تعرض دور السينما البريطانية منذ الرابع عشر من فبراير 2025 فيلماً روائياً طويلاً يتطرق لمواضيع اللجوء وملامح الحياة القاسية التي يعيشونها، وعنوان الفيلم إلى عالم مجهول ويحمل توقيع المخرج الدنماركي الفلسطيني مهدي فليفل، وهو فيلم يصور معاناة اللاجئين بطريقة واقعية خالصة.
وفي السياق تجدر الإشارة إلى أن الفيلم حصل على عدد من الجوائز الدولية، مثل جائزة التانيت الفضي في مهرجان أيام قرطاج السينمائية في دورته الـ35، وجائزة اليسر الفضية في مهرجان البحر الأحمر السينمائي.
كذلك حصل على جائزة “الأنتيغون الذهبي” المخصصة لأفضل فيلم روائي ضمن مهرجان مونبلييه السينمائي المتوسطي بدورته الـ46 في فرنسا، إضافة إلى جائزة “كين كو برو” (CineCoPro) في مهرجان ميونيخ السينمائي بسويسرا، كما حصد فيلم إلى عالم مجهول جائزة اختيار الجمهور في مهرجان “تاورمينا” (Taormina Film Fest) السينمائي الدولي في إيطاليا، ما أبرز الأثر الكبير للفيلم عند كل من حضره.
وسعى القائمون على الفيلم إلى تقديم شهادات حية حول تجربة النزوح مع الإحاطة بثنائية التحدي والمأساة، التي اتخذت من العاصمة اليونانية أثينا مسرحاً للأحداث، وشهدت على معاناة الشابين شاتيلا ورضا، أثناء محاولتهما الهروب من اليونان إلى ألمانيا، وكيف تطورت الأحداث بطريقة درامية وضعتهم في صراع مع قوى ظلامية على المستويات كافة، وأصبح مجرد البقاء على قيد الحياة مهمة شبه مستحيلة.
ومع انطلاق عرض فيلم إلى عالم مجهول، استطاع أن يلفت الأنظار إلى عالم مليء بالظلم والتحديات، كونه يصور معاناة النازح الفلسطيني بواقعية مطلقة، ومن بين المراجعات النقدية التي حصل عليها الفيلم، ما كتبته صحيفة الفايننشال البريطانية بأن الفيلم عبارة عن صورة مؤرقة للنزوح الفلسطيني، وأن فيه من الحبكة الدرامية العالية ما منحه القدرة على الانتقال من الهدوء إلى الضغط النفسي العالي بمنتهى السلاسة.
وفي ذات السياق كتبت صحيفة الغارديان البريطانية مشيدة بأداء الممثلين والتصاعد الدرامي للفيلم، الذي استطاع أن يقدم صورة خالصة عن الواقع الذي يعيشه اللاجئون في أوروبا، أيضاً جاء في صحيفة التايمز البريطانية قراءة نقدية شملت الإخراج والتمثيل، ووجدت أن فيلم إلى عالم مجهول يتميز بالنضج والتأثير.
وفي ذات السياق علق مخرج الفيلم مهدي فليفل، وهو دنماركي من أصول فلسطينية على الأثر الذي أحدثه الفيلم، معتبراً إياه إنجازاً للقضية الفلسطينية وليس لمسيرته السينمائية وحسب، بقوله أن تحويل معاناة الفلسطينيين أثناء رحلة اللجوء إلى حكاية يخرجهم من الأرشيف إلى الحياة.
اقرأ أيضاً: منع الهواتف الذكية في مدارس لندن يطال الآلاف
ومن الجدير بالذكر أن فيلم إلى عالم مجهول هو الأول من نوعه في أعمال فليفل، والذي استطاع من خلاله أن يحقق تحولاً نوعياً في تقديم الحكاية على الرغم من أنه قضى السنوات السابقة في تقديم مجموعة من الوثائقيات الهامة عن القضية الفلسطينية، والتي استطاعت أن تنال إعجاب الآلاف وتحصد الجوائز، ومن بين هذه الأفلام، الفيلم الوثائقي عالم ليس لنا.
ومع فيلم إلى عالم مجهول ينتقل فليفل في ما يرويه حول معاناة الإنسان الفلسطيني من الرواية الأرشفية الموثقة إلى الحكاية الدرامية المؤثرة، التي تفصح عن واقع إنساني مرير بصدق كامل وجرأة.
وفي الختام يعتبر فيلم إلى عالم مجهول بمثابة تجربة خارجة عن المألوف لكل من أنتجه وشاهده، وهو دعوة صريحة للعودة إلى الذات والتأمل في مسائل اللجوء والهجرة، التي تشهد خلال الفترة الأخيرة حملات من التضييق، لتأتي هذه الأفلام والإنتاجات الفنية وتكون بمثابة الرئة التي يتنفس من خلالها هؤلاء الناجين من عالم اللجوء والنزوح ويحكوا قصصهم التي عاشوها على لسان شخصيات هذه الأفلام.
اقرأ أيضاً: ماذا يحدث مع المهاجرين من عاملي القطاع الصحي؟
اقرأ أيضاً: سقوط العمالقة.. متاجر شهيرة تُغلق أبوابها بالجملة في بريطانيا!
اقرأ أيضاً: أطباء بريطانيا يتضامنون مع الأطباء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل