حين تمتلك الكثير من المال، فإن الإنفاق يصبح هواية. وهذا هو بالضبط حال زوجات الأثرياء العرب اللواتي يعشقن التبضع والسفر وشراء كل ما هو لامع.
القصور والسيارات الفخمة بطبيعة الحال من المسلمات؛ لذلك لن نذكرها ضمن لائحتنا، خصوصاً أن هذه الأمور ترتبط بالزوج أكثر مما ترتبط بالزوجة.
جميع زوجات الأثرياء العرب ينفقن الأموال بشكل هستيري داخل بلادهن وخارجها، لكن لسبب أو لآخر، غالباً ما نجد الإعلام يركز على المرأة الخليجية، رغم أن اللبنانيات والأردنيات والمغربيات والجزائريات والسوريات وجميع الجنسيات العربية يبذرن الأموال يميناً ويساراً، وإنما بعيداً عن عدسات الكاميرات التي تتصيد الخليجيات فقط.
التبضع بملايين الدولارات
التبضع في أشهر وأفخر المتاجر حول العالم هواية الزوجات الثريات الأولى، لندن هي وجهة الخليجيات المفضلة، خصوصاً متجر هارودز الذي هو الخيار الأول، ثم متجر سيلفردج العريق، وطبعاً زيارة لمتاجر أشهر المصممين للملابس أو المجوهرات أو الأحذية لن تضر بأحد، في العام ٢٠١٤، قدرت قيمة ما تم إنفاقه من قبل المتسوقين العرب في يوم واحد في لندن بـ5 ملايين دولار.
لندن تعتبر أيضاً وجهة الزوجات المصريات الثريات اللواتي حللن في المرتبة الثانية بعد الخليجيات، اللبنانيات ونساء المغرب العربي يفضلن باريس بشكل عام، خصوصاً أنها عاصمة الموضة في العالم، جنيف بدأت تدخل ضمن لائحة الدول المفضلة مؤخراً، بسبب القوانين التي فرضتها فرنسا على ارتداء النقاب.
الإكسسوارات والمكياج
الخليجيات بشكل عام ينفقن ما معدله ٤٨٠ مليون دولار سنوياً على المكياج. والأمر نفسه ينطبق على الثريات اللواتي يفضلن أفضل وأغلى الماركات العالمية. وبحكم أن غالبية النساء الخليجيات يرتدين العباءة، فإن الأموال يتم إنفاقها على الإكسسوارات؛ إذ ارتفعت مبيعات الإكسسوارات بنسبة ٧٤٪ مؤخراً والمجوهرات، والساعات بنسبة ٦٥٪ في الأسواق السعودية والإماراتية، أما في باقي الدول العربية، فإن حجم الإنفاق على التبرج والتزين لا يختلف كثيراً.
في العام ٢٠١٤ ذكرت إحدى الصحف أن ثرية عربية أنفقت 33 ألف دولار لشراء مرصعة بالألماس، ومبلغاً مضاعفاً لشراء ما يتناسب معها من إكسسوارات إضافية، الأحذية وحقائب اليد تحتل حيزاً كبيراً في حياة الثريات، لكن الخيارات تتجه عادة إلى النسخات المحدودة، ورغم أن أسعار هذه الإصدرات المحدودة لا يتجاوز خمسة آلاف دولار أحياناً، لكن عدم قدرة هؤلاء النسوة على حسم قرارهن حول اللون يجعلهن يقدمن على شراء الحقيبة نفسها بألوان متعددة، ما يعني فاتورة خيالية.
كل ما هو مرصع بالألماس والأحجار الكريمة
من المعروف بأنهن يعشقن الألماس، فيتم اعتمادها كجزء من الإكسسوارات اليومية وغير اليومية. لكنهن أيضاً يعشقن إدخال الألماس إلى أمور أخرى كالعباءات، أو الأحذية، وطبعاً الهواتف وأغطيتها، كل تفصيل خاص بهن، يجب أن يكون مميزاً من علاقة المفاتيح، وحتى أصغر تفصيل في حقيبتهن، من المرجح جداً أن تجد إحدى زوجات الأثرياء تحمل حقيبة باهظة الثمن، يقدر ثمنها بآلاف الدولارات، وفي داخلها ما يفوقها ثمناً كسماعة هاتف مصنوعة من الذهب ومرصعة بالألماس أو طلاء للأظفار يحتوي على الألماس، والذي يقدر سعره بـ٢٥٠ ألف دولار للعبوة الواحدة.
الحلويات «المرصعة» بالألماس خيار مفضل للثريات العربيات، ولعل العائلة الإماراتية التي قدمت كعكة مرصعة بالألماس لابنتها خير مثال على ذلك. لكن تلك الألماسات كانت حقيقة وغير قابلة للأكل، لكن بعض المتاجر تقدم ألماساً يمكن تناوله، وهناك ستجد الثريات العربيات يشبعن رغبتهن في تناول الحلويات.
عمليات التجميل والعناية بالبشرة
تحتل عمليات التجميل حيزاً كبيراً من حياة المرأة العربية بشكل عام.. والأمر نفسه ينطبق على الزوجات الثريات. لكن خلافاً للمرأة العادية فإن الثريات يلجأن إلى ما هو مختلف.. فإما يخضعن لعمليات التجميل في الخارج أو يعتمدن الأطباء الأكثر شهرة في عالمنا العربي.
وبما أن كل شيء يتحول إلى تجارة، طالما الطلب مرتفع، فإن الأطباء وجدوا طريقة إضافية لجعل الثريات يدفعن المزيد من المال. فتم إنشاء أقسام خاصة في المستشفيات تشبه غرف الفنادق الفاخرة، وهي مخصصة حصرياً للتعافي من عمليات التجميل.
الإنفاق على العناية بالبشرة سواء لناحية العلاجات الجراحية أو غير الجراحية مهول جداً، فمثلاً علاج البشرة بالخلايا الجذعية منتشر بين المشاهير وهو يشهد إقبالاً من قبل الثريات العرب.. ورغم أن الفكرة مرعبة بحد ذاتها؛ لأنها عادة تستخدم مشيمة الماعز في خلطة الماسك، إلا أن ٧٠٠ دولار مقابل جلسة واحدة مقبول تماماً بالنسبة إليهن، أدوية أخرى للعناية بالبشرة مخصصة للأثرياء تحتوي على الألماس أو الذهب بأسعار خيالية قياساً إلى حجمها، وتأثيرها الذي لا يختلف عن تأثير الكريمات الأخرى.
السياحة والفنادق الفخمة
للأثرياء بشكل عام عدد من الدول التي يفضلون السفر إليها بغرض السياحة، لكن وكما هو معروف، فإن الزوجات الثريات نادراً ما يكترثن للسياحة، فالهدف يكون دائماً اختيار دولة تمكن العائلة من الاستمتاع بوقتها والزوجة من التسوق، أسرار العائلات العربية السرية كما يرويها عدد من السائقين الذين يعملون لديهم يمكن اختصارها بثلاثة أمور؛ فنادق فخمة، التسوق للزوجة، والسيارات للأزواج.
الزوجات الثريات يخترن دائماً الفنادق الفاخرة، ونادراً ما يقمن بجولات سياحية تقليدية، فالمعالم الأثرية لا تعنيهن بقدر ما يكترثن التسوق.