في حادثة مروعة، توفي رجل بريطاني من أصل أفغاني بعد أن هاجم شريكة حياته السابقة وابنتيها بمادة كيمياوية حارقة في لندن.
وعثرت الشرطة على جثته غارقة في نهر تيمز بعد أيام من البحث عنه.
الهجوم الشنيع
وفي مساء الأربعاء 31 يناير 2024، انتظر عبد إيزيدي (35 عاماً) شريكة حياته السابقة البالغة 31 عاماً وطفلتيها البالغتين 6 و8 سنوات أمام مدرستهما في حي كلابام بجنوب لندن.
وعندما رأى سيارتها، اقترب منها ورشّها بمادة “قلوية” شبيهة بالصودا الكاوية أو السوائل المبيّضة.
وأصيبت المرأة وابنتها الصغرى بحروق خطيرة في وجوههما وأجسامهما، فيما نجت الابنة الكبرى بإصابات طفيفة.
وكان عبد إيزيدي نفسه ضحية للمادة التي استخدمها، حيث تعرض لجروح بالغة في وجهه وعينيه، ولم يتمكن من الهرب بسيارته التي تركها مفتوحة بالقرب من موقع الجريمة.
وأثارت الصور التي نُشرت عن الاعتداء ذعراً بين السكان، الذين وصفوا المشهد بأنه “مروع” و”مقزز”.
اقرأ أيضاً: بريطانيا: الأرصاد الجوية تحذر من الأمطار والفيضانات
البحث عن المشتبه به
بدأت الشرطة عملية بحث واسعة عن عبد إيزيدي، الذي فرّ من مكان الحادثة.
وتتبعت مسار تنقلاته في لندن، باستخدام كاميرات مراقبة كثيرة في العاصمة البريطانية.
وتبين أنه استقل مترو الأنفاق من محطة كلابام كومون إلى محطة فيكتوريا، ثم مشى إلى جسر تشيلسي، حيث فقد أثره في الساعة 11:25 ليل 31 يناير.
واستناداً إلى لقطات كاميرات المراقبة، رجّحت الشرطة أن يكون قفز في نهر تيمز، الذي كان في حالة ارتفاع بسبب الأمطار الغزيرة.
وعرضت الشرطة مكافأة قدرها 20 ألف جنيه إسترليني (أكثر من 25 ألف دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى توقيف المشتبه به.
العثور على الجثة
وبعد أيام من البحث، عثرت الشرطة على جثة عبد إيزيدي غارقة في نهر تيمز بوسط لندن، بالقرب من تاور بريدج، أحد أشهر المعالم السياحية في العاصمة.
وتم التعرف عليه بناءً على الملابس الفارقة التي كان يرتديها وقت الهجوم والأغراض التي عثر عليها على جسده، مثل ساعة يده وخاتمه.
وأكد تشريح الجثة هويته وسبب وفاته، وهو الغرق.
وأعلنت الشرطة مساء الجمعة 23 فبراير 2024 أنها تمكنت من تحديد هوية عبد إيزيدي رسمياً، وأخطرت عائلته، التي تعيش في أفغانستان.
وقال المسؤول في الشرطة جون سافيل: “لقد عملنا على تحديد هوية إيزيدي في أسرع وقت ممكن، ونأمل أن يكون هذا خبراً مريحاً للضحايا وعائلاتهم”.
اقرأ أيضاً: بريطانيا… حفل زفاف خيالي بكعكة عملاقة تكلف 16.5 ألف دولار
الضحايا والتحقيق
وما زالت الضحايا، وهي المرأة وابنتها الصغرى، في حالة حرجة في المستشفى، حيث يخضعان لعمليات جراحية متعددة.
وفقدت المرأة عينها اليمنى نتيجة الهجوم، وتواجه خطر فقدان الأخرى.
وتعاني الطفلة من حروق في وجهها وجسدها، وقد تحتاج إلى عمليات تجميلية في المستقبل. وتلقت الابنة الكبرى العلاج النفسي لتجاوز صدمة ما شهدته.
وأكدت الشرطة أن التحقيق في “هذا الهجوم المروع مستمر”، آملة في التمكن من سماع إفادة الضحية عندما يتحسن وضعها.
وقالت الشرطة إنها تحاول معرفة الدافع وراء الهجوم، وما إذا كان عبد إيزيدي يعاني من مشاكل نفسية أو دينية.
وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأن عبد إيزيدي سبق أن دين بارتكاب جريمة جنسية وقضت محكمة نيوكاسل بحبسه مع وقف النفاذ عام 2018. وأضافت أنه أخفق مرتين في الحصول على حق اللجوء في المملكة المتحدة، لكنه ناله في المحاولة الثالثة بعدما أبلغ كاهن السلطات البريطانية بأنه اعتنق المسيحية.