بتدخل سافر بالشؤون الداخلية البريطانية، طالب إيلون ماسك بتغيير الحكومة البريطانية التي يقودها حزب العمال بقيادة كير ستارمر، كما ناشد ماسك الملك تشارلز بحل البرلمان وإعادة الانتخابات التي أدت للحكومة الحالية، على الرغم من أنه لم يمضي على الانتخابات الأخيرة سوا ستة أشهر.
يبدو أن ماسك لم يطالب فقط بتغيير الحكومة البريطانية، وإنما أيضاً سحب كامل دعمه لنايجل فاراج رئيس حزب ريفور البريطاني اليميني الذي يعد الصديق الحميم لدونالد ترامب، فكيف ننسى الدعم الذي قدمه فاراج لترامب خلال حملته الانتخابية، ومن خلال تغريدات متتالية على منصة X، يدير ماسك هجومه على الحكومة البريطانية وفاراج.
وفي إحدى التغريدات قال ماسك أن حزب ريفور البريطاني اليميني يحتاج إلى زعيم جديد، وفاراج لا يملك المؤهلات اللازمة”، على الرغم من دعمه السابق لفاراج الذي أيد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وظهرا معاً في صورة خلال ديسمبر كانون الأول الماضي.
كما كثف إيلون تغريداته ضد الحكومة البريطانية بعدما رفض حزب العمال الدعوات لإجراء تحقيق علني في عصابات الاستغلال الجنسي، وقال ماسك إن ستارمر كان “متواطئاً في اغتصاب بريطانيا”.
يبدو أن الإغراءات كبيرة، إذ تكهنت وسائل إعلام أن ماسك قد يقدم تبرعاً نقدياً كبيراً لحزب ريفور لمساعدته في تحدي حزبي العمال والمحافظين المهيمنين في بريطانيا، لكن الشرط يبدو أن يتنحى فاراج الذي لم يقم بأي تعليق على تعليقات صاحب منصة X حول دعمه للناشط البريطاني المناهض للمسلمين والمسجون حالياً ستيفن ياكسلي لينون، والمعروف باسم تومي روبنسون.
إلا أن هذا السكوت من قبل فاراج لم يدم طويلاً، إذ غرد على حسابه على منصة X أمس قائلاً “حسناً هذه مفاجأة، إيلون ماسك شخص رائع لكنني لا أتفق معه في هذا، ووجهة نظري تظل أن تومي روبنسون ليس مناسباً لريفور وأنا لا أبيع مبادئي أبداً”.
اقرأ أيضاً: اتهام ماسك بـ “تسييس” اغتصاب فتيات صغيرات في المملكة المتحدة
هذا ويشهد حزب ريفور البريطاني اليميني تزايداً في شعبيته الذي يشجع على محاربة الهجرة إلى بريطانيا، وكان رئيس الحزب فاراج قد أعلن عن مفاوضات تجري في يوليو تموز الماضي في شأن تمويل حزبه مع إيلون الذي التقاه منتصف ديسمبر في مقر إقامة ترمب بولاية فلوريدا الأميركية.
وإذا أردنا تذكر من هو روبنسون الذي يدعمه ماسك، فيمكن القول أنه شخصية بارزة في أوساط اليمين المتطرف البريطاني وقد حكم عليه في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بالحبس 18 شهراً لانتهاكه قراراً قضائياً صدر عام 2021 يمنعه من تكرار تعليقات تشهيرية تجاه لاجئ سوري.
لم يقتصر تدخل ماسك فقط في بريطانيا، فقد تدهل أيضاً في ألمانيا ودعم حزب “البديل من أجل ألمانيا” المناهض للهجرة والإسلام، ووصفته أجهزة الأمن الألمانية بأنه يميني متطرف في وقت تستعد فيه البلاد للانتخابات العامة خلال فبراير (شباط) المقبل.
كما يبدو أن هذا الهجوم من ماسك لم يكن عشوائي، إذ تزامن ذلك مع هجوم ترامب أيضاً على الحكومة البريطانية،وذلك جراء الضرائب التي فرضتها على الشركات العاملة على أرضها، وجاء هجوم الترامب بعد أن أعلنت شركة “أباتشي الأميركية” للنفط إنها ستوقف الإنتاج في بريطانيا بحلول ديسمبر (كانون الأول) 2029 بسبب “التأثير المالي لضريبة الأرباح المفاجئة”.
هذا وقد قدم رئيس الحكومة البريطانية ستارمر خطاباً الأثنين ، تحدث فيه عن خطط حزب العمال لضمان علاج 92 في المئة من مرضى هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) خلال 18 أسبوعاً من تلقي العلاج الروتيني، واختارت “داونينغ ستريت” عدم الرد المباشر على الانتقادات الأخيرة من ترمب وماسك.
هذا ويسعى ستارمر بالتعاون مع سفيره في واشنطن اللورد بيتر ماندلسون للتوصل إلى تسوية مناسبة مع دونالد ترامب بشأن التعرفة الجمركية على الواردات إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي تصل نسبتها إلى 10%، كما دعى ترمب بريطانيا الجمعة، إلى “فتح بحر الشمال” و”التخلص من طواحين الهواء”، في إشارة إلى توربينات الرياح البحرية في بريطانيا.
وكان قد أثار ترامب قضية طواحين الرياح في اتصال مع ستارمر قبل عيد الميلاد، وأشار إلى عدد الطيور التي تقتل بواسطة شيفرات التوربينات في الولايات المتحدة، مازحاً بأن الذئاب البرية أصبحت سمينة جداً من تناول الجثث لدرجة أنها في حاجة إلى أدوية للتنحيف.
اقرأ ايضاً: بعقلية ترامب، كيف ستكون العلاقات الأمريكية البريطانية؟