قصر القشلة: رمز حضاري يروي حكاية مدينة حائل
تابعونا على:

إخترنا لكم

قصر القشلة: رمز حضاري يروي حكاية مدينة حائل

نشر

في

404 مشاهدة

قصر القشلة: رمز حضاري يروي حكاية مدينة حائل

كان قصر القشلة، منذ عقود مضت، مسرحًا لتدريب واستعراض الجنود، وكانت غرفه مكاتب لضباط الجيش والإدارة العامة ومخازن الأسلحة.

واليوم، يقف القصر شامخًا كرمز حضاري فريد، مُشيّدًا على طراز المدرسة النجدية المعماري المميز.

يتميز قصر القشلة بجماله المعماري الفريد، ما يجعله من أهم مواقع التراث العمراني في وسط مدينة حائل.

ويُعد رمزًا من رموز المدينة العريقة، التي تزخر بمعالم أثرية تعود إلى العصور التاريخية المختلفة، وصولًا إلى العصر الحديث.

فالقصر شاهد على عراقة حائل وحضارتها، وقصة تروي شموخها وازدهارها عبر العصور.

ما هو قصر القشلة؟

قصر القشلة هو قصر تراثي تاريخي، ومعلم حضاري وثقافي ويقع في منطقة حائل شمال غرب المملكة العربية السعودية.

بني في عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود عام 1941.

وقد استغرق بناؤه سنة ونصف السنة، مستنداً على طراز المدرسة النجدية.

اقرأ أيضًا: السعودية: متحف قصر خزام في جدة شاهد على أهم الأحداث التاريخية

بناء قصر القشلة:

بُني قصر القشلة من مواد تقليدية مشابهة لتلك التي استُخدمت في المباني في تلك الفترة، مثل الطين واللبن والحجارة.

وتميز قصر القشلة بتصميمه المعماري الزخرفي بالجص، الذي تضمن عناصر هندسية ونباتية، وهي سمة سائدة في العمارة التقليدية في حائل.

وتجدر الإشارة إلى أن هندسة القصر شملت الطابع العسكري، نظرًا لكونه قلعة حربية أيضًا.

يتكون القصر من مبنى مستطيل الشكل يمتد بشكل طولي من الشرق للغرب، ويبلغ عرضه من الشمال إلى الجنوب.

ويضم المبنى دوران وساحة مكشوفة.

ويوجد للقصر مدخل رئيسي في الواجهة الشرقية، ومدخل ثانوي في الواجهة الجنوبية.

وتم تشييد القصر ليكون ثكنة عسكرية، ويضم أيضًا مسجدًا مستطيلًا به 3 صفوف من الأعمدة تشكل بوائك موازية لجدار القلعة.

اقرأ أيضًا: من أقدم مدن المملكة العربية السعودية.. أبرز المعالم التاريخية في جدة

مخطط قصر القشلة:

يضم قصر القشلة مجموعة من المرافق التي تخدم وظيفته المعمارية بكونه قصر أو قلعة حربية.

كما يظهر على جدرانه الخارجية ثمانية أبراج دفاعية أسطوانية الشكل بارتفاع 12 متراً، منها أربعة أبراج داخلية تسمى “الساندة”.

ويحتوي القصر على العديد من الغرف المزينة داخلياً بالزخارف الجصية والأبواب وكذلك النوافذ الملونة المنقوشة.

وتبلغ مساحته أكثر من 19 ألف متراً مربع، وطوله من الشرق إلى الغرب 241 متراً، وعرضه من الشمال إلى الجنوب 141 متراً، وارتفاع الجدران 10 أمتار، وبداخله 193 عموداً وثمانية مربعات كبيرة.

ويتوسط القصر من الداخل فناء كبير، تحيط به في جوانبه الأربعة أروقة مسقوفة من الجريد بالإضافة إلى جذوع شجر الأثل محمولة على أعمدة حجرية.

كما تفتح على هذه الأروقة غرف القشلة المكونة من دورين، حيث إنه يوجد في الدور الأرضي 83 غرفة، ويضم أيضاً الركن الشمالي للقصر ورشة صيانة سيارات، ويقع المسجد في منتصف القصر، وخلفه دورات المياه، وخصصت غرف الدور العلوي وعددها 53 غرفة للنوم من إجمالي 143 غرفة.

اقرأ أيضًا: الدرعية عاصمة الدولة السعودية الأولى وشاهد على الإرث الثقافي التاريخي الغني للمملكة 

أهمية قصر القشلة:

اكتسب قصر القشلة أهميته التراثية على مر التاريخ، كما يعد شاهداً على تاريخ المملكة في تلك الحقبة الزمنية، ولا يزال يحتفظ ببنائه التاريخي المميز، ولاسيما أنه أصبح معلماً سياحياً يرتاده الزوار في الموسم السياحي لمنطقة حائل، وتنظم فيه فعاليات ثقافية متنوعة.

ومن واقع قيمته التاريخية والتراثية عملت وزارة السياحة على إدراج الموقع في عام 2017 ضمن مشاريع المرحلة الأولى لمشاريع الترميم وذلك في برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.

والجدير بالذكر بأن كلمة قشلة هي كلمة محرفة عن أصلها التركي “قيشلة”، ومعناها المعسكر الشتوي، أو المأوى الخاص بالشفاء، وقد أطلقت هذه التسمية في العصر العثماني على قلاع الجنود ومراكز إقامتهم في مدينة حائل.

X