في مبادرة تهدف إلى تعزيز سلامة الركاب، تم تركيب كاميرات مراقبة في 20 محطة حافلات في لندن.
بدأت هذه التجربة، التي ستستمر لمدة 12 شهراً، في 25 نوفمبر، وهي نتيجة تعاون بين هيئة النقل في لندن وشرطة العاصمة، ويهدف البرنامج إلى تعزيز سلامة الركاب، مع تركيز خاص على النساء والفتيات، لضمان أن يتمكنَّ من السفر بثقة وأمان في الأوقات كلها.
اختُبِرت هذه التقنية في خمس محطات للحافلات خلال شهر مارس، والآن تم توسيع نطاقها لتشمل 15 موقعاً إضافياً، وتتوزع المناطق المختارة بين برنت، وكرويدون، وهاكني، وهامرسميث وفولهام، وهيلينجدون، ولامبيث، ونيوهام، وريدبريدج، وتاور هامليتس، ووالتام فورست، ووستمنستر.
اختيرت هذه المواقع بعناية لتوفير تغطية شاملة في جميع أنحاء لندن، بهدف قياس فعالية كاميرات المراقبة في بيئات متنوعة، بدءاً من المناطق المزدحمة ذات حركة المشاة الكثيفة، وصولاً إلى المناطق الهادئة التي تشهد تكراراً أقل لخدمات الحافلات، إضافة إلى الأماكن ذات معدلات الجريمة المرتفعة، والمناطق التي أفادت النساء والفتيات بعدم شعورهن بالأمان.
اقرأ أيضاً: حكومة المملكة المتحدة تعتزم مراجعة التشريعات المتعلقة بالعنف ضد النساء
ستكون لقطات الكاميرات متاحة لشرطة العاصمة، وهي وحدها المخولة بالوصول إلى هذه اللقطات، التي ستحتفظ بها لمدة 31 يوماً لدعم التحقيقات والمساعدة في منع الجرائم، والتحقيق في الحوادث، وتعزيز استجابة الشرطة في الوقت المناسب.
إضافة إلى ذلك، سيتم جمع آراء العملاء وأصحاب المصلحة خلال فترة التجربة، بهدف تقييم مستوى الشعور بالسلامة والأمان لمستخدمي شبكة الحافلات.
وتعليقاً على هذه المبادرة، أكدت سيوان هايوارد، مديرة الأمن والشرطة وإنفاذ القانون في هيئة نقل لندن، التزام الهيئة الجاد بإنهاء العنف ضد النساء والفتيات، مفيدةً بأن الهدف هو أن تشعر النساء والفتيات بالأمان في جميع الأوقات، وأن تكون شبكة النقل التابعة للهيئة بمثابة منارة للأمان للجميع، سواء في الليل أو النهار.
ولفتت هايوارد إلى الدور الحاسم الذي تلعبه كاميرات المراقبة في منع الجريمة والسلوكيات المعادية للمجتمع، فضلاً عن أهمية استخدامها في التحقيق في الحوادث، وذكرت أن وجود هذه الكاميرات وغيرها من التدابير الأمنية يعزز ثقة المسافرين في وسائل النقل العام، ولهذا، تعمل الهيئة على توسيع شبكة كاميرات المراقبة لديها، لتعزيز سلامة الركاب وتحقيق هذا الهدف النبيل.
اقرأ أيضاً: خطة لإغلاق سجون النساء في بريطانيا وتقليص عدد السجينات
من جهته، أكد نائب رئيس بلدية لندن لشؤون النقل، سيب دانس، أن “كل شخص يستحق أن يشعر بالأمان أثناء السفر في أنحاء لندن، وأنه من أولويات رئيس البلدية ضمان أن تكون شبكة النقل بيئة آمنة ومنخفضة الجريمة”.
ورحب دانس بتجربة استخدام كاميرات المراقبة في محطات الحافلات، مشيراً إلى أنها ستعزز سلامة الركاب خاصة النساء والفتيات، وأضاف أن “زيادة عدد كاميرات المراقبة ستساعد في ضمان أن تكون الشبكة آمنة ومرحبة على مدار الساعة”، داعماً بذلك هدف عمدة المدينة في بناء لندن آمنة للجميع.
بدوره، قال مايكل روبرتس، الرئيس التنفيذي لشركة London TravelWatch، إن “الأبحاث التي أجرتها شركتنا تشير إلى أن العديد من الأشخاص، وخاصة النساء والفتيات، قد يشعرون بعدم الأمان أثناء انتظار الحافلات”.
وأكد روبرتس أن “هذه التجربة المهمة ستساهم ليس فقط في الكشف عن الجريمة، بل ستعزز أيضاً شعور النساء والفتيات بالأمان والثقة أثناء سفرهن بالحافلة”.
وأضاف: “نتطلع إلى رؤية نتائج هذه التجربة التجريبية والمزيد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين السلامة في وسائل النقل في لندن”.
اقرأ أيضاً: نصائح لرحلة قطار مريحة بلا متاعب.. كيف تجعل رحلتك أكثر أمانًا؟
ووفقاً لهيئة النقل في لندن، هناك أكثر من 77 ألف كاميرا مراقبة مُثبتة على شبكات النقل في العاصمة، وفي العام الماضي، شهدت الجرائم المُبلغ عنها على متن حافلات لندن زيادة بنسبة 6%، لكن معدل الجريمة لكل مليون رحلة ظل مستقراً، وذلك بفضل الزيادة الطفيفة في عدد الركاب.
وقد أعلنت المملكة المتحدة أن العنف ضد النساء والفتيات يعد “حالة طوارئ وطنية”، وحسب بيانات شرطة النقل البريطانية، ارتفع عدد الجرائم الجنسية المُسجلة ضد النساء في شبكة النقل بلندن بنحو الثلث خلال العام الماضي.
وتأتي الزيادة في عدد كاميرات المراقبة جنباً إلى جنب مع استخدام تكنولوجيا التعرف على الوجه في المناطق “الموبوءة بالجريمة” في جميع أنحاء العاصمة، ومع ذلك، أثارت هذه الخطة مخاوف بين الجمهور، وواجهت معارضة من مجالس لندن، مثيرة تساؤلات حول أخلاقيات وفعالية استخدام تكنولوجيا المراقبة في مكافحة الجريمة.
اقرأ أيضاً: أفضل وأسوأ محطات القطار في بريطانيا.. ماهي محطات لندن المدرجة في القائمة؟
