أجرت صحيفة ذا تايمز البريطانية تحقيقاً كشفت فيه عن قيام المدارس الخاصة في بريطانيا في كسب مئات آلاف الدولارات عن طريق استغلال أطفال ومراهقين فيتناميين ممن يدخلون البلاد بتأشيرات الطلاب ثم يختفون فجأة.
وتوجد عصابات مشتبه بها تقوم بجلب أطفال ممن لا تتجاوز أعمارهم الـ15 عاماً إلى بريطانيا من خلال تأشيرات دراسية، ليدفع هؤلاء الطلاب رسوم الفصل الدراسي ثم يختفون خلال أسابيع أو أشهر من بدء الدراسة، فيتم استغلالهم في العمل في المزارع ومحلات التجميل والدعارة.
ويذكر التقرير أن هناك 21 طفلاً فيتنامياً اختفوا من مدارس داخلية وكليات خاصة خلال الـ4 سنوات الماضية في كافة أنحاء بريطانيا، وكانت غالبيتهم من الفتيات اللواتي حصلن على تأشيرة المدارس الخاصة.
وتحقق كل من وزارة الداخلية والشرطة في حالات الاختفاء التي ما زالت مصير أفرادها مجهولاً، بسبب وجود مخاوف من استغلال هذه التأشيرات واستقدام أطفال من فيتنام لأسباب أخرى غير الدراسة.
وذكرت ذا تايمز أن هناك فتاة في الـ16 من عمرها اختفت لمدة 3 سنوات، ثم عثر عليها تعمل مع فتيات أخريات في محلات للتجميل في عدة أماكن في بريطانيا.
وقد تم العمل على هذا التقرير عقب العثور على جثث 39 مهاجراً فيتنامياً في شاحنة في منطقة إسيكس في أكتوبر الفائت، ويُذكر أن الفيتناميين من الجنسيات الثلاث الأولى التي تتعرض لخطر الاتجار بها في بريطانيا.
وقد كشفت جمعية “كل طفل محمي من الاتجار” عن ارتفاع عدد الإحالات من الجنسية الفيتنامية من 135 في عام 2012 إلى 704 في عام 2018.
كما كشفت ذا تايمز عن وجود 8 أطفال فيتناميين فقدوا من كلية تشيلسي التي تصل تكلفة الدراسة فيها سنوياً إلى 25 ألف جنيه إسترليني، وقد ذكر موظف سابق في الكلية أن هناك فتاة هربت في الليل، وتتسبب حالات الاختفاء هذه في نشر الذعر بين الموظفين الذين يخافون الفضيحة.
كما يُشار إلى أن هناك فتاة فيتنامية لا تتجاوز الـ15 من العمر، بدأت الدراسة في سبتمبر 2017 في كلية “آبي” في مالفيرن، ورسيستيرشاير التي تعد من أهم الكليات البريطانية، لكنها لم ترجع إلى مقاعد الدراسة بعد إجازة عيد الميلاد.
وقد تم العثور عليها بعد أكثر من عام في مقاطعة كوانج نينه الريفية بالقرب من المكان الذي عاش في عدد من ضحايا إسيكس.
كما اختفى 4 طلاب فيتناميين من كلية كامبريدج للمعلمين في كرويدن جنوب لندن منذ عام 2016، من بينهم فتاة تبلغ من العمر الـ16 عاماً.
كما اختفى 3 طلاب فيتناميين من مجموعة مدارس بليربيز في لندن وبرايتون التي تدرس اللغة الإنجليزية للطلاب وتحضرهم للدراسة الجامعية.
ويُشار إلى أن صحيفة ذا تايمز أبلغت الشرطة ووزارة الداخلية بحالات الاختفاء متبعة البروتوكول مع كافة المدارس والكليات المذكورة في التحقيق.
ويجدر التنويه إلى أن كافة المختفين وصلوا إلى بريطانيا عبر تأشيرات أطفال من المستوى 4 والتي لا تتطلب اختباراً للغة الإنجليزية، كما حصل 220 مواطناً فيتنامياً على تأشيرة من هذا المستوى عام 2017.
ووفقاً لبيانات صدرت عام 2018، فإن الجنسيات الخمس الأكثر تعرضاً للاتجار بأطفالها في بريطانيا هي البريطانية في المرتبة الأولى ثم الفيتنامية والألبانية والسودانية والإريترية.