كل ما تريد معرفته عن مراكز تدوير السيارات المستعملة في بريطانيا.. أهم النصائح والتوصيات!
تابعونا على:

مدونات

كل ما تريد معرفته عن مراكز تدوير السيارات المستعملة في بريطانيا.. أهم النصائح والتوصيات!

نشر

في

1٬773 مشاهدة

كل ما تريد معرفته عن مراكز تدوير السيارات المستعملة في بريطانيا.. أهم النصائح والتوصيات!

يحظى عالم السيارات في المملكة المتحدة بشغف كبير لدى عموم البريطانيين، وقد شهدت الشوارع الإنجليزية القديمة سباقات رياضية محمومة عبرت عن هذا الشغف، وكانت علامة بارزة على مدى عشق الكثيرين هنا لمتعة الجلوس خلف عجلة القيادة؛ لذا لم تكن العقلية البريطانية ببعيدة أبداً عن مجال الريادة في صناعة السيارات؛ حيث تطورت تلك الصناعة على أيدي رواد ومخترعين ومصممين مشاهير أمثال بروس ماكلارين Bruce McLaren و والتر أوين بينتلي W. O. Bentley و يليام ليونز William Lyons و ويليام والمسلي William Walmsley، فعلى أيدي هؤلاء وغيرهم، اشتهرت ماركات عالمية لشركات وسيارات بريطانية استحوذت على اهتمام المتسابقين وعشاق القيادة حول العالم، وقد كان لتلك الشركات الرائدة الدور الأكبر في تقديم تكنولوجيا متطورة لأنظمة التحكم والقيادة والتصنيع على مدار عقود ماضية وحتى الآن.

 

كتب: محسن حسن

تشكل صناعة السيارات ركناً أصيلاً من أركان البنية الاقتصادية للمملكة المتحدة، ووفق أحدث التقارير الصادرة عن ( SMMT ) جمعية مصنعي وتجار السيارات البريطانية، تساهم هذه الصناعة بأكثر من 65 مليار جنيه استرليني، وبقيمة مضافة تقارب ال15 مليار جنيه استرليني، ويعمل في قطاع تصنيع السيارات أكثر من 180.000 عنصر فني وقرابة الـــــــ 780.000 عنصر عامل ضمن عموم القطاع ذاته، ويتم ضخ استثمارات سنوية قيمتها ثلاثة مليارات جنيه استرليني لتطوير الإنتاج، بحيث يتم ابتكار وبناء أكثر من 70 طرازاً من السيارات من خلال ما يزيد على 25 مصنعاً في البلاد، وبدعم فني من أكثر من 2500 مصمم ومهندس عالمي، وهو ما يساهم في مدخول تجاري من هذه الصناعة يزيد على 75 مليار جنيه استرليني عبر حركة تصدير تغطي أكثر من 130 دولة حول العالم، وفي عام 2022 وحده تم تصنيع أكثر من 775 ألف سيارة و101 ألف مركبة تجارية وحوالي 1.5 مليون محرك داخل بريطانيا.
ولأن صناعة السيارات لا تخص فئة النخبة وحدهم في بريطانيا، وإنما تخص جميع الفئات المجتمعية تقريباً بداية بسيارات الملاهي المخصصة لألعاب الصغار، ومروراً بسيارات الدفع الرباعي التي يستخدمها سكان المناطق الريفية في العديد من مهام العمل والإنتاج، وانتهاءً بالسيارات الصغيرة جداً من تلك النوعية القابعة في مرئاب العديد من البيوت الإنجليزية والتي يستمتع بقيادتها وركوبها جميع أفراد الأسرة في رحلاتهم وتنقلاتهم، تحرص مصانع السيارات البريطانية على التنوع الكبير في إنتاجية السيارات والمحركات وباقي أجزاء ومكونات هذه الصناعة العريقة في البلاد والتي انطلقت بداياتها الواعدة خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات من القرن الـ 19.

وبالنظر إلى حجم الطاقة الإنتاجية البريطانية المشار إليها، نجد أن مؤشرات الإنتاج الحالية متراجعة بشكل كبير يهدد الريادة البريطانية في صناعة طالما اعتاد العالم على تقديرها والثناء عليها؛ فبعد أن كانت المصانع والشركات المختلفة تنتج أكثر من المليون ونصف المليون سيارة متنوعة سنوياً، فإن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي جنباً إلى جنب مع تداعيات كوفيد19 وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، أدى إلى أن تفقد المملكة المتحدة جاذبيتها كأعرق الأسواق والمقرات العالمية لصناعة السيارات، كما أدى إلى تراجع العديد من شركات الإنتاج وعلى رأسها شركات مثل جاجوار ونيسان وبي إم دبليو، عن ضخ استثماراتها مجدداً داخل السوق البريطانية، وبعد أن كانت شركة واحدة من هذه الشركات تنتج سنويا مئات الآلاف من السيارات، باتت خطوط الإنتاج متراجعة، ففي عام 2021 لم تنتج المصانع البريطانية سوى 850 ألف سيارة تقريباً، بينما تراجع الإنتاج خلال 2022 وهذا التراجع المستمر دفع المستهلكين المحليين إلى التفكير في بدائل مناسبة يستطيعون من خلالها اقتناء سيارة أو إصلاحها أو تجميعها أو حتى استبدالها بأخرى عبر صفقات بيع وشراء متبادلة، وهو ما نمت معه مراكز وشركات ومناطق السيارات المستعملة بنسبة 1.1% تقريباً منذ 2019 وهو العام الذي شهد حركة بيع رائجة قوامها أكثر من 2 مليون سيارة مستعملة مقابل نسبة انخفاض في حركة بيع السيارات الجديدة؛ لذا أصبحت أماكن تجميع السيارات والمكونات والمحركات، ملاذات مناسبة للتدوير ومصادر واعدة لعمليات وأنشطة تجارية لتحقيق الربح والتوفير ضمن صور وأنماط مختلفة ومتنوعة.

تجزئة للفرز والتدوير
وفي ظل أزمات المستهلك البريطاني الحالية، والتي قد تضطره في كثير من الأحيان، إلى إهمال سيارته المعطلة أو القديمة وتركها بالكلية تجنباً لدفع الكثير من النفقات على إصلاحها، تظهر أهمية ما تقوم به مراكز وشركات التدوير، والتي تمتلك في الغالب الأعم رصيداً هائلاً من السيارات القديمة القابلة للتجزئة والفرز بغرض إعادة بيع القطع الصالحة والسليمة للمستهلك، بأسعار زهيدة مقارنة بأسعار القطع ذاتها لو كانت جديدة أو حتى متوفرة، وفي الواقع فإن مثل هذه النوعية من المراكز أو الشركات أو مناطق الفرز والتفكيك، تقدم خدمات متكاملة أخرى بخلاف استبدال قطع الغيار؛ فمن خلالها تتم عمليات شراء للسيارات القديمة وعمليات استبدال أيضاً، هذا إلى جانب ما تقوم به من عمليات إنقاذ على مدار الساعة للكثير من السيارات والمركبات المعطلة فوق الطرقات العامة، وهو ما يساهم بدوره في تيسير الحركة اللوجيستية والحفاظ على البنية التحتية للشوارع والمدن، ومن بين أهم الأدوار التي تقوم بها هذه المناطق، مساندة الاقتصاد الوطني من خلال ترشيد الموارد؛ فعلى سبيل المثال، تقوم شركة ASM Auto Recycling بإحياء وإنقاذ ما يزيد على 30000 مركبة وسيارة منتهية الصلاحية سنوياً عبر مساحة شاسعة تشمل لندن وباكينجهامشير وبدفوردشير وهيرتفوردشاير وبيركشاير وأوكسفوردشاير، كما أنها تمتلك القدرة على توفير عدد لا متناهي من قطع غيار السيارات المستعملة للمستهلكين داخل المملكة المتحدة وخارجها، هذا إلى جانب شركات أخرى مماثلة، وهو ما يعني أن مناطق ومراكز تخريد وتدوير السيارات المسستعملة في بريطانيا تشكل اقتصاداً قائماً بذاته يخدم البائع والمشتري على السواء.

ضمانة تأمينية
وإلى جانب ما تقدمه أسواق ومراكز تخريد وتدوير السيارات المستعملة في بريطانيا للمستهلك العادي من خدمات الدعم والإنقاذ المباشرة، فإنها من جهة أخرى تقدم أوجهاً غير مباشرة من الخدمات التي تصب عاجلاً أو آجلاً في مصلحته ومصلحة المجتمع ككل؛ فعلى سبيل المثال تساعد هذه المراكز شركات التأمين على السيارات على الوفاء بالتزاماتها تجاه العملاء حيث تقوم بتوفير قطع الغيار اللازمة للإصلاح وإعادة التشغيل بعد التعرض للأعطال والحوادث وما أشبه، ومن خلال العقود المبرمة بين الطرفين، تتولى مراكز التدوير بالنيابة عن شركات التأمين المهمات الخاصة بنقل وإصلاح واستبدال السيارات وفق المنصوص عليه في عقود العملاء فمن خلال منظومات نقل عملاقة بطول المملكة المتحدة وعرضها، يتم توفير الكثير من الوقت والجهد والمال على جميع الأطراف، إلى جانب توفير عنصر الخبرة في تقييم المخاطر وطرق الإصلاح أو التسويق للبيع بغرض التجديد والترقية لطرازات أكثر حداثة من السيارات، وهذه الموثوقية في التعاطي تعمل على دعم المنتج المحلي من السيارات وعلى تعزيز ثقة العملاء في شركات التأمين والتي باتت تستند بدورها على ركيزة متينة من ركائز الدعم الفني واللوجيستي التي توفرها مراكز الإصلاح والتدوير.

حماية بيئية
ولا تقتصر منافع نقاط تدوير وتفكيك وتخريد السيارات المستعملة على ما سبقت الإشارة إليه فقط، وإنما تتعدى هذه المنافع إلى واحدة من أخطر المهام على الإطلاق، ألا وهي الإسهام في حماية البيئة وتقليل الانبعاثات الضارة والقاتلة؛ حيث تمتلك مراكز وشركات التدوير داخل المملكة المتحدة، أحدث تقنيات التعامل مع السيارات منتهية الصلاحية وغيرها من أنواع المركبات المتضررة الأخرى، وهي التقنيات التي تؤمِن استردادً آمناً مستداماً وصديقاً للبيئة لتلك السيارات والمركبات، وفي الأساس تمتلك الحكومات البريطانية المتعاقبة منذ 2015 خططاً واعدة لتخريد السيارات بهدف دعم المنظومة الاقتصادية والمالية وتجنب الإضرار بالمناخ، والعمل على مواجهة عوامل التراجع والركود في سوق السيارات الجديدة والمستحدثة؛ فبعد إعلان الوكالة الأمريكية لحماية البيئة United States Environmental Protection Agency عن وجود ملوثات للهواء ناتجة عن عوادم سيارات(فولكس فاجن)و(أودي) المنتجة في الفترة من 2009 وحتى 2015، صدرت توصيات البرلمان البريطاني بتخريد سيارات الديزل وعدم بيعها هي والسيارات التي تعمل بالبنزين في خطة تمتد من 2020 وحتى 2035، وهي الخطة التي تواجه تحديات حالية بسبب ارتفاع أثمان السيارات الكهربائية وغلو كلفة شحنها، ولكن على كل حال، تلعب مراكز التدوير والتخريد دوراً إيجابياً ما في هذا الإطار، لكنه دور يحتاج إلى تعزيز حكومي لهذه المراكز للاستفادة أكثر بخبراتها المتراكمة في التخريد وإيجاد البدائل والحلول المناسبة، ولنا أن نتخيل أن تلك المراكز تقوم سنوياً بمعالجة ما يزيد على مليونى سيارة ومركبة لإزالة التلوث والسموم المخزنة بداخلها من زيوت ووقود وسوائل ضارة بالإنسان والبيئة.

نصائح ثمينة
ومن خلال الأساليب التنافسية المتبعة من قبل مراكز التخريد والتدوير في بريطانيا، والهادفة إلى استقطاب العملاء والزوار، يمكن لجماهير المهتمين بأنشطة تلك المراكز، الحصول على مجموعة نصائح ثمينة فيما يخص الإجراءات المناسبة الواجب اتخاذها بشأن سياراتهم؛ ومن هذه النصائح ضرورة قيام العملاء بفهم الصورة الكاملة لمراحل وإجراءات التدوير، وعدم الاكتفاء بالحصول على عرض أسعار من جهة واحدة، وإنما يتعين على الراغبين في مقابل مالي مناسب الحصول على عروض أسعار من مراكز تدوير مختلفة قبل اتخاذ أي قرار بالتدوير، وفيما يتعلق بالتوقيت المناسب لاتخاذ مثل هذا القرار، يوضح الفنيون بأنه إذا فشلت السيارة في اختبار معايير السلامة على الطرقات( MOT ) وباتت تصدر أبخرة وعوادم ثاني أكسيد الكربون بشكل مبالغ فيه، فإن ذلك هو الوقت المناسب لاتخاذ قرار تدويرها، أما فيما يتعلق بالأسعار التي يجب أن يحصل عليها كل عميل يريد تخريد سيارته، فهي تتراوح ما بين ال 250 إلى 300 جنيه استرليني، غير أن الفنيين يحذرون هنا من إزالة أية أجزاء مهما كانت صغيرة من السيارة المراد تدويرها وتخريدها؛ لأنه كلما كانت الأجزاء الرئيسية موجودة، كان ذلك سبباً من أسباب الحصول على ثمن مميز، وذلك لأن احتفاظ السيارة بمكوناتها الأساسية يوفر على شركات التدوير كلفة الكثير من المواد والمعادن اللازمة لإنشاء قطع الغيار، ووفق السياق ذاته، يؤكد فنيو التدوير للعملاء أن هناك الكثير من الأجزاء التي يمكن جني المال من وراء تدويرها، منها مثلاً زيوت المحركات المستخدمة، وفلاتر الزيت، والمحركات، والبطاريات، والإطارات، والزجاج الحاجب للرياح، والمولدات، والمكونات البلاستيكية والمعدنية، وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض الشركات، تمتلك قوائم مزدحمة بالقطع والمكونات القابلة للتدوير، والتي تصل في بعض الأحيان لأكثر من 250 ألف مكون معاد تدويره وصالح لإعادة التوظيف مجدداً.

طريق الوصول
ولمن يفتش عن طريق يصل من خلاله إلى تحقيق الاستفادة من مميزات الأماكن والمقرات المعنية بالمعالجات الشاملة للسيارات إصلاحاً وتجديداً وتدويراً، أو بيعاً وشراءً واستبدالاً في بريطانيا، نقول له ما عليك سوى تحديد الإجراء المراد تنفيذه بخصوص سيارتك، وساعتها يمكنك البحث في نطاق منطقتك عن أقرب وأنسب المراكز، وفي هذا السياق يساعدك الموقع الرسمي لخدمات المعلومات الحكومية البريطانية (www.gov.uk) من خلال التبويب الفرعي (Driving and transport) في العثور السهل على العديد منها، إلى جانب الكثير من المعلومات التفصيلية الأخرى عن كافة الإجراءات المتعلقة بنوعية الخدمات المقدمة وطرق الحصول عليها، ابتداءً بالنقل والإنقاذ ومروراً بالفحص والتدقيق الفني والتفكيك والتخريد والتدوير، وانتهاءً بالبيع والشراء والاستبدال، وبخلاف ذلك توجد طرق كثيرة لتلبية متطلبات عملاء السيارات؛ حيث تعد المملكة المتحدة من أكثر الدول تيسيراً لإجراءات الحصول على خدمات الشراء والاستبدال والتدوير عبر الفضاء الإلكتروني؛ فبإمكان العميل عبر محركات البحث وتطبيقات الموبايل العثور الفوري على مصادر الخدمات المختلفة للسيارات القديمة والحديثة والمستعملة، كما يمكنه من خلال مواقع ما يعرف بــــــ(مزادات إنقاذ السيارات) التواصل المباشر مع مراكز التدوير للحصول على خدمات نوعية وفق حاجته ومتطلباته، وفي كل الأحوال، تبقى أسواق ومراكز تدوير السيارات مليئة بالكثير من الأسرار والمفاجآت السارة التي تتطلب المزيد من شغف البحث والزيارة وتحصيل الخبرات، وخاصة من قبل الجماهير ومحترفي الصيانة؛ إذ سيجدون فيها ضالتهم المنشودة وربحهم المضمون.

توصية ختامية
في ظل الدور الحيوي والاقتصادي والتجاري إلى جانب الدور البيئي الذي تقوم به مراكز تدوير السيارات وقطع غيارها المختلفة في المملكة المتحدة، والي تساهم يتوجب على الحكومة البريطانية تقديم تعزيزات لازمة وضرورية لتلك المراكز؛ أولاً من حيث تجديد بنيتها التحتية وتأمين مواقعها من حيث السلامة من الأضرار الناجمة عن التدوير، وثانياً من حيث توفير الدورات التأهيلية اللازمة لرفع جودة الممارسة المهنية لعناصرها الفنية والعاملة، وثالثاً من حيث وضع استراتيجيات جديدة لتوعية المواطن البريطاني بجدوى اللجوء لمراكز التخريد والتدوير الآمن، إلى غير ذلك من إجراءات تساعد على تعظيم استفادة الاقتصاد الوطني من هذه المنظومة الخدمية الواعدة التي يمكنها الإسهام بفاعلية في تحريك الاستثمارات الراكدة ومحاربة البطالة ورفع كفاءة التنافسية لقطاع السيارات بأكمله، وتكفي الإشارة هنا إلى أن أنشطة التخريد توفر للاقتصاد المحلي سنوياً ما لا يقل عن 2.5 مليار جنيه استرليني، وخلال 2020 استطاع قطاع التخريد توفير خامات قابلة للتدوير عبر معالجة أكثر من 1.7 مليون سيارة، ناهيك عن تحسين البيئة وتوفير مئات الآلاف من الوظائف ودغم الاقتصاد المستدام.

إترك تعليقك

إترك تعليقك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

X