في 31 يناير الجاري ستعلن بريطانيا خروجها من الاتحاد الأوروبي بعد تأجيل الأمر لعدة مرات، ومن المؤكد أن لهذا الانفصال تأثير على البريطانيين على كافة الأصعدة.
وستبقى بريطانيا ضمن السوق الأوروبية الموحدة خلال الفترة الانتقالية التي تم تحديد تاريخ انتهائها بآخر يوم من العام الجاري، وإلى حين ذلك اليوم وإلى تنتهي المفاوضات ستظل بريطانيا تحت سيطرة الاتحاد الأوربي.
وفي أكتوبر عام 2019، تمت تسوية صفقة بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، ضمنت فيها المملكة المتحدة كافة الحقوق والتشريعات الخاصة بالتفاوض عبر 3 نقاط في المرحلة الأولى من الانفصال وهي حقوق مواطني الاتحاد الأوروبي والحدود الأيرلندية والتسوية المالية.
وفي حال انهيار محادثات التجارة عام 2020 وعدم التوصل إلى اتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، فإن تلك الصفقة تعد ضماناً لكي لا يكون للخلاف أي تأثير على النقاط الثلاث.
أما فيما يخص تأثير الانفصال على البريطانيين، فهناك الكثير من التساؤلات التي يطرحها الشعب البريطاني والتي تتعلق بالعديد من جوانب الحياة، وسنستعرض خلال هذا المقال العديد منها:
ستظل جوازات السفر البريطانية كما هي دون أي تغيير، ولن يحتاج البريطانيون إلى إصدار جوازات سفر جديدة، ولكن الأمر الذي سيتغير فقط هو قيام الحكومة البريطانية باستخدام أغطية زرقاء اللون بدلاً من الأغطية الخمرية التابعة للاتحاد الأوروبي.
- إجراءات السفر عبر المطارات:
من المعلوم أن هناك طابورين في غالبية المطارات الأوروبية، حيث يخصص أحدها لمواطني دول الاتحاد الأوروبي والآخر للمسافرين الآخرين.
وسيبقى الحال كما هو عليه خلال هذا العام، حيث سيستمر البريطانيون في الوقوف في طابور مواطني دول الاتحاد الأوروبي، لكن مع بداية العام الجديد سيتغير الأمر.
ولم تعلن الدول الأوروبية عن أي تفاصيل متعلقة بالموضوع، ما عدا أيرلندا التي كشفت عن تخصيصها لطابور واحد للبريطانيين ومواطني دول الاتحاد حتى بعد انتهاء الفترة الانتقالية، وبسبب وجود اتفاقية السفر المشتركة التي تنص على حرية التنقل بين بريطانيا وأيرلندا فإنه سيتم فقط تعديل اللافتات.
أما هولندا فقد أعلنت أن الأمر سيبقى على حاله خلال العام الحالي، لكنه سيتغير خلال العام المقبل، وستتم معاملة البريطانيين على أنهم مواطنون من دولة ثالثة.
مازال مصير الطلاب البريطانيين الذين يرغبون بالدراسة في أحد دول الاتحاد الأوربي مجهولاً، فقد كان بإمكانهم سابقاً الدراسة في تلك الدول عبر دفع الرسوم ذاتها التي يدفعها مواطنو تلك الدول.
لكن من المرجح أن يظل الأمر على حاله في هولندا خلال العام الجاري، وأن يستمر الطالب البريطاني في دفع الرسوم التي تساوي ما يدفعه الطالب الهولندي، حيث تعهدت الحكومة الهولندية بذلك.
كما أعلنت أن الطلاب الذين سيلتحقون بالدراسة بعد تاريخ 31 ديسمبر ستتم معاملتهم كالطلاب الدوليين.
وفيما يخص الطلاب البريطانيين الذين يدرسون حالياً في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، فستظل الرسوم التي يدفعونها كما السابق والتي تساوي ما يدفعه مواطنو تلك الدول، والأمر ينطبق أيضاً على الطلاب الأوروبيين الذين يدرسون في بريطانيا، حيث سيدفعون مبلغاً يقدر بنحو 9250 جنيه إسترليني خلال العام الدراسي الواحد وهي الرسوم المفروضة على الطلاب البريطانيين.
