أدى الفساد في نظام الهجرة البريطاني إلى ظهور العديد من المشاكل بالمجتمع البريطاني، وأبرزها تغذية مشاعر العنصرية التي يثيرها اليمينيون المتطرفون ضد طالبي اللجوء في أنحاء بريطانيا.
وفي هذا السياق، أكد الكاتب السياسي البريطاني جوش جلانسي أن فندق تشاتسوورث الواقع على شاطئ مدينة سكيغنيس واحد من 4 فنادق بالمدينة تضم أكثر من 200 طالبي لجوء جاؤوا من سوريا وإيران وإريتريا، وهو ما أثار غضب العديد من السكان المحليين وجسد الخلل الكبير في نظام الهجرة في بريطانيا، حيث يثير اللاجئون المشاكل في ظل عدم وجود عمل لهم وعدم إجادتهم للغة الإنجليزية.
وأضاف الكاتب جلانسي، أنه استنادًا لكل الحقوق فلا ينبغي أن توجد فنادق اللجوء هذه، حيث يشير وجودها إلى خلل في النظام القانوني، كاشفاً أنها تتكلف فواتير باهظة الثمن للغاية والتي يدفعها البريطانيون من جيوبهم وتبلغ 5,6 ملايين دولار في اليوم، وهو ما أدى إلى إشعال الغضب بين المجتمعات المحلية، إضافة إلى زيادة مشاعر كراهية الأجانب، والتي تم تضخيمها من قبل مجموعات اليمين المتطرف مثل حزب البديل الوطني.
وهذا الغضب تسبب في إثارة المشاكل خارج فندق سويتش في نوسلي بمدينة ليفربول قبل عدة أيام، حيث تم اعتقال 15 شخصًا خلال احتجاجات شجعتها عناصر من اليمين المتطرف، بعد نشر مقطع فيديو يُظهر شاباً لاجئاً وهو يحاول مواعدة فتاة قاصر.
وكشف جلانسي، أن هذا الشغب انتشر أيضاً في سكيغنيس التي تحولت إلى مكان سيء السكن على مدى 3 سنوات متتالية إلا أن السياحة لا تزال قائمة بها، بسبب توفر الفنادق الرخيصة في المدينة، ما جعلها نقطة جذب لفنادق طالبي اللجوء.
وأشار الكاتب إلى أنه تم تقديم أكثر من 72 ألف طلب لجوء في بريطانيا خلال 2022 وذلك حتى سبتمبر منه، وهو أكثر من ضعف عدد الطلبات التي قدمت في 2019 ، وقد جاء معظمهم على متن قوارب صغيرة تعبر بحر المانش، ولذلك وزارة الخارجية إلى الفنادق باعتبارها خياراً اضطرارياً وملاذاً أخيراً.
وبين جلانسي، أن سياسة الطوارئ الخاصة بطالبي اللجوء تتحول بسرعة إلى واقع طويل الأجل، حيث يقضي طالبو اللجوء أسابيع وشهور فيما يفترض أن يكون سكنًا للطوارئ، إلا أن عدد المساكن من هذا النوع قد ارتفع خلال كورونا، من 2577 في 2020 إلى 37 ألف و 142 في سبتمبر 2022، حيث يشغلون أكثر من 200 فندق.
وتابع جلانسي، بأن موقع وزارة الداخلية لا يزال يدعي أن طالبي اللجوء سيتلقون قرارًا بشأن مطالبهم خلال 6 أشهر، لكن تقريرًا لمجلس اللاجئين وجد أن متوسط القرار الأولي يستغرق ما بين سنة و 3 سنوات.
وأشار الكاتب إلى أن هناك أمراً أكثر سوءً آخذ في الارتفاع، وهو انتشار العنف ضد المهاجرين من قبل اليمين المتطرف الذين هاجموا فنادق اللجوء 253 مرة عام 2022، حيث تظاهر البعض بأنهم صحفيون من أجل الاقتراب من الفنادق للإساءة إلى الموظفين والمقيمين.
واشتعلت مجموعات سكيغنيس على الفيسبوك بالتعليقات المعادية للمهاجرين والمطالبة بإرسالهم إلى من حيث أتوا، كما رفعوا لافتة خارج فندق كاونتي الذي يضم طالبي اللجوء كُتب عليها:
” إنجلترا للإنجليز _ أوقفوا الإبادة الجماعية للبيض”
وكشف الكاتب جلانسي، أنه بالطبع ليس كل سكان مدينة سكيغنيس يشعرون بالامتعاض من جيرانهم الجدد، حيث رحبت إحدى المنظمات المحلية، بطالبي اللجوء وأقامت لهم العديد من المناسبات الاجتماعية.