فوضى عارمة في مطار ستانستد بلندن.. عطل تقني يفقد الآلاف رحلاتهم
تابعونا على:

أخبار لندن

فوضى عارمة في مطار ستانستد بلندن.. عطل تقني يفقد الآلاف رحلاتهم

نشر

في

68 مشاهدة

فوضى عارمة في مطار ستانستد بلندن.. عطل تقني يفقد الآلاف رحلاتهم

شهد مطار ستانستد (Stansted Airport) البريطاني صباح الأحد حالة من الفوضى والاضطراب الشديد، إثر خلل تقني مفاجئ أصاب عدداً من أنظمته الحيوية.

وبدأ العطل في الساعات الأولى من الصباح، مما أدى إلى تأخيرات طويلة وطوابير امتدت خارج مبنى المطار.

وقدرت التقارير أن نحو عشرة آلاف مسافر فوتوا رحلاتهم نتيجة لذلك، في حادثة ألقت بظلالها على انطلاق موسم العطلات الصيفية.

تفاصيل الخلل: أنظمة معطلة وطوابير لساعات

بدأت المشكلة بالظهور حوالي الساعة الثانية والنصف صباحًا، قبل ساعات قليلة من موعد انطلاق أولى الرحلات عند السادسة صباحًا.

وأدى هذا التوقيت الحرج إلى تراكم سريع للطوابير، حيث تعطلت معظم مسارات التفتيش الأمني وتوقفت أنظمة تسليم الأمتعة تمامًا في أجزاء واسعة من مطار ستانستد، الواقع في مقاطعة إسكس (Essex).

وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مدى الازدحام الشديد داخل صالات المطار وخارجها.

اقرأ أيضاً: مطار جاتويك في الصدارة.. قائمة أسوأ المطارات البريطانية في تأخيرات الرحلات

معاناة المسافرين: شهادات حية من قلب الأزمة في مطار ستانستد

عبر العديد من المسافرين عن استيائهم وإحباطهم الشديد جراء هذه التجربة المريرة.

وروى المواطن البريطاني بن سيلفرستون (Ben Silverstone)، البالغ من العمر سبعة وثلاثين عامًا، أنه وصل مع شريكته إلى المطار عند الساعة الخامسة صباحًا استعدادًا لرحلة شركة رايان إير (Ryanair) المتوجهة إلى مدريد (Madrid) عند الساعة السادسة وخمس وأربعين دقيقة.

لكنه وجد نفسه عالقًا في طابور ضخم خارج مبنى المطار لم يتحرك لأكثر من ساعة، وبعد فشلهما في تسليم أمتعتهما، اضطرا لمغادرة المطار وإعادة الحجز على رحلة لاحقة من مطار جاتويك (Gatwick) عبر شركة إيزي جيت (easyJet)، مما كلفهما نحو ستمئة جنيه إسترليني إضافية.

أما مارك رايت (Mark Wright)، البالغ من العمر أربعة وثلاثين عامًا، والذي كان متجهًا إلى مايوركا (Majorca) على متن رحلة لشركة جيت تو (Jet2) عند الساعة الخامسة وخمس وخمسين دقيقة صباحًا، فقد وصف المشهد بأنه “فوضى عارمة” منذ وصوله عند الثالثة صباحًا.

وأشار إلى غياب التنظيم، حيث لم يكن هناك سوى حاجز واحد وثلاثة موظفين فقط يحاولون تنظيم الدخول بصعوبة بالغة.

وأضاف: “اضطررت إلى التدافع وسط الزحام للوصول إلى المقدمة لمعرفة ما إذا كانت رحلتنا قد نوديت، ثم عدت للعثور على شريكتي ومعنا الحقائب، وعدنا ندفع بين الحشود للوصول إلى نقطة تسليم الحقائب الخاصة بشركة جيت تو (Jet2)”.

كما أشار إلى أن بعض الركاب كانوا نائمين أو جالسين على الأرض وسط الازدحام، مما جعل الحركة أكثر صعوبة.

ورغم تمكنه من الصعود إلى الطائرة، فقد بقي على مدرج المطار لأكثر من ساعتين، لكنه أشاد بقائد الطائرة الذي حافظ على تواصله مع الركاب وابتكر طرقًا لإبقاء الأطفال مشغولين، مثل السماح لهم برؤية قمرة القيادة.

وشاركت آن ألكسندر (Ann Alexander) تجربتها عبر منصة إكس (X)، تويتر سابقًا، قائلة إنها انتظرت في طابور التفتيش الأمني لما يقارب الساعتين، ورغم ذلك فاتتها الرحلة.

وكتبت أن بعض الأشخاص كانوا ينتظرون خارج المطار فقط للدخول إلى المبنى، بينما استسلم آخرون وعادوا إلى منازلهم.

وشارك أيضاً يوسف يوسف ميرو (Youssef Youssef Mero)مقاطع فيديو توثق الازدحام الشديد.

كما نقلت صحيفة الغارديان (The Guardian) عن راكب فاتته رحلته على متن رايان إير (Ryanair) إلى روما (Rome) قوله إنه وصل قبل الرحلة بساعتين لكنه لم يتمكن من اللحاق بها، وأن طابور خدمة العملاء وحده استغرق أكثر من ساعة، مما أدى إلى خسارته قيمة إقامته الفندقية المدفوعة مسبقًا.

وأفادت راكبة أخرى لـ بي بي سي نيوز (BBC News) أنها علقت لساعات في الطوابير وفاتتها رحلتها إلى اليونان (Greece).

اقرأ أيضاً: كيف تحصل على تعويضك من مطار هيثرو في حالات التأخير والإلغاء؟

تباين ردود أفعال شركات الطيران: بين الانتظار والإقلاع في الموعد

أمام هذه الأزمة، تفاوتت استجابات شركات الطيران، فقد قامت شركتا جيت تو (Jet2) وتوي (Tui) بتأجيل رحلاتهما لفترات تراوحت بين ثلاث وأربع ساعات في محاولة لمنح المسافرين العالقين فرصة اللحاق برحلاتهم.

وفي المقابل، اختارت شركة رايان إير (Ryanair)، المعروفة بالتزامها الصارم بالمواعيد، الإقلاع في الوقت المحدد لمعظم رحلاتها، لتجنب تراكم التأخيرات لاحقًا خلال اليوم.

إدارة المطارتعتذر وتؤكد: “المشكلة حلت، لكن التأخيرات قد تستمر”

في بيان صدر عند الساعة العاشرة والنصف صباحًا، أكدت إدارة مطار ستانستد أن المشكلة التقنية “تم حلها بالكامل”.

وقال متحدث باسم المطار: “نعتذر بشدة عن أي إزعاج نجم عن هذا الخلل، ونشكر عملاءنا على صبرهم وتفهمهم، كما نوجه الشكر لزملائنا على جهودهم خلال هذه الحادثة”.

ودعا المطار الركاب إلى متابعة مستجدات رحلاتهم مباشرة مع شركات الطيران، محذرًا من أن بعض رحلات المغادرة قد تستمر في التعرض للتأخير.

وفي تصريحات لاحقة لوكالة بي إيه ميديا (PA Media)، أوضح المتحدث أن جميع الأنظمة استعادت عملها بالكامل، ولم يتم إلغاء أي رحلات نتيجة للعطل التقني.

وأشار إلى أن التحقيق جارٍ في سبب المشكلة، مع إشارة أولية إلى احتمال ارتباط الخلل بإمكانية الوصول إلى الإنترنت لبعض الأنظمة.

هل هو تكرار لسيناريو الماضي؟

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها مطار ستانستد اضطرابات مماثلة، فقد شهد المطار حادثة مشابهة خلال موسم الذروة في 19 تموز/يوليو من العام الماضي، عندما تسببت أزمة عالمية في خدمات مايكروسوفت (Microsoft)، وتحديدًا نتيجة لانقطاع خدمة كراود سترايك (CrowdStrike)، في توقف عمليات تسجيل الوصول والدفع لساعات، مما أدى إلى طوابير ضخمة وفوضى مشابهة، الأمر الذي أثار التساؤلات حول جهوزية المطار.
















X