يكاد أن لايمر جيل من متابعي كرة القدم ولا يسمع هذا الجيل تلك العبارة، المعلق الشهير فارس عوض، نسي هدوءه أمام المايكرفون، نسي مهنته الأصلية وهي التعليق الرياضي، وأنه يجب عليه فقط وصف المشهد، لكن الموصوف كان أكبر وأروع من أن يوصف فقط، سوبر هاتريك “أربعة أهداف” من لويس سواريز في تلك الليلة في مرمى نورتش، كانت كفيلة بأن تترك لنا واحدة من سمفونيات التعليق، تسديدات سواريز من خارج الملعب، لدغته للمرمى برمشة عين، كان يصفها لنا فارس عوض، بأخف طريقةٍ ممكنة على الإطلاق، خفيفة اللفظ، ثقيلة وثابتة الوجود والتأثير في الذاكرة، والسمع، وكل شيء.
لويزيتو مرةً أخرى … لويزيتو في كل مرة … في كل مكان !
لم يكتف فارس عوض عند ذلك الحد من الوصف، فعندما قال جملته الشهيرة “عاد من الإيقاف بشعار لا للإيقاف” كان يقصد أن لويس سواريز كان يخوض مباراته الأولى تلك ضد نوريتش بعد عودته من إيقاف إجباري بعقوبة من رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، فارادت الصدفة أن يجتمع فارس عوض وليفربول بالمباراة التي بعود فيها لويس سواريز من الإيقاف التي غيبه عن الملاعب، سواريز نسخة ليفربول كانت نسخة فتاكة بكل ماتحمله الكلمة من معنى، من الصحيح أن الفريق لم يحقق الكثير من الإنجازات ” ألقاب” مع فترة سورايز إلا أنه كان كافياً للجماهير مجرد مشاهدة اللاعب الأوروغويتاني صاحب الرقم 7 مع المدرب رودجرز.
هدف سواريز الشهير في مرمى نوريتش… من بين أربعة أهداف
من نجم في آياكس إلى أسطورة في برشلونة
الفتى المشاغب الذي كان يغسل زجاج السيارات وهو صغير، قرر أن يترك بلده الأوروغواي وأن يلحق بصديقة عمره “صوفيا” إلى برشلونة، مدينة الأحلام على ساحل الأبيض المتوسط، بهد أن قررت صوفيا أن تنتقل إلى برشلونة رفقة عائلتها، تدور الأيام وينتقل سواريز من ناديه الأم ناسيونال مونتيفيديو إلى غرونيينغن وبعدها إلى أولى محطاته في اوروبا وهو نادي “اياكس أمستردام”، سطع نجمه وخزقت تسديداته فرق الدوري الهولندي ليتشجع ليفربول ويقرر ضمه ليلعب معهم 110 مباريات ويسجل 60 هدف، كما أنه تفوق على كريستيانو رونالدو في عام 2014 في وحقق الحذاء الذهبي الأوروبي ليطون أول لاعب يتمكن من أن يخطفه من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو، في عام 2014 انتقل “المسدس” كما يلقبه الجمبيع إلى برشلونة وحمل معه عقوبة أخرى بالإيقاف لمبارتين بسبب التصرف الذي قام به بحق المدافع الإيطالي جورجيو كيليني في كأس العالم 2014، من أول موسم له مع برشلونة حقق الفريق دوري أبطال أوروبا، وكانت ثلاثة msn ميسي، سواريز، نيمار، هي الثلاثة الهجومية الأفضل في أوروبا بدون منازع، أرقام تهديفية فلكية سجلها الثلاثي، في 28 أكتوبر، سجل سواريز هاتريك تاريخي في مباراة الفوز 5–1 على ريال مدريد في الكلاسيكو.ليصبح سواريز ثاني لاعب من برشلونة (بعد ميسي) يسجل هاتريك في الكلاسيكو في الدوري منذ روماريو في عام 1994، تمكن في النهاية من الفوز بلقب الدوري الإسباني للمرة الرابعة مع برشلونة، ومع ذلك، سجل سواريز هدفًا واحداً فقط في دوري أبطال أوروبا 2018–19، وكان في مباراة الفوز 3–0 على ناديه السابق ليفربول في مباراة الذهاب نصف النهائي، خسر برشلونة مباراة الإياب 0–4 على ملعب أنفيلد ليتم إقصاؤه من المنافسة، ليتحقق حلم اللاعب ويلعب مع النادي الذي حلم دائماً باللعب معه وارتداء قميصه، الفريق الذي زار ملعبه رفقة حبيبته صوفيا عندما كانوا صغاراً، عاد وتزوج صوفيا، وحقق مسيرة تاريخية مع فريق أحلامه ليكون ثالث هدافي النادي تاريخياً بخمس مواسم فقط.
انضم سواريز إلى أتلتيكو مدريد في صيف 2020 قادمًا من برشلونة، ولعب مع الفريق لمدة موسمين (2020-2022)، لعب معهم 83 مباراة في جميع المسابقات، سجل 34 هدفًا مع الفريق، في الدوري الإسباني La Liga خلال موسمين سجل 32 هدفاً وفي دوري أبطال أوروبا سجل هدفين
أبرز إنجازاته كانت تحقيقق الدوري الإسباني موسم 2020-2021 حيث قاد سواريز أتلتيكو مدريد للتتويج بلقب الدوري الإسباني بعد غياب طويل، حيث سجل 21 هدفاً في الدوري خلال الموسم، وكان له دور حاسم في المباريات الأخيرة التي ساهمت في تحقيق اللقب، وسجل سواريز العديد من الأهداف الحاسمة في الأوقات المتأخرة من المباريات، ومنها هدف الفوز في الجولة الأخيرة ضد بلد الوليد الذي منح أتلتيكو اللقب.
لويس سواريز كان عاملاً حاسماً في فوز أتلتيكو مدريد بلقب الدوري الإسباني في موسم 2020-2021، بأهدافه الحاسمة وروحه القتالية، ترك بصمة كبيرة في تاريخ النادي خلال موسميه مع الفريق.