وذكر المصدر أنه حصل على وثائق تحدد المحتوى الذي يتلقاه قرابة ملياري مستخدم حول العالم، وبات يخضع لضغوط غربية متزايدة.

وتظهر الوثائق المسربة للغارديان، إيجاد موقع فيسبوك صعوبة في مواجهة التحديات المطروحة عليه، لاسيما أن المحتوى أصبح ضخما ولم يعد من السهل إخضاعه لمراقبة دقيقة.

وقال مكلفون بإدارة المحتوى في المارد الأزرق، إنهم يصابون بالحيرة إزاء بعض القواعد، لاسيما حين يتعلق الأمر بمحتوى جنسي، حيث يصبح الأمر معقدا.

وتشير إحدى الوثائق إلى أن فيسبوك يراجع 6.5 مليون تبليغ كل أسبوع عن حسابات يشتبه في كونها مزيفة أو أنها لأشخاص غير حقيقيين.

وتثير الفيديوهات المتعلقة بالوفيات والعنف اختلافا في التقدير، إذ توصي وثائق فيسبوك بعدم إزالتها دائما، على اعتبار أن مشاركة بعض اللقطات العنيفة يساهم في توعية الناس.

أما الصور العنيفة التي لا تضم اعتداء جنسيا فلا داعي إلى حذفها ما دامت لا تعرض سلوكا ساديا، وينطبق الأمر نفسه على صور تعنيف الحيوانات، إذ لا مشكلة في مشاركتها بحسب فيسبوك.

كما يسمح الموقع الأزرق بنشر أي عمل فني يجري إنجازه يدويا، يظهر العري والعملية الجنسية، لكن الموقع لا يسمح بمشاركة مقاطع فيديو حقيقية للممارسة الجنسية.

ويتيح فيسبوك مشاركة صور الإجهاض شريطة ألا يظهر عريا، كما يسمح بأن يبث المستخدمون الفيديو المباشر وهم يؤذون أنفسهم، ويستند المبدأ في عدم حرمان الناس من تفريغ الضغط الذي يعانونه.

أما العنف اللفظي الشائع على المنصات الاجتماعية فلا يأخذه فيسبوك على محمل الجد، إذ يعتبره مجرد سعي من بعض المستخدمين إلى التفريغ، ظنا منهم أنهم غير مسؤولين أثناء الحديث في منصات التواصل الاجتماعي.

تبعا لذلك، فإن التهديدات التي يجري إطلاقها على موقع التواصل الاجتماعي غير ذات مصداقية، إلا حين يكون ثمة ما يظهر أن الأمور تتجه لتسلك منحى مغايرا وأن هناك ما يؤكد تصميما على إلحاق الأذى.

وتقول مونيكا بيكيرت، مديرة سياسة التدبير في فيسبوك، إن وجود ملياري مستخدم لفيسبوك يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق حول ما ينبغي نشره وما يتوجب حظره.

وتوضح مسؤولة فيسبوك إن وجود مستخدمين من مجتمعات مختلفة حول العالم، يؤدي إلى بروز آراء متضاربة حول ما ينبغي نشره، فمهما جرى الاجتهاد في ضبط المحتوى، ستظل هناك مساحة رمادية، يصعب الحسم فيها إزاء عدد من النقاط، إذ من الصعب مثلا إيجاد حدود التماس بين السخرية والتهكم المسيء.

ويتلقى موقع فيسبوك انتقادات مستمرة بسبب استغلال صفحاته من قبل تنظيمات إرهابية ومجرمين، حتى أن بعض الفظائع جرى بثها عبر خاصية البث المباشر.

ويعتبر مدافعون عن فيسبوك، المحتوى غير اللائق مجرد أضرار جانبية، على اعتبار أن أي مسعى لتشديد القيود سيؤدي إلى تراجع حرية التعبير، لاسيما أن خاصية البث المباشر، مثلا، تضمن إيصال الآراء المختلفة في دول لا تملك إعلاما حرا، وبالتالي فإن فرض شروط صارمة سيضر بالجميع، سواء تعلق الأمر بذوي المحتوى المسيء أو بمن ينقلون أموراً جادة.