تحدث الخبير بالشأن الأوروبي، محمد فتوح، عن موقف بريطانيا من المصالحة الخليجية من الناحية الاقتصادية على وجه الخصوص.
وقال فتوح أنه بشكل عام كانت هناك نظرة قلق تجاه توتر العلاقات بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهذا شكل مصدر قلق لدى العديد من دول العالم وبينها بريطانيا، مشيراً إلى أن الأزمة الخليجية فرضت ضغوضاً على الدول الغربية بشأن تعاملاتها مع دول الخليج، وكذلك فيما يتعلق بصفقات السلاح التي ترى كل دولة أن حصول الدول الأخرى عليها يشكل دافعاً لها للدخول في سباق التسلح هذا.
وأكّد أن المصالحة تريح بريطانيا ودولاً أخرى؛ لأنها تحرص على استمرار علاقاتها مع جميع الأطراف في الخليج، فهي لها مصالح كبرى هناك، وهي بحاجة دائماً للحفاظ على التوازن، وخصوصاً بعد مرحلة بريكست، حيث تحتاج لإبرام اتفاقيات تجارية جديدة، إضافة إلى حاجتها لاستمرار صفقات السلاح دون الوقوع تحت ضغط الانتقادات الخاصة باحتمال استخدام هذا السلاح بأي نزاع في المنطقة.
ولفت إلى أن هناك استثمارات ضخمة لدول الخليج، وخصوصاً قطر، في بريطانيا، ومن ثم فهي تحرص على استمرار تدفق الاستثمارات إليها، واستعادة التوافق بين دول الخليج يساعد بريطانيا على التعامل بأريحية مع هذه الدول.
فتوح أضاف أيضاً أن بريطانيا أظهرت خلال الأزمة الخليجية عدم ارتياحها للانقسام بين دول الخليج، وحاولت لعب دور الوسيط لتقريب وجهات النظر وحل الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك سعياً لتسيير المصالح المشتركة لدى كل من الجانبين البريطاني والخليجي.