالياً نحضر اجتماعات ونشبك مع مهتمين.
حضرنا أيضاً مهرجان الكتاب في القاهرة، للتشبيك مع العاملين والمهتمين بدور النشر للأطفال وعرضنا كتبنا في أكثر من مكتبة.
أيضاً تواجدنا في مهرجان ليفربول العربي “ليفربول أراب آرتس فيستفال” كنا مشاركين في فعاليات رواية القصص وكان هناك استجابة جميلة وحضر العديد من الأطفال على مجموعات لكن للأسف لم يتاح لنا عرض الكتب للبيع.
أول مرة شاركنا في فعالية لبيع كتبنا في فعالية جميلة من تنظيم موزاييك ولاقت إقبال جميل جداً على مدى يومين.
ينصب اهتمامي حالياً على التوجه لمؤسسات الأطفال التعليمية كالروضات وغيرها لأن جزء من هدفهم عرض ثقافات مختلفة على الأطفال لكي يتعرف الأطفال على الثقافات المتنوعة والغنية.

 

⦁ لا بد من أنكم تمرون بالعديد من التحديات من حيث التأسيس، الترويج، وتشجيع الأطفال على القراءة، ما أبرز التحديات التي واجهتموها؟
كأي مشروع تواجهنا الكثير من التحديات بدايةً من كون كتبنا باللغة العربية فدائماً لدينا تساؤل عن ضرورة إنشاء مشاريع في الدول العربية وأقصد مصر بالتحديد، لا سيما أننا لدينا فكرة إنتاج كتب بلهجات أخرى غير المصرية، وندرس إنتاج كتب بلهجات أخرى كالعراقية أو السعودية أو الإماراتية، وأيضاً نحب توسيع مجموعتنا باللهجة المصرية بحيث ننتج كتب لأطفال أكبر سناً من 5 الى 7 وفي النهاية سنمزج كل هذه الأفكار لكننا لم نتوصل بعد لما ستكون عليه منشوراتنا القادمة وهذا التحدي الرئيسي لنا، لكننا حالياً نركز على بيع الكتب وننتظر أن نصل لهدفنا قبل الإعلان عن منشوراتنا الجديدة.
التحدي أيضاً في التركيز على جمهورنا في البلاد العربية وهي لغة منشوراتنا، ونحن نركز في إنكلترا وأوروبا لأنهم عرب مغتربون ويحتاجون أن يجدوا كتب بالعربية.
نقل الكتب من مصر إلى بقية العالم هو تحدي بسبب ارتفاع تكاليف الجمارك وهذا الأمر عائق أساسي لنا=، وبالنهاية ولا يمكن التنبؤ بما يحدث لحين المباشرة بالعمل، وهذا الأمر صعب بالنسبة لشركة مبتدئة.
حتى الآن مبيعاتنا 40% من مصر، و 40% من المملكة المتحدة، ولدينا أيضاً بلاد عربية وأوروبية مثل كندا ونيوزلندا وأستراليا ونحن نتوسع باستمرار.

 

⦁ تتيحون لجمهوركم أن يكونوا جزءاً من نجاح تجربتكم، حدثونا أكثر عن ذلك؟
من اللحظة التي أبصر فيها دار لبلب النور ونحن نحب أن نشارك ليس فقط الجمهور والباحثين والمعلمين ودور النشر الأخرى في تجربتنا، بل أيضاً جميع عشاق والمهتمين بكتب الأطفال.
نحاول أن نساعد بعضنا، نعمل سوياً لكي نخلق مجتمع لطيف وتشاركي وتفاعلي، إنه من المهم أن يرى الناس أن هذا الأمر مهم لأن ذلك يتيح لنا فرصة في العمل وتبادل الخبرات والمعلومات ويتيح للقارئ الاستمرارية فالطفل القارئ يحتاج أن يستمر في القراءة دائماً ليروي شغفه.
من البداية أحببنا أن نكون جزء من المجتمع من حيث التشبيك المهني ولنشر بالعربي والنشر للأطفال ونتواجد دائماً في اجتماعات كثيرة مختصة ونعمل مع الكثير من الهيئات والمؤسسات.
أيضاً مهتمون ببناء جمهور ومواكبة تقديم متطلباته وأن نشاركه اهتماماته وشغفه ونفرد مساحة لرأيه بما نقدم، وأن يقدم لنا بالمقابل نقد بناء بسهولة وشفافية لكي يبقى الأطفال يقرأون الكتب ويجدون أنها ممتعة برأيهم أيضاً وليس برأينا فقط.
منذ بدايتنا كان لدينا قاعدة جماهيرية مهتمة بما نقدمه ووجودهم كان مسانداً حقيقياً وحافزاً لنا، وهذا هو كنزنا الحقيقي الذي يكبر باستمرار من خلال رجع الصدى عما نقدمه.

 

⦁ “هي الخطوة الأولى في الحلم” ما هي باقي خطوات حلم “لبلب”؟ وهل أنتم راضون عما قدمتموه اليوم؟
الحلم بالنسبة لـ “لبلب” أن يكون دار نشر يصدر كتب ممتعة للأطفال و باللهجات العربية المختلفة، وأن يكون لدينا الكثير من المقبلين على تثقيف وإمتاع الطفل بلغته ولهجته الأم، حلمنا أيضاً أن ننتج كتب للأطفال من جميع الأعمار من 0 إلى اليافعين.

 

 

بإمكانكم زيارة دار لبلب للنشر:
https://liblibpublishing.co.uk/

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X