لقد شهد سوق العمل العالمي الكثير من التغييرات في الفترة الأخيرة ولاسيما خلال فترة جائحة كورونا ومابعدها، لكن بريطانيا لم يتوقف تأثرها على الجائحة فقط بل تأثرت أكثر بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، مما انعكس على سوق العمل إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم وتكاليف الطاقة والمعيشة والركود التجاري، مما عرض الاقتصاد البريطاني لضربة كبيرة.
أوضحت البيانات الصادرة عن مكتب الاحصاءات الوطنية في بريطانيا تباين قراءات بيانات سوق العمل ومعدلات البطالة داخل بريطانيا خلال شهر يناير الماضي، وخلال الربع المنتهي في ديسمبر.
حيث كشفت البيانات تراجع عدد طلبات إعانات البطالة الجديدة في بريطانيا بنحو 12.9 ألف طلب خلال شهر يناير، وهو أفضل بكثير من التوقعات التي أشارت لتسجيله ارتفاع بحوالي 17.9 ألف طلب، بعدما كان قد سجل ارتفاعا بمقدار 19.7 ألف طلب خلال شهر ديسمبر السابق، وقد تؤثر تلك البيانات على تحركات عملة بريطانيا الجنيه الاسترليني.
كما أوضحت استقرار معدل البطالة في بريطانيا عند 3.7% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر على أساس سنوي، بما جاء متوافقاً مع توقعات الأسواق، بعدما استقرت بطالة بريطانيا عند نفس المستوى بالثلاثة أشهر السابقة.
وكشفت الاحصاءات الرسمية أيضاً عن ارتفاع متوسط الأجور في بريطانيا باستثناء المكافآت، بنسبة 5.9% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في ديسمبر على أساس سنوي، وهو أفل من توقعات الأسواق التي رجحت ارتفاع المؤشر بنسبة 6.2%، بعدما سجلت بريطانيا في القراءة السابقة للربع المنتهي في نوفمبر ارتفاعا بنسبة 6.4% بمتوسط الأجور.
خمس الموظفون في بريطانيا يعملون من المنزل
كشفت إحصائيات رسمية أن 16% من الأشخاص في بريطانيا يعملون بشكل كامل من المنزل، تبين أن سوق العمل في بريطانيا يتجه إلى تسجيل تحول جذري كبير، بعد أن أظهرت البيانات والأرقام أن أعداداً كبيرة من الموظفين أصبحوا يعملون من منازلهم بشكل كامل، وأعداد أخرى يذهبون إلى العمل بين الحين والآخر وليس بشكل منتظم، وهو ما يعني أن الكثير من الشركات وأماكن العمل باتت تستغني تدريجياً عن المساحات المكتبية.
وأظهرت أرقام صادرة عن مكتب الإحصاء الوطني ONS في بريطانيا، أن نحو 2 من كل 10 موظفين في جميع أنحاء بريطانيا يعملون بشكل كامل من المنزل، كما تبين أن الرقم الأكبر من العاملين عن بعد يتركز في العاصمة لندن، وهو ما يُمكن ربطه بارتفاع أسعار الإيجارات ومحاولة الشركات التقليل من التكاليف.
بينما العمال الأصغر سناً هم الأقل احتمالًا للعمل من المنزل 6% فقط، وكان لدى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً أعلى معدل استخدام للمواصلات من أجل العمل بنسبة 79%، بينما كان لدى أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 34 و44 عاماً أقل معدل بنسبة 48%.
وأفاد العاملون في القطاع العام عن مستويات أعلى من العمل الهجين 35 % من العاملين في القطاع الخاص 26%، كما كانت هناك معدلات أعلى من العمال الذين تنقلوا فقط للعمل ولم يتمكنوا من العمل من المنزل في القطاع الخاص 50% مقارنة بالقطاع العام 42%.