قصة سدانة الكعبة المشرفة من إبراهيم الخليل إلى محمد (ص) | أرابيسك لندن
تابعونا على:

إخترنا لكم

من إبراهيم الخليل إلى محمد (ص).. قصة سدانة الكعبة المشرفة

نشر

في

98 مشاهدة

من إبراهيم الخليل إلى محمد (ص).. قصة سدانة الكعبة المشرفة

سدانة الكعبة المشرفة هي خدمتها بالكامل وفتح بابها وإغلاقه، ويعرف الذين يقومون بذلك بالسدنة.

وتعرف السدانة كذلك بالحجابة، ومن يقوم بها يسمون بالحجبة، لأنه يحجبون الكعبة عن العامة.

قصة سدانة الكعبة في زمن إبراهيم الخليل

منذ أن بنى إبراهيم الخليل عليه السلام الكعبة المشرفة، كانت السدانة في يد ابنه إسماعيل عليه السلام، الذي شارك في رفع قواعد البيت مع والده إبراهيم عليهما السلام.

وظل إسماعيل عليه السلام بجوار بيت الله الحرام، متوليًا خدمته.

تشير كتب التاريخ إلى أن السدانة بقيت بيد أبناء إسماعيل عليه السلام لفترة طويلة، ثم استولى عليها جيرانهم وأخوالهم من جرهم، وبعدها استولت عليها قبيلة خزاعة من جرهم، ثم استردها قصي بن كلاب، الذي ينحدر من نسل إسماعيل وهو الجد الرابع للنبي صلى الله عليه وسلم.

وبعد قصي، انتقلت السدانة إلى ابنه الأكبر عبد الدار، وظلت في بني عبد الدار في الجاهلية والإسلام، ولم تغادر ذريته حتى انتقلت إلى عثمان بن طلحة بن أبي طلحة بن عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي.

وعندما توفي عثمان بن طلحة ولم يترك وراءه أبناء، انتقلت السدانة إلى ابن عمه شيبة بن عثمان، وتبقى السدانة في يد ذريته حتى يومنا هذا.

سدانة الكعبة في الاسلام

في العام الثامن للهجرة، يوم فتح مكة، أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب إلى عثمان بن طلحة رضي الله عنهما لاستلام مفتاح البيت الحرام.

وعلى الرغم من تردده، أعطى عثمان المفتاح لعلي، الذي بدوره قدمه للنبي صلى الله عليه وسلم، فتح النبي الكعبة المشرفة، وأزال الأصنام، وقام بتطهيرها بماء زمزم، وهو ما أصبح سنة لغسلها.

ثم أدى النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين فيها.

وأثناء وجوده داخل الكعبة، نزلت عليه الآية الكريمة من سورة النساء، حيث يقول الله تعالى: “إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل، إن الله نعماً يعظكم به، إن الله كان سميعاً بصيراً”.

وعند خروجه من الكعبة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يردد هذه الآية، وعندها أشار عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أنه لم يسمعها من النبي قبل ذلك.

فدعا النبي عثمان بن طلحة وقال له: “هاك مفتاحك يا عثمان، اليوم يوم بر ووفاء”.

وأضاف النبي قائلاً: “خذوها خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم.. يا عثمان، إن الله استأمنكم على بيته، فتناولوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف”.

وبعد أن ابتعد عثمان، ناداه النبي فعاد إليه، فسأله النبي: “ألم يكن الذي قلت لك؟” فتذكر عثمان قول النبي له في مكة قبل الهجرة: “لعلك سترى هذا المفتاح بيدي أضعه حيث شئت”، فأجاب عثمان: “بلى، أشهد أنك رسول الله”.

اقرأ أيضًا: مصلى معلق يطل على الكعبة.. إنجاز سعودي يدخل غينيس

سدنة الكعبة

تشتهر أسرة آل شيبة بأنها تحمل شرفًا عظيمًا، اختصها به رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عام وحتى قيام الساعة، وهو حمل مفتاح الكعبة، ويُعرف أفرادها باسم “السدنة”.