ويُذكر أن هناك 143000 طالباً من دول الاتحاد الأوروبي يدرسون في بريطانيا، فيما لا يدرس سوى عدد قليل من البريطانيين في دول الاتحاد، وقد قاموا بذلك لأن الرسوم التي تُدفع خارج بريطانيا هي أقل بكثير مما يُدفع في بريطانيا.
ومن الواجب إيضاحه هو أن الطلاب الأوروبيين في بريطانيا كانوا يعاملون كالمواطنين، وكان مخطط تمويل الطلاب المحليين يشملهم أيضاً.
- البطاقة الأوروبية للتأمين الصحي:
خلال الفترة الانتقالية سيتستمر العمل ببطاقة التأمين الصحي الأوروبية التي تتيح للمواطنين البريطانيين تلقي العلاج مجاناً في دول الاتحاد.
ومازال من الممكن الحصول على البطاقة عبر الإنترنت وبشكل مجاني دون وجود رسوم إضافية، فقد أصدرت بريطانيا 27 مليون بطاقة، وتوجد نقاشات حالياً حول تغيير يطرأ على الأمر خلال العام المقبل.
- رواتب المتقاعدين البريطانيين المستقرين خارج بريطانيا:
بعد الاتفاق على الخروج من الاتحاد الأوروبي، يتساءل المتقاعدون البريطانيون ممن غادروا البلاد واستقر معظهم في إسبانيا، عما سيحل برواتبهم التقاعدية، ومن المؤكد أن الرواتب ستظل خاضعة للزيادة السنوية كما كانت، وستبقى متماشية مع الرواتب التي يتم صرفها في بريطانيا.
وأكدت وزيرة المعاشات التقاعدية السابقة روس ألتمان أنه من الواجب على الحكومة البريطانية طمأنة المتقاعدين بأن رواتبهم التقاعدية ستظل فعالة مدى الحياة مهما يحدث بعد العام الحالي.
ولكن المتقاعدين بعد عام 2020 ما تزال المباحثات قائمة بشأنهم.
- رخصة قيادة البريطانيين في دول الاتحاد الأوروبي:
خلال الفترة الانتقالية لا يجب على المواطنين البريطانيين إصدار رخص قيادة جديدة، حيث تكفي رخصة القيادة البريطانية وأوراق التأمين الخاصة بالسيارة.
وتتم حالياً مباحثات تتعلق بهذا الأمر للتوصل إلى اتفاق بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع حصول اتفاق يعترف برخص القيادة وأوراق التأمين البريطانية بعد الفترة الانتقالية لكن ذلك لم يحسم بعد.
وفي حال عدم الوصول إلى اتفاق بين الجانبين، سيضطر البريطانيون إلى إصدار تصاريخ السائقين والبطاقة الخضراء.
خلال الفترة الانتقالية سيستطيع البريطانيون استعمال حزم المكالمات والبيانات خلال سفرهم لدول الاتحاد الأوروبي، كما ستتم محاسبة البريطانيين فيما يخص المكالمات الصادرة إلى بريطانيا وخطوط الهواتف الأرضية كما كانت في السابق.
ويعمل مشغلو الهواتف المحمولة على استمرار العمل بالنظام الحالي، لكن ذلك الأمر لا يمكن ضمانه.
وقد أعلنت شركة ذا ثري عن عدم رغبتها في إعادة تقديم خدمة التجوال في دول الاتحاد، فيما كشفت شركة إي إي عن عدم إجراء تغيير بعد البريكست فيما يخص خدمة التجوال المجاني المتوفرة حالياً، ومن جانبها تعمل شركة O2 مع الحكومة البريطانية والمشغلين الأوروبيين للحفاظ على الترتيبات الحالية.
وفي حال انتهاء الفترة الانتقالية دون الوصول لأي اتفاق على مستوى الحكومة، ستقوم الشركات البريطانية التي تقدم خدمة التجوال بالتفاوض مع شبكات الاتحاد الأوروبي لتوقيع اتفاقيات.
- شراء الكحول من الأسواق الحرة:
خلال الفترة الانتقالية سيظل المواطن البريطاني قادراً على شراء النبيذ بأسعار زهيدة من دول الاتحاد الأوروبي وإدخالها إلى بريطانيا.
لكن لن يكون المواطن البريطاني قادراً على دخول المنطقة الحرة المعفاة من الرسوم الإضافية في مطارات الدول الأوروبية وشراء الحكول والتبغ بأسعار منخفضة.