بدأ إنتر ميلان الإيطالي موسمه الأوروبي بهدف واحد، وهو تحقيق الثلاثية الأوروبية لأول مرة منذ عام 2010 عندما نجح البرتغالي جوزيه مورينيو بتحقيقها مع أفاعي ميلانو. لكن ما الذي حدث على طول الطريق وجعله يتخلى، مجبراً، عن هذا الهدف؟
بعد إقصاء برشلونة من نصف النهائي والمباراة الدرامية بـ 15 هدف ذهاباً وإياباً، توقع الجميع أن يظهر إنتر ميلان بشكل مغاير كلياً للشكل الذي ظهر عليه في النهائي يوم السبت الماضي.
لكن ما حدث كان عكس ذلك، باريس سان جيرمان ظهر وكأنه يلعب لوحده النهائي في ميونخ، كانت المباراة من طرف واحد، وتلقى النيراتزوري هزيمة قاسية بخماسية مقابل لاشيء نادراً ما نراها في نهائيات دوري أبطال أوروبا. فما الذي حدث مع الإنتر ومن يتحمل نتيجة هذا السقوط المدوي بأقل من أسبوع فقط، فقبل خسارتهم للقب الدوري لصالح نابولي، كانوا قد ودعوا منافسات كأس إيطاليا أيضاً، ليتحول “الحلم إلى كابوس” وينتهي الموسم بدون أي لقب.
حلم إنتر ميلان والثلاث أصابع من إنزاغي: كيف تبخر!
كانت كل المؤشرات تُشير إلى موسمٍ خيالي لنادي إنتر ميلانو. تصدُّرٌ للدوري الإيطالي، تأهلٌ لنصف نهائي الكأس، ووصولٌ متألقٌ إلى الأدوار الحاسمة في بطولة أوروبا الأغلى. ذلك المشهد الذي رفع فيه سيموني إنزاغي ثلاثة أصابع كإعلانٍ صامت عن طموحه في تحقيق المستحيل.
لكن رياح الكرة المستديرة تأتي بما لا تشتهي السفن.
بدأت الكارثة بسقوط مدوٍّ أمام غريم المدينة ميلان بثلاثية موجعة في الكأس. ثم جاءت الضربات المتتالية في الدوري، هزيمة قاسية أمام بولونيا، ثم سقوط آخر أمام روما، وكأنما القدر ينتزع البطولة من بين أنياب الإنتر قطعةً قطعة.
اقرأ أيضاً: إنتر ميلان وبرشلونة: كيف تمكن إنزاغي من إنهاء حلم الإسبان!
حتى عندما تعثّر نابولي، لم يعد لدى إنتر ذلك الزخم الذي يدفعهم للأمام. فرص ذهبية تبخرت واحدة تلو الأخرى، بينما احتضن منافسوهم لقب الدوري ببرود. أما الرهان الأخير في ميونخ، فكان أشبه بكارثة تكتيكية فريق بلا روح، أداء مشتت، وكأن أسس اللعبة قد نسيت فجأة.
ثلاثون يوماً فقط فصلت بين حلم الثلاثية وكابوس العودة بخفي حنين. موسم بدأ كأسطورة وانتهى كتحذير.
هل أثر سباق الدوري المرهق على لاعبي إنزاغي!
قبل مباراة النهائي بأقل من أسبوع، خاض إنتر ميلان مباراةٍ مصيرية في سباق الدوري الإيطالي، وعلى الرغم من انتصاره فيها، إلا أن فوز منافسه المباشر “نابولي” على كالياري في ملعب دييغو مارادونا أهدت اللقب لأبناء الجنوب وكانت كفيلة بحسم اللقب لأنطونيو كونتي وفريقه بفارق نقطة واحدة فقط، ولم يتبقى لفريق إنزاغي إلا تلك المباراة النهائية في ميونخ التي أسدل الستار عنها بكابوسٍ لن يمحى من ذاكرة مشجعي النيراتزوري لسنوات، وينتهي حلم الثلاثية إلى صدمة قاسية.
منافسة نابولي على لقب الدوري للجولة الأخيرة ساهم بطريقة أو بأخرى بأن يتوّج باريس سان جيرمان بلقب دوري أبطال أوروبا، فوصول الإنتر إلى النهائي كان كفيلاً بأن تميل الكفة للويس إنريكي وفريقه بشكل كبير، بغض النظر عن تفوقهم الفني والتكتيكي الذي ظهر بشكل واضح.
اقرأ أيضاً: برشلونة يستهدف أفضل حراس المرمى في أوروربا: هل تتم الصفقة؟