يحتفل ملك بريطانيا تشارلز الخميس المقبل بعيد ميلاده السادس والسبعين، بافتتاح مركزين لتوزيع الطعام، أحدهما سيحضره شخصياً والآخر بشكل افتراضي، وحضور مهرجان للطعام الفائض، ولقاء المنتفعين وممثلي بنوك الطعام والمدارس والمجموعات المجتمعية. ويتزامن افتتاح المركزين مع الذكرى السنوية الأولى لمشروع “تتويج الغذاء” الذي تم إطلاقه في عيد ميلاد الملك تشارلز الخامس والسبعين، والذي يهدف لمساندة الجمعيات الخيرية الناشطة في الحد من انعدام الأمن الغذائي وهدر الطعام، وتعزيز قدرة المستودعات وتوسيع منشآت التخزين البارد، وتمويل الشاحنات والسيارات الصغيرة والسائقين لزيادة قدرة التوزيع.
وبحسب القصر البريطاني، البرنامج الذي أطلقه الملك الناشط لأكثر من 50 عاماً في القضايا البيئية ودعم الاقتصاد المستدام، ساهم بتوفير 940 طناً إضافياً من الطعام الفائض، أي ما يعادل مليوني و240 ألف وجبة، وتقديم منح غذائية مجتمعية بقيمة 715 ألف جنيه إسترليني لـ 33 منظمة بريطانية، إضافة إلى جمع نحو 15 مليون جنيه إسترليني لبناء وتشغيل شبكة تضم 10 مراكز لتوفير الغذاء في جميع أنحاء العالم.
وكتب الملك تشارلز عند إطلاق هذا المشروع: «الحاجة إلى الغذاء مشكلة حقيقية وملحة مثل مشكلة هدر الطعام تماماً، وإذا استطعنا تحقيق توازن بين هاتين المشكلتين، سيتم حلهما في آن واحد، أتمنى حقاً أن يجد هذا المشروع سبلاً عملية لتحقيق الهدف المتمثل في إنقاذ الفائض من الطعام وتوزيعه على من يحتاجون إليه بشدة».
وبحسب ناقد الطعام والمؤلف توم باركر بولز، وهو ابن الملكة كاميلا، لدى الملك تشارلز الثالث قاعدة صارمة تتعلق برفضه القاطع إهدار الطعام، إذ يطلب تقديم بقايا طعام في اليوم التالي أو استخدامها في وجبات أخرى.
واعتلى الملك تشارلز الثالث العرش البريطاني رسمياً في السادس من مايو الماضي، بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية في الثامن من سبتمبر 2022، ليكون بذلك أكبر من اعتلى عرش بريطانيا سناً، والوريث البريطاني الأطول خدمة، بعد أن تجاوز الرقم القياسي لإدوارد السابع البالغ 59 عاماً في 20 أبريل 2011.
وكعادة أسلافه، يتم إحياء عيد ميلاد الملك تشارلز مرتين في كل عام، الأولى في شهر يونيو تتضمن احتفالاً رسمياً يشهد موكب عيد ميلاد الملك والثانية في شهر نوفمبر، وبدأ تقليد عيد الميلاد الثاني لأول مرة في عهد الملك تشارلز الثاني، ليتبنى خلفاؤه هذا التقليد.
ورغم اعتقاد الكثيرين أن إحياء عيد ميلاد الملك تشارلز مرتين يعود للتقاليد الملكية، إلا أن الأمر يتعلق بالطقس، إذ يعتبر شهر يونيو شهراً صيفياً مناسباً للاستعراضات الرسمية، في حين لا يمكن التنبؤ بحالات الطقس في شهر نوفمبر.
ويشارك في الاحتفال الرسمي من كل عام أكثر من 1400 جندي و200 حصان و400 موسيقي في عرض للدقة العسكرية والفروسية، إذ ينطلق الموكب من قصر باكنغهام الملكي بمشاركة أفراد العائلة المالك، إلى جانب ثلاثة خيول أخرى من نوع درام، وهي الحيوانات الأقدم في الجيش البريطاني وتحمل رتبة رائد، وتعود أصول هذا العرض إلى الألوان أو أعلام الأفواج التي كان يستخدمها الجيش ليتمكن الجنود من التعرف عليها في المعارك.
وفي سياق متصل أعلن قصر باكنجهام فبراير الماضي تشخيص ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، بأحد أشكال السرطان، وإنه بدأ برنامجاً للعلاج، مبيناً أن اكتشاف المرض جاء خلال علاج الملك تشارلز من تضخم حميد في البروستاتا، إذ حددت الاختبارات التشخيصية اللاحقة شكلاً من أشكال السرطان، دون أن يكشف عن نوع هذا السرطان.
وجرت العادة أن يعتبر أفراد العائلة المالكة البريطانية تفاصيل حالتهم الصحية شيئاً خاصاً بهم، ويتحفظون عن الإعلان عنه، إلا أن الملك تشارلز كان حريصاً على مشاركة تفاصيل حالته مع العامة، بما يسهم في تشجيع الرجال الذين يعانون أعراض هذا المرض على إجراء فحص طبي.
وفي أول تعليق له على إصابته بمرض السرطان، أصدر الملك تشارلز بياناً قال فيه: “أود أن أعبر عن خالص شكري على رسائل الدعم الكثيرة والتمنيات الطيبة التي تلقيتها في الأيام القليلة الماضية، وكما يعلم جميع المصابين بالسرطان، فإن مثل هذه التمنيات الطيبة هي أعظم عزاء وتشجيع للتغلب على المرض”.