يزيد عدد أفراد أسرة الشيبي عن 400 فرد، أغلبهم يقيمون في مكة، وعلى مر التاريخ، نالوا احترامًا وتقديرًا ورعايةً من حكام المسلمين.

ويذكر حسين الشيبي، أحد السدنة، أن السادن مسؤول عن خدمة بيت الله الحرام وكل ما يتعلق به، سواء كان ذلك تلبيس الكعبة أو تنظيفها، وأي تغيير يطرأ يكون تحت إشراف السدنة.

اقرأ أيضًا: دراسة: نجاعة التدابير السعودية في الحد من تأثير ارتفاع الحرارة على صحة الحجاج

فتح الكعبة

من المعتاد أن يُحفظ مفتاح باب الكعبة المشرفة عند أكبر السدنة سنًا، وهو السادن الأول.

وعند فتح الكعبة، يُعلم السادن الأول السدنة الكبار بوقت كافٍ ليتسنى لهم الحضور جميعًا أو بعضهم للقيام بغسلها.

يستقبل كبير السدنة الأوامر مباشرةً من الديوان الملكي، والتي تُعطى عبر إمارة مكة.

تفتح الكعبة بأمر من ولي الأمر مرتين: الأولى في الأول من شعبان، والثانية في الخامس عشر من محرم، وفقًا لعبد الملك الشيبي.

يذكر صالح الشيبي، كبير سدنة الكعبة، أنه كان يُفتح الكعبة مرتين إلى ثلاث مرات يوميًا.

لكن مع زيادة أعداد الحجاج والازدحام الشديد عند باب الكعبة، مما أدى إلى وفاة بعض الزوار وإصابة آخرين بسبب التدافع، تدخلت الدولة وحظرت فتح الكعبة بشكل عشوائي.

الآن، عند فتح الكعبة، لا يُسمح بالدخول إلا لكبير السدنة و25 من السدنة، وتُفتح فقط لغسلها أو في ظروف استثنائية، مثل وجود ضيف لدى الملك أو لإجراء إصلاحات.

ويُضيف عبد الملك الشيبي أن ضيوف الإمارة وضيوف الملك يُسمح لهم بدخول الكعبة لمدة دقيقتين لأداء الصلاة فيها.

غسل الكعبة

يُجرى غسل الكعبة بحضور الملك وضيوفه، ولا يتواجد داخل الكعبة إلا عشرة من السدنة.

المواد المستخدمة في التنظيف هي ماء زمزم وماء الورد ودهن العود.

يقوم الملك وأمير مكة والسدنة بتنظيف الجدار الرخامي داخل الكعبة، الذي يبلغ طوله مترين ونصف، باستخدام الشاش والعود، ومن ثم يتم تنظيف ستارة الكعبة.

وتغسل أرضية الكعبة بماء الورد وماء زمزم، ولا تستخدم في عملية التنظيف أية آلات باستثناء المكانس والشاش ودلاء الماء.

اقرأ أيضًا: مبادرة طريق مكة: منظومة متكاملة لخدمة الحجاج من جميع أنحاء العالم

كسوة الكعبة

أما كسوة الكعبة فكانت تُصنع إما في إسطنبول أو مصر، وكان يُنقش عليها آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية بخطوط عربية مختلفة.

وقبل توحيد المملكة، كانت الكسوة تُجلب من أماكن متعددة، كما أوضح مدير مصنع كسوة الكعبة، محمد باجودة.

وبأمر من الملك عبد العزيز، أصبحت الكسوة تُحاك في المملكة، ويرجع تأسيس المصنع إلى ما يزيد على 90 عامًا.

وهناك كسوتان: واحدة سوداء خارجية وأخرى خضراء داخلية.

وجرت العادة أن تُسلم الكسوة لكبير السدنة، ويقوم بتسليمها مدير إدارة الحرمين الشريفين.

ولكن في السنة الأخيرة، سلمت الكسوة من قبل الملك سلمان، وكان التسليم رمزيًا للوحة تمثل ستار الكعبة، وكيس فيه مفتاح الكعبة، وكيس فيه مفتاح مقام إبراهيم عليه السلام.

اقرأ أيضاً: كل ما تريدون معرفته عن منصة نسك للحج والعمرة

X