بعد رحلة غير ثابتة ومتخبطة مع المدرب الإيطالي فونسيكا، أعلن نادي الميلان اليوم عن تعيين البرتغالي سيرجو كونسيساو كمدرباً للفريق الأول قبل بداية السوق الشتوي في يناير القادم، بخطوة تهدف إلى إعادة الفريق إلى منصات التتويج محلياً وأوروبياً، وأتى هذا القرار المفصلي بعد فترة ليست بقصير من عدم الثبات تحت قيادة مدربين سابقين كان آخرهم المدرب فونسيكا، ويعكس هذا القرار رغبة الإدراة في تطوير شكل ونهج الفريق واستقدام مدرب يتمتع بفكر هجومي وقدرة على بناء فريق قوي ومتوازن من كل النواحي الفنية والتكتيكية والذهنية وغيرها من الجوانب، ومع ذلك، مع قرار الميلان بأخذ هذه الفرصة يثير هذا القرار الكثير من النقاشات حول إذا ما كان يستطيع المدرب البرتغالي (كونسيساو ) قيادة دفة الفريق إلى بر الأمان.
كونسيساو ليس بعيداً عن الضغوطات الكبيرة، قدم البرتغالي نسخة مميزة جداً من فريق بورتو لعدة مواسم وحقق مع فريق التنانين نجاحات ملموسة، وكان من تلك النجاحات الفوز بالدوري البرتغالي والفوز بكأس البرتغال أيضاً، كم أنه أظهر قدرة كبيرة على تقديم أداء مميز في دوري أبطال أوروبا، وتمكن التنانين تحت قيادته من الفوز على فرق كبيرة مثل يوفنتوس، تشيلسي، وغيرها في مراحل صعبة من البطولة، مثل دور خروج المغلوب.
اقرأ أيضاً: هل يتمكن ريال مدريد من التوقيع مع فيرجل فان دايك!
كونسيساو مشهور بفلسفته الهجومية التي تعتمد على توزيع اللعب، الاستحواذ، والضغط العالي أيضاً، وهو الأسلوب الذي ينسجم جداً مع ما يتمناه جماهير الميلان حول العالم، الأسلوب المنتج الذي غاب عن فريقهم لسنوات طويلة، واعتادت تلك الجماهير على فريقها أن يقدم كرة قدم ممتعة وقد يكون هذا النهج مناسباً، لفريق ميلان الحالي، الذي يمتلك عناصر هجومية مميزة وشابة أبرزهم صامويل شاكويزي، رافائيل لياو، كريستيان بوليزيتش وغيرهم من الشبان المميزين، ومن أبرز مميزات البرتغالي كونسيساو أنه قدرته على تطوير المواهب الشابة وصقلها في بورتو، كما أنه ساهم في تطوير العديد من اللاعبين الذي أبرزهم أصبح مميزاً على المستوى الأوروبي واخرهم لويس دياز لاعب ليفربول حالياً، ناهيك عن شخصية كونسيساو القوية والصارمة وقدرته الكبيرة على ضبط غرفة الملابس وخلق حالة متجانسة وهذا الجانب قد يساعد فريق الميلان الذي يعاني من مشاكل كبيرة في هذا الجانب الحساس.
اقرأ أيضاً: برشلونة والفوز على بايرن: السر خلف نهضة فليك التكتيكية!
لكن، على الناحية الأخرى، يمتلك كونسيساو نقاط ضعف حاله حال أي مدرب آخر في عالم كرة القدم، ولكن نقاط ضعف كونسيساو هنا يجب تخصيصها بحالات ضعفه “كمدرب جديد للميلان” وليس كحالات ضعف به كمدرب من المنظور العام، فرغم نجاحاته في البرتغال وأوروبا، يفتقر البرتغالي إلى خبرة تدريب الفرق الكبرى أو إدارة فريق في الدوريات الخمس الكبرى، حيث أن الكالتشيو يتميز بتعقيداته التكتيكية وتنافسه الحاد، وهذا الأمر سيشكل تحدي كبير لمدرب جديد على الدوري الإيطالي.
إضافة لذلك، إي سي ميلان فريق بجماهيرية ضخمة حول العالم ليس فقط في إيطاليا، هذا الأمر يشكل ضغطاً كبيراً وهائلاً على أي مدرب يتولى قيادة الميلان بمرحلة جديدة، خصوصاً إذا ما تأخرت النتائج الجيدة.
الدوري الإيطالي يضم فرقاً قوية مثل نابولي، يوفنتوس، إنتر ميلان، بالإضافة إلى المنافسات الأوروبية التي تتطلب إعداداً جيداً وتركيزاً عالياً بدون شك، نجاح كونسيساو مع الميلان يعتمد على مدى قدرة البرتغالي على التكيف مع المستوى العالي من المنافسة.
تعيينه من قبل إدارة الميلان خطوة بحد ذاتها جريئة تحمل الكثير من التحديات، ولتثبت الإدارة نجاحها بهذه الخطوة عليها أن تثبت ذلك بنجاح المدرب مع الفريق، وأن يدخل الميلان بحالة استقرار جيدة من كل النواحي.