يعتبر الاستثمار في العملات المشفرة مخاطرة خاصة في ظل تقلبات السوق الدائمة مابين ارتفاع وانخفاض، ومايحصل من عمليات اختراق واحتيال، فإذا كنت تريد الاستثمار عليك أن تغامر فقط بما أنت مستعد لخسارته، وأن تمتلك الصبر والخبرة، غير أن الأرباح لن تكون مضمونة وربما تكون على مدى طويل جداً على عكس الاستثمارات التقليدية.
حيث كشفت دراسة أجرتها “ريكاب” الشركة الإنكليزية المتخصصة في برمجيات الضرائب لقطاع الأصول المشفرة للعام 2022، أن كل من لندن ودبي ونيويورك احتلت قائمة “أكثر الدول جاهزية لتداول الأصول المشفرة”.
تصدرت لندن المرتبة الأولى وذلك بعد إعلان رئيس مجلس الوزراء، ريشي سوناك، العام الماضي نيته في أن يجعل بريطانيا مركزاً عالمياً لتقنيات الأصول المشفرة والاستثمار بها.
كما استطاعت لندن أن تجذب أكثر من 800 شركة تعمل في هذا المجال، ويبلغ عدد العاملين فيه 2173 شخصاً، فضلاً عن امتلاك 11% من سكان بريطانيا عملات مشفرة. وتظل لندن المدينة الأكثر استقطاباً للفعاليات والأحداث الخاصة بالعملات المشفرة.
بينما احتلت دبي المرتبة الثانية عالمياً والأولى في المنطقة، حيث تسعى إلى أن تصبح المركز الرائد في مجال العملات المشفرة وتقنية البلوكتشين في الشرق الأوسط، بعد عام من القوانين الجديدة المتعددة لتبادلات العملة المشفرة للعمل في الإمارة، كما وجدت 772 شركة عاملة في الأصول المشفرة فرصاً وافرة من سوق دبي التي تصل نسبة امتلاك الأصول المشفرة فيها إلى 34%، وذلك بفضل التحفيزات المقدمة والمناخ الاستثماري والإعفاء الضريبي.
ضمت الدراسة نحو 200 مدينة هي الأعلى من حيث الكثافة السكانية، ثمانية معايير أساسية في تصنيف مدى جاهزية الدول في تبني العملات المشفرة، وهي: جودة الحياة، وحجم الفعاليات والأحداث، وعدد الشركات التي تم استقطابها، وعدد العاملين في القطاع، ونسبة ملكية الأصول المشفرة ونسبة الإنفاق على البحث والتطوير، وعدد صرافات الكريبتو الآلي وضريبة الأرباح الرأسمالية.
ويأتي هذا التصنيف ليعزز تصنيفات سابقة كانت قد حصدتها دبي من “أف دي أي انتلجينس” و “باترويلير دي ميديا” كأفضل وجهة للاستثمارات في الأصول المشفرة في الشرق الأوسط والعالم.
ما المقصود بالعملة المشفرة ؟
العملة المشفرة عبارة عن نظام دفع رقمي لا يعتمد على البنوك للتحقق من المعاملات، وهو نظام نظير إلى نظير يتيح لأي شخص في أي مكان إرسال واستقبال المدفوعات.
وبدلاً من حمل الأموال وتبادلها في العالم الحقيقي، توجد المدفوعات بالعملة المشفّرة في شكل إدخالات رقمية إلى قاعدة بيانات إلكترونية تصف معاملات محددة.
وعند نقل الأموال بالعملة المشفّرة، يتم تسجيل المعاملات في دفتر حساب عام، وتُخزن العملة المشفرة في محافظ رقمية.
حصلت العملة المشفّرة على اسمها لأنها تستخدم التشفير للتحقق من المعاملات، ويعني ذلك وجود نظام ترميز متطور يشارك في تخزين ونقل بيانات العملة المشفّرة بين المَحافِظ ودفاتر الحساب العامة، ويكمن الهدف من التشفير في توفير الأمن والسلامة.
نصائح للاستثمار في مجال العملات المشفّرة بشكل آمن
بحسب منظمة Consumer Reports، فإن جميع الاستثمارات تنطوي على مخاطر، إذا كنت تخطط للاستثمار في العملات المشفّرة، فإن هذه النصائح قد تساعدك على اتخاذ خيارات مدروسة:
إجراء الأبحاث عن البورصات
قبل أن تستثمر، تعرّف على بورصات العملات المشفرة. ويُقدر وجود أكثر من 500 بورصة يمكنك الاختيار من بينها.
قم بإجراء أبحاثك الخاصة واقرأ التقييمات وتحدّث مع المستثمرين الأكثر خبرة في هذه المسألة.
معرفة كيفية تخزين عملتك الرقمية
إذا اشتريت عملة مشفرة، فيجب عليك تخزينها، ويمكنك الاحتفاظ بها في بورصة أو في محفظة رقمية، وتوجد أنواع عديدة ومختلفة من المَحافِظ، ولكل منها مزاياها ومتطلباتها الفنية وأمانها الخاص.
وكما هو الحال مع البورصات، يجدر بك التحقق من خيارات التخزين المتاحة لك قبل الاستثمار فيها.
تنويع استثماراتك
يُعد التنويع عامل رئيسي في أي استراتيجية استثمارية جيدة، وينطبق هذا الأمر عندما تستثمر في العملات المشفرة أيضاً.
لا تستثمر كل أموالك في بتكوين، على سبيل المثال، لمجرد أنه الاسم الذي تعرفه، من الأفضل توزيع استثماراتك على عدة عملات.
الاستعداد للتقلبات
تُعتبر سوق العملات المشفرة متقلبة، لذا كن مستعداً للارتفاعات والانخفاضات، وستشهد تقلبات خطيرة في الأسعار، وإذا كانت محفظتك الاستثمارية لا تتحمل هذه التقلبات، فقد لا تكون العملات المشفّرة خياراً حكيماً بالنسبة لك.
كيف تعمل العملات المشفرة ؟
تعمل العملات المشفرة على دفتر حساب عام موزع يسمى قاعدة البيانات التسلسلية، وهي عبارة عن سجل لجميع المعاملات التي يتم تحديثها والاحتفاظ بها بواسطة حائزي العملات.
يتم إنشاء وحدات العملة المشفرة من خلال عملية تسمى التعدين، والتي تتضمن استخدام طاقة الكمبيوتر لحل مسائل رياضية معقدة تولد العملات المعدنية، ويستطيع المستخدمون أيضاً شراء العملات من الوسطاء، ثم تخزينها وإنفاقها باستخدام محافظ العملات المشفرة.
على الرغم من وجود البتكوين منذ عام 2009، إلا أن العملات المشفرة وتطبيقات تقنية قاعدة البيانات التسلسلية لا تزال في مرحلة النشوء من حيث الناحية المالية، ومن المتوقع أن تشهد المزيد من الاستخدامات في المستقبل، ويمكن في نهاية المطاف تداول المعاملات بما في ذلك السندات والأسهم والأصول المالية الأخرى باستخدام التقنية.