تشهد العديد من المدن الساحلية البريطانية انتعاشاً كبيراً بعد جائحة كوفيد-19، حيث يتم بناء فنادق جديدة وإعادة ترميم الفنادق القديمة لتعود إلى مجدها السابق، ويعد فندق “ذا جراند” في مدينة فولكستون (Folkestone) مثالاً حياً على هذه النهضة.
فندق ذا جراند – The Grand
يُعتبر فندق “ذا جراند” في فولكستون معلماً بارزاً يعج بالأثاث والستائر، ويتميز بقاعة رقص على الطراز الفني “آرت ديكو”، وقاعة طعام ضخمة، وغرفة بلياردو.
ويقود بيير كوندوه (Pierre Condou)، وهو صاحب مطعم ذو خبرة واسعة في أندية لندن، مجموعة مجتمعية تهدف إلى إعادة الفندق إلى مجده السابق، الذي شهد استقبال الملك إدوارد السابع (King Edward VII) وعشيقته أليس كيبيل (Alice Keppel) في أوائل القرن العشرين.
وقد صرح كوندوه هناك الكثير من الإمكانيات التي تتيح عملية إعادة إحياء الفندق وتطويره، حيث يخطط كوندوه لتحويل المدخل المعروف بـ “بالم كورت” (Palm Court) إلى مطعم عصري وإنشاء مساحة في القاعات العامة للأعراس والفعاليات التجارية.
ويؤمن كوندوه بنجاح الفندق نظراً لتدفق السكان من لندن، أولئك الذين انتقلوا إلى فولكستون خلال جائحة كوفيد-19، بالإضافة إلى استثمارات السيد روجر دي هان (Roger De Haan).
منتجع ذا كوف – The Cove Resort
وفي مدينة ساوثبورت (Southport)، يخطط رواد الأعمال لإنشاء منتجع “ذا كوف” بتكلفة 75 مليون جنيه إسترليني، والذي يضم فندق وحمام حراري.
أما في مدينة بلاكبول (Blackpool)، فيتم افتتاح فنادق فاخرة جديدة مثل “بيج بلو” (Big Blue) و”نمبر وان ساوث بيتش” (Number One South Beach).
فندق “هافن” (Haven)
وفي الساحل الجنوبي في مدينة بول (Poole)، يقود نورمان ألينبي سميث (Norman Allenby Smith) مجموعة مجتمعية تهدف إلى إعادة بناء فندق “هافن” الذي استخدمه المخترع غولييلمو ماركوني (Guglielmo Marconi) في تطوير الراديو.
اقرأ أيضًا: أفضل 3 فنادق رخيصة في بريطانيا: لا تتجاوز 100 جنيه إسترليني في الليلة
شعبية كبيرة للمنتجعات الساحلية
وفي تعليق له، قال بيتر هامبسون (Peter Hampson)، الرئيس التنفيذي لمنظمة “بريتش دستيناشنز” (British Destinations)، إن المنتجعات الساحلية لا تزال تحظى بشعبية كبيرة، لكن الفنادق الشاطئية البريطانية تواجه منافسة كبيرة من أماكن الإقامة عبر منصة Airbnb الإلكترونية العالمية التي تمكّن الناس من تأجير واستئجار أماكن إقامة لفترات قصيرة.
وأضاف: “لطالما قالت المنصة للحكومة في المملكة المتحدة إنها مجرد مكمل للفنادق، ولكنهم الآن غيروا حملاتهم التسويقية الدولية، إعلاناتهم تقول إن Airbnb أفضل من الفندق”.
وأفاد المسح الدولي للمسافرين أن زوار المنتجعات الساحلية قضوا 29 مليون ليلة في منازل أو شقق مستأجرة العام الماضي، بزيادة قدرها 5 ملايين ليلة مقارنة بعام 2019، في حين قضوا حوالي 91 مليون ليلة في الفنادق، بانخفاض قدره 4 ملايين ليلة مقارنة بعام 2019.
وتابع هامبسون: :”هناك معضلة اقتصادية أخلاقية – هل يجب تشجيع الناس على تحويل المنازل السكنية إلى أماكن إقامة تنافس الفنادق التقليدية بشكل مباشر؟ لأن ما يحدث للفنادق إذا أفلست هو تحويلها إلى عقارات سكنية”.
اقرأ أيضًا: منتجع زاردون: الاستدامة البيئية والفخامة الفريدة في مكان واحد
قصة فندق “ذا جراند”
عندما افتتح فندق “ذا جراند” في عام 1903، سوقه مؤسسه جوستاف جيلاردي (Gustave Gelardi) كـ 30 جناحاً من غرف الإقامة الفاخرة للرجال.
حيث يمكن للرجال الأنيقين استئجار وحداتهم خلال موسم العطلات. كان هناك إقامة للسائقين والخدم، ومطابخ وحدائق، وكلها مرتبة كما وصفها تقرير صحفي في ذلك الوقت بحيث «يمكن للمرء أن يستمتع بعزلة جناحه، وكأنه في منزله الخاص، ومع ذلك يتمتع بجميع مزايا ووسائل الراحة لفندق كبير».
وبحلول السبعينيات من القرن الماضي، وبعد استضافة شخصيات بارزة مثل رئيس الوزراء جوزيف تشامبرلين (Joseph Chamberlain) والكاتب إيفلين ووه (Evelyn Waugh)، أُغلق “ذا جراند” مع تراجع شعبية فولكستون. تم تحويل الغرف إلى شقق واشتراها مايكل ستاينر (Michael Stainer)، الذي أنشأ غرف شاي وحانة في المبنى. وتم سجنه في عام 2022 بتهمة الاحتيال الضريبي بعد فشله في دفع 470,000 جنيه إسترليني من ضرائب موظفيه.
الآن، ولتمويل صيانة المبنى، يعتزم سكان “ذا جراند” تحويل أجزاء من الطابق الأرضي السفلي إلى 24 وحدة إيجار جديدة للعطلات، مع طرح 13 منها للبيع هذا الأسبوع. كما سيتم استخدام الأموال من إيجارات العطلات لتجهيز مطعم جديد ومساحة تجارية، و«يمكن إعادة إحياء ذا جراند، فهو بحاجة فقط إلى التحديث» وفق كوندوه.
اقرأ أيضًا: أبرز 7 أماكن ترفيه عائلية للتنزه مجانًا في بريطانيا