أثارت اتهامات متكررة تطلقها سعوديات حول إقدام سائقين معتمدين لدى شركتي “أوبر” و”كريم” للنقل الخاص، بالتحرش بهن ومعاكستهن، حفيظة الكثير من المواطنين؛ ما دفع مثقفين إلى الحض على تقديم شكاوى رسمية للشرطة لفضح المتورطين.
وتنتشر بين الحين والآخر في المملكة العربية السعودية، مقاطع فيديو توثق مثل تلك الحالات، عبر الهواتف الذكية لفتيات ونساء تعرضن بالفعل لمثل تلك المواقف الحرجة. غير أن الكثير من المواطنات يمتنعن عن تقديم شكاوى رسمية بحق المتحرشين، خوفًا من انتشار الإشاعات، ما يتنافى وطبيعة المجتمع السعودي المغرق في محافظته.
الصمت يدفع للتمادي
وحث الكاتب السعودي خالد السليمان، المتضررات من تلك المواقف، على تقديم شكوى للشرطة لأن الصمت، بحسبه، يجعل المتحرشين يستمرون في ممارساتهم. موضحا أن التحرش يبدأ في بعض الحالات، بعد إنجاز (المشوار) حيث تتلقى النساء “رسائل التلميح وجس النبض والغزل”.
وقال السلمان في مقال نشرته صحيفة “عكاظ” السعودية، اليوم الأربعاء، “إن من واجب الشركات المشغلة التدقيق أكثر في أهلية المشتركين في برنامج سيارات الأجرة تحت الطلب وسجلاتهم الأمنية”.
وطالب، “بإيجاد وسائل تقنية لحجب أرقام الركاب عن السائقين وحصر التواصل عبر التطبيق مع الحفاظ على خصوصية أرقام الاتصال، وكذلك مراقبة سلوكياتهم ومنح الركاب قنوات للشكوى تتجاوز المدة الزمنية المحددة لمنح التقييم التقليدي للسائق”.
ويحاول الكاتب، التأكيد أن حالات التحرش لا تشكل ظاهرة، وأن غالبية السائقين في تلك الشركات يبحثون عن لقمة العيش، إلا أن ذلك لا يمنع انتشار حالات معاكسة من قبل سائقين غرضهم الأول “ليس التوصيل بل الوصول!”.
تداعيات الزي التقليدي للسائقين
ورغم وجود عامل الأمان في شركات النقل الخاص في المملكة، وتحقيق مستوى مقبول من الخدمات، إلا أن الكثير من المواطنات السعوديات يرفضن التعامل مع تلك الشركات، في ظل استمرار رفض المجتمع عمومًا للسائقين من المواطنين.
ويرى إعلاميون سعوديون، أن أناقة الكثير من السائقين السعوديين، وارتداءهم للزي التقليدي (الدشداشة البيضاء والشماغ) من الأمور التي قد تثير حرج المواطنات لدى ركوبهن سيارات الأجرة.
وكثيرًا ما تلغي مواطنات طلب سيارة الأجرة، بعد معرفتها أن السائق سعودي، خشية من العيب الاجتماعي.
وبحسب ما يتم تداوله، فإن الكثير من الآباء والأشقاء والأزواج يمنعون نساءهم وبناتهم وشقيقاتهم من الاستفادة من خدمات السائقين السعوديين.
الأناقة المفرطة مرفوضة
وتطالب نساء سعوديات، الشركات التي تعتمد على سائقين سعوديين، بضرورة عدم ارتدائهم لغطاء الرأس، كما يطالبن بعدم ارتدائهم للنظارات الشمسية، وعدم الإفراط في أناقتهم، لأن بعض الشباب، من وجهة نظرهن، “يعملون بدافع إضاعة الوقت وزيادة الدخل لا الحاجة الملحة، لهذا تجد منهم جامعيين على مستوى جيد من لياقة الشكل ولباقة المنطق”.
ووصل الرفض الشعبي للسائقين السعوديين، إلى حد نشر وسومات متكررة في موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، تدعو لمقاطعة شركات النقل الخاص.
توطين شركات النقل الخاص
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، حصرت وزارة النقل السعودية تقديم الخدمة بالمركبات الخاصة (أوبر وكريم) بالسعوديين فقط وليس الأجانب، بهدف دعم توطين الوظائف وسد الفجوة بين العرض والطلب في هذا النشاط، وخاصة فيما يتعلق بتطبيقات المركبات.
و”أوبر” و”كريم” شركتان، من أصل 10 شركات منحتها وزارة النقل في الشهور الأخيرة، رخصًا لمزاولة نشاط النقل وتوجيه المركبات (تطبيقات النقل) بالسوق السعودية.