شهدت منطقة ساوثبورت التابعة لمدينة ليفربول في الشمال الإنجليزي في إنجلترا يوم الخميس، يوماً عصيباً جداً، حيث أقدم متطرفون يمينيون في المنطقة إلى الهجوم على مسجد خاص بالمسلمين.
هوية المسؤولين في الهجوم العنيف
أعلنت الجهات الحكومية البريطانية أن المقدمين على هجوم منطقة ساوثبورت يصل عددهم إلى 300 شخص تقريباً ومعظهم ينتمي إلى مجموعة “منظمة الدفاع الإنجليزي”، وهي مجموعة يمينية متطرفة معادية للإسلام.
ولم يقتصر هجومهم فقط على المسلمين الخارجين من المسجد، بل إمتد ليشمل مهاجمة رجال الأمن والشرطة في المنطقة، وتكسير السيارات وحرقها وحرق وتخريب المرافق العامة أيضاً.
أعمال الشغب بعيداً عن مدينة ليفربول
لم تقتصر أعمال الشغب فقط على مدينة ليفربول الإنكليزية، بل إمتدت صباح اليوم الخميس لتشمل أكثر من منطقة مختلفة في أرجاء إنكلترا والمملكة المتحدة أيضاً.
حيث اشتبكت مجموعة أخرى من المتطرفين اليمينيين مع عناصر الأمن والشرطة وسط العاصمة لندن، مما أسفر عن إصابة الكثير من رجال حفظ النظام والشرطة وإعتقال أكثر من 100 شخص أيضاً الذين شاركوا بهذه الليلة المأساوية في العاصمة الإنكليزية، و امتدت الإشتباكات لتشمل مناطق متفرقة شمال شرق البلاد ولعل من أبرزها، بلدة هارتلبول شمال شرق إنجلترا.
اقرأ أيضًا: ارتفاع مبيعات متاجر التجزئة في بريطانيا بشكل غير متوقع
سبب إندلاع أعمال الشغب في إنجلترا
أشارت تقارير صحفية إنجليزية، أن سبب إندلاع وتفاقم هذا النوع من أعمال الشغب يرجع إلى المشاحنات التي نشرها حساب وهمي كاذب على وسائل التواصل الإجتماعي، وإدعت هذه المشاحنات من الحساب الذائف أن المسؤول عن العملية الإجرامية المؤسفة التي أودت بحياة ثلاث قاصرات وأصاب خمسة أطفال اخرين وخمسة أطفال وثلاثة بالغين، هو مسلم مهاجر من خارج بريطانيا.
بينما الحسابات الذائفة تستمر بنشر الإشاعات والأكاذيب ضد المسلمين حتى الآن، أكدت شرطة مدينة ليفربول ومنطة ساوثبورت أن المسؤول عن الهجوم الذي أودى بحياة القاصرات هو شخص تعود أصوله إلى مدينة كارديف الويلزية، عمره 17 عام، ويعيش بالقرب من منطقة ساوثبورت.
التصريحات الرسمية بعد أعمال الشغب
حذرت رئيسة قسم الشرطة في منطقة ميرسيسايد عن خطورة مثل هذه الأعمال التخريبية التي تسببها مثل هذه الإدعاءات الكاذبة، كما أكدت بدورها أنه لا يوجد أي سبب لإتهام المسلمين بالحادثة التي أودت بحياة الأطفال.
وأن المسؤول عن هذه العملية هو الشاب صاحب السبعة عشرة عام، فأكد شيخ وإمام الجامع الخاص بالمدينة والتي حدثت بقربه الحادثة: “أنا ممتن لرجال الشرطة وأفراد الشعب هنا في ساوثبورت”.
وأكد على رأيه وإعتقاده أن المسؤولون عن أعمال الشغب ليسوا من ساوثبورت، وأن شعب ساوثبورت هو شعب مسالم جداً ،ويحترم جميع الأطياف: “لقد تعرضنا للهجوم من جميع الجهات، ولم يكن هناك داع لما حدث فقد سقط الكثير من الضحايا الأبرياء.”
اقرأ أيضًا: معاشات التقاعد في بريطانيا: أخطاء تطال 200 ألف أم بريطانية.. ما السبب؟
ردود الأفعال من الشعب الإنجليزي
أعرب الشعب الإنجليزي المقيم في منطقة ساوثبورتوفي ليفربول عن تعاطفه الشديد مع أهالي الضحايا الذين فارقوا الحياة في الحادثة، وأكد العديد من سكان المنطقة أن الهجوم الذي تعرضت له المدينة من قبل اليمين المتطرف لم يكن الأول ويجب الحد منه في المستقبل، والإبتعاد أيضاً عن أي مشاحنات قد تؤدي إلى مثل هذه الأحداث المروعة في المستقبل.
كما قام عدد من أهالي المنطقة بتوزيع ونشر الورود في المكان الذي سقط فيه ضحايا الهجوم، كما أعربوا عن حزنهم الشديد بسبب الضرر الذي تعرض له رجال الشرطة والأمن أيضاً.
اقرأ أيضًا: ضريبة الميراث في المملكة المتحدة: دليلك الشامل