تخيل لو أن منزلك يحتوي على أبراج مراقبة، أو قاعة رقص، أو متاهة في حديقته الخارجية.. لا تستغرب، إذ لا يزال هناك أشخاص قليلون حول العالم – وفي بريطانيا تحديداً – ممن يعيشون في منازل كهذه.
وبينما قد يعتبر غالبية الناس أن العيش في منزل أو قصر كهذا هو شيء أشبه بقصص الخيال والروايات، إلّا أن الحفاظ على هذه المنازل في الحقيقة، هو أمر مكلف جداً، قد يدفع ملّاك هذه القصور إلى بيعها في غالب الأحيان.
ومنذ أواخر القرن الـ19، بدأت عمليات تهديم وبيع العديد من هذه القصور، بعد ارتفاع الأسعار وصعوبة الحفاظ عليها، حتى أنه في خمسينيات القرن الماضي، ازدادت عمليات هدمها والتخلص منها، كوسيلة أسهل من ترميم ما كان قد أتلفه الحرب.
ولكن، كان هناك عدة عائلات تمسكت بقصورها ومنازلها الضخمة، حتى توارثتها الأجيال ووجد جيل اليوم نفسه متمسكاً بها كمنزله الأساسي، رغم كبرها وصعوبة ترتيبها والحفاظ عليها.
وتشرح ثلاث عائلات تمتلك قصوراً ضخمة و لديها مسؤوليات غير عادية في الحفاظ على منازلها – للتعرف أكثر على طرق الحفاظ على منازلهم الفخمة مع أسلوب حياتهم.
عائلة ثريبلاند من قلعة فينغاسك
تعيش هيلين مع زوجها أندرو ثريبلاند، وأطفالهم الثلاثة المراهقين في قلعة تعود إلى القرن الـ16 في اسكتلندا. وقد عاشت عائلة ثريبلاند في القلعة على مدى 400 عام.
وتتضمن القلعة التي بنيت في العام 1594، 33 غرفة، وتمتد على مساحة 100 فدّان. وتشرح العائلة أنها تعتمد على دخل تنتجه الحفلات المقامة على العقار من أجل الحفاظ عليها وترميمها، إذ تنظم العديد من الحفلات الموسيقية والأعراس والتجمعات على أرض القلعة.
كما قامت العائلة في العام 2003، بتكليف رسامين روسيين لتصميم جدارية كبيرة على طول مدخل القلعة الرئيسي، يمكن لزوّار القلعة الدفع مقابل رسم وجوههم وظهورهم على الجدارية الكبيرة، ما يساهم في دخل المنزل أيضاً.
عائلة فولفورد في منزل فولفورد العظيم
عاش أسلاف فرانسيس فولفورد في منزل فولفورد العظيم منذ أكثر من 800 عام. وقد بني المنزل في العام 1530 على مساحة 3000 فدّان. ويشرح فولفورد أنه لا يمكن عد غرف المنزل العملاق، إذ أن مساحاته كبيرة جداً، وعمليات الترميم التي أقيمت به قد غيّرت هيكله الأصلي.
ويقول فولفورد إنه هناك طريقتين لإدارة منزل ريفي، “إما من خلال العمل بجد، أو من خلال اتباع استراتيجية أخرى تتمحور حول عمليات تشغيل بسيطة بتكاليف أقل.”
كما لا يوظف فولفورد أي عاملين دائمين داخل عقاره، مؤكداً: “الموظفون يأكلون المال. إذا كنت بحاجة إلى طباخين أو عمال نظافة، فأستأجرهم. أنا لا أمانع الجلوس على جزاز العشب الخاص بي، والعمل في الحديقة، على العكس تماماً، أجده أشبه بعلاج نفسي مريح.”
بالإضافة إلى ذلك، لا يمانع فولفورد مشاركة منزله مع الغرباء، إذ يعتقد أن المنازل الكبيرة ثل منزله، لم تخلق لتكون منازل خاصة. وإنما بنيت من أجل ترفيه الآخرين.
وقد طبّق فولفورد هذه القاعدة في منزله، إذ قام في العام 2003، بالمشاركة في برنامج بريطاني واقعي عن حياته وحياة عائلته في القصر، مقابل مبلغ مالي كبير.
عائلة كونليف ليستر في قصر بورتن آغنس
في العام 1989، وعندما كان في الـ11 من عمره، ورث سايمون كونليف ليستر قصر بورتن آغنس، من أحد أقاربه المتوفين دون وريث مباشر. ورغم أن المنزل بني في القرن الـ17، إلّا أن أسلاف كونليف ليستر عاشوا على هذه الأرض منذ القرن الـ12. ويحوي القصر اليوم على حوالي 40 غرفة نوم، ويمتد على مساحة 5 آلاف فدّان.
ويقول كونليف ليستر إن إدارة المنزل والحفاظ عليه هو أمر مكلف جداً، إذ قد تصل التكاليف إلى حوالي 345 ألف دولار سنوياً. ولذا يقيم كونليف ليستر العديد من الحفلات الموسيقية – كونه عازف ساكسوفون ومحب لموسيقى الجاز – كما يستخدم حديقة القصر أيضاً، كمساحة لإقامة الحفلات والاجتماعات والأعراس.
وقد افتتح كونليف ليستر أيضاً مقهى صغير على أرض القصر، يزرع محاصيله على أرض القصر، بالإضافة إلى تنظيم متاهة ترفيهية في الحديقة، تستقبل الزوّار والمتنزهين من حول العالم.