لماذا ترتفع الأسعار في بريطانيا؟
تابعونا على:

مال وأعمال

لماذا ترتفع الأسعار في بريطانيا؟

نشر

في

2 مشاهدة

لماذا ترتفع الأسعار في بريطانيا؟

مع ارتفاع أسعار السلع والخدمات في المملكة المتحدة، يواجه الاقتصاد تحديات مستمرة تستدعي اهتماماً واسعاً من الجهات الاقتصادية، ففي نوفمبر 2024، سجل معدل التضخم أعلى مستوياته منذ ثمانية أشهر، مما يُبرز أهمية فهم أسباب هذه الظاهرة وتأثيرها على حياة المواطنين اليومية.

يُلقي هذا المقال الضوء على تطورات التضخم وأسعار الفائدة في المملكة المتحدة، مع استعراض السياسات الاقتصادية وتأثيراتها محلياً وعالمياً…

وفي التفاصيل، ارتفع معدل التضخم في المملكة المتحدة بنسبة 2.6% خلال الاثني عشر شهراً المنتهية في نوفمبر 2024، وهو أعلى مستوى منذ ثمانية أشهر، وجاء ذلك بعدما تجاوز التضخم هدف بنك إنجلترا للشهر الثاني على التوالي، إذ يستهدف البنك إبقاء التضخم عند نسبة 2%.

والتضخم يعني زيادة أسعار السلع والخدمات مع مرور الوقت، على سبيل المثال، إذا كان سعر زجاجة الحليب جنيهاً إسترلينياً وارتفع إلى 1.05 جنيهاً بعد عام، فإن معدل التضخم السنوي للحليب هو 5%.

ويُحسب التضخم من خلال مراقبة تغييرات الأسعار خلال الاثني عشر شهراً السابقة، ويُعرف المقياس الأساسي للتضخم بمؤشر أسعار المستهلكين (CPI)، وبلغ مؤشر أسعار المستهلكين في نوفمبر 2.6%، مرتفعاً عن 2.3% في أكتوبر، بسبب ارتفاع أسعار الوقود والملابس.

اقرأ أيضاً: تحذير من تأثيرات التضخم على المتسوقين في المملكة المتحدة قبل عيد الميلاد

وضمن هذا السياق، يتتبع مكتب الإحصاء الوطني (ONS) أسعار مئات السلع اليومية مثل الطعام والوقود، وتُحدث قائمة “سلة السلع” بانتظام لتعكس تغيرات أنماط التسوق، حيث أضيفت منتجات مثل مشغلات الفينيل والمقالي الهوائية في عام 2024، وأزيلت معقمات الأيدي.

ورغم انخفاض التضخم من 11.1% في أكتوبر 2022 – وهو أعلى معدل خلال 40 عاماً – فإن ذلك لا يعني انخفاض الأسعار بل تباطؤ وتيرة زيادتها، إذ ارتفعت معدلات التضخم في 2022 بسبب زيادة الطلب على النفط والغاز بعد جائحة كوفيد-19، وزادت مرة أخرى مع الغزو الروسي لأوكرانيا، كما بقيت الأسعار مرتفعة بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وبعض القطاعات مثل قطاع الخدمات.

وعندما كان التضخم أعلى بكثير من الهدف، رفع بنك إنجلترا سعر الفائدة إلى 5.25% – أعلى مستوى خلال 16 عاماً، وتهدف هذه الزيادة إلى تقليل الإنفاق وتعزيز الادخار، مما يؤدي إلى خفض الطلب على السلع وتباطؤ ارتفاع الأسعار، لكن هذا الإجراء يحمل مخاطرة بتأثير سلبي على الاقتصاد، حيث تواجه الأسر والشركات تكاليف اقتراض أعلى.

اقرأ أيضاً: هل سينجح ستارمر بإقناع الخليج باتفاق تجاري؟

وفي نوفمبر 2024، خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة إلى 4.75% بعد تخفيضها لأول مرة منذ أربع سنوات في أغسطس إلى 5%، ووفقاً للمحافظ أندرو بيلي (Andrew Bailey)، فإن أي تخفيضات إضافية ستكون تدريجية، حيث صرح: «يجب التأكد من بقاء التضخم قريباً من الهدف، لذلك لا يمكننا خفض أسعار الفائدة بسرعة أو بشكل كبير».

فيما أظهرت أحدث البيانات الفصلية الرسمية أن الأجور ارتفعت بنسبة 5.2% بين أغسطس وأكتوبر 2024، وهي زيادة أعلى من المتوقع، مما يعني أن الأجور تنمو أسرع من معدل التضخم.

وفي منطقة اليورو، بلغ معدل التضخم 2% في أكتوبر 2024، بينما خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي إلى 3% في ديسمبر، وفي الولايات المتحدة، ارتفع معدل التضخم إلى 2.7% في نوفمبر، بينما خفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة إلى نطاق يتراوح بين 4.5% و4.75% في نوفمبر.

X