ما هي حكاية حانات البرلمان البريطاني؟
تابعونا على:

أخبار لندن

ما هي حكاية حانات البرلمان البريطاني؟

نشر

في

10 مشاهدة

ما هي حكاية حانات البرلمان البريطاني؟

تُسلط حادثة إغلاق بار Strangers في قاعة البرلمان البريطاني الضوء على ثقافة الشرب في مجلس العموم وعلى ما يحدث في الأماكن المخصصة لتناول المشروبات، فهذه الحادثة، التي تأتي وسط التحقيق في واقعة محتملة تتعلق بالتسميم، جعلت الانتباه يتوجه نحو بارات البرلمان وما يدور داخلها.

من المعروف أن السياسة البريطانية كانت منذ قرون تسير جنباً إلى جنب مع احتساء المشروبات الكحولية، ففي البرلمان، لا يفصل المرء عن البار مسافة طويلة، ولكن، لا تشبه بارات البرلمان تلك التي قد يتخيلها البعض، فهناك أماكن حصرية لأعضاء البرلمان والنبلاء، مثل Pugin Room وMembers’ Smoking Room، وهي أماكن قد تعطي انطباعاً عن نادٍ خاص في منطقة مايفير في لندن، حيث الأرائك الجلدية والأجواء الهادئة.

أما The Woolsack، وهو أكثر الأماكن شعبية في البرلمان، فيشبه إلى حد كبير الحانات البريطانية التقليدية الموجودة في ساحات الأسواق أو الشوارع الرئيسية، حتى عام 2018، كان يُسمى Sports and Social Club، وتم إعادة تسميته تحت إدارة جديدة بعد أن اكتسب سمعة سيئة بسبب الشجارات وغيرها من التصرفات غير اللائقة.

المكان بسيط قليلاً، مع جدران خشبية، وخزائن للجوائز، وