يعد رمضان هذا العام مختلفاً عن كل الأعوام في كل أنحاء العالم بسبب حالات الإغلاق والحجر المفروضة جراء انتشار فيروس كورونا.
وفي بريطانيا تحديداً سيعيش المسلمون الشهر بشكل مختلف عن السابق، فقد أشارت طبيبة الأطفال كيران رحيم التي تعمل في مستشفى جامعة هومرتون شمال شرق لندن إلى أنها ستقضي وقتاً طويلاً في قسم العناية المركزة لعلاج مرضى فيروس كورونا بعد أن كانت تقضي وقت الإفطار برفقة عائلتها أو صديقاتها.
ولفتت إلى أنه بسبب أزمة كورونا سترجع منهكة للمنزل للقاء زوجها وطفليها، موضحة أن الكثير من الأطباء المسلمين مثلها يختارون عدم الصيام خلال العمل بقسم العناية المركزة بسبب صعوبة الأمر في معدات الوقاية الشخصية، حيث يمكن أن تعمل لمدة ساعة أو ساعتين فقط قبل الاضطرار لخلع المعدات وتناول مشروب ما.
وأوضحت رحيمي أن علماء دين أفتوا لمن يعملون في قطاع حيوي في ظروف عمل مكثفة بالامتناع عن الصيام.
وسيفطر العاملين في قطاع الصحة بعيداً عن عائلاتهم بسبب وردياتهم الممتدة لمدة 12 ساعة، فيما تعد فرصة الحصول على إجازة في شهر رمضان غير واردة إطلاقاً.
وتستبعد رحيمي إمكانية الاحتفال أيضاً بعيد الفطر كما العادة، وترى أن الوضع الحالي يساعد في رؤية الأمور من منظور جديد في هذا الشهر الروحاني، حيث تسود في رمضان روح مساعدة المحتاجين.
ونصح المجلس الإسلامي البريطاني الناس البقاء في المنازل مع إغلاق المساجد وتباعد أفراد العائلة وعدم قدرة المسلمين على الإفطار وأداء الصلوات معاً.
ويُذكر أن مسجد الحجة الواقع في حي ستانمور شمال غربي لندن يقدم خدمة لأكثر من 150 عائلة خلال الشهر عبر توصيل متطوعين للوجبات المطهوة في المطاعم والممولة من تبرعات خيرية.
وقد لفت أحد مسؤولي المسجد عاصم محمد إلى أن هناك 200 متطوع وصلوا خلال 48 ساعة، الأمر الذي يعد رائعاً ويخرج أفضل ما في الناس.
وأوضح أن المسجد يقدم خلال الشهر أكثر من 1500 وجبة، فيما يعتمد بعض الناس على وجباتهم فقط خلال هذه الفترة.
ويسعى المنظمون للوصول إلى 200 أسرة كل ليلة في رمضان بعدما سجل 1000 شخص اهتمامهم.
وذكر محمد أن المركز وضع نفسه تحت تصرف بلدية هارو من أجل توزيع الطعام للمحتاجين من التبرعات التي تصل من سكان المنطقة، مؤكداً أن المسجد مستمر في بث الدروس الدينية خلال شهر رمضان عبر الإنترنت.
ومن جهة أخرى قامت جماعة “رابطة شباب الأحمدية” الخيرية بتنظيم دورات رياضية وصلوات وأنشطة اجتماعية عبر الإنترنت خلال شهر رمضان.
وأشار مدير الأعمال الخيرية في الرابطة عبد اللوضي إلى أن الرابطة عادة تنظم تجمعات كبيرة لتناول الطعام في شهر رمضان وتدعو إليها سكان المنطقة من غير المسلمين للتعرف على رمضان والإسلام، لكنها وفي ظل أزمة فيروس كورونا تسعى لإشراك الناس بذلك عبر الإنترنت.
ومن جانبه تحدث الإمام المقيم في لندن صباح أحمد بأن رمضان هذا العام سيكون صعباً، لافتاً إلى أنه سيلجأ لوسائل التواصل الاجتماعي لإعطاء الدروس الدينية.
وقال أحمد أن العزلة خلال هذا الشهر من الممكن أن تمنح الصائمين فرصة للتقرب إلى الله، داعياً الجميع إلى البقاء في المنازل وعدم زيارة العائلات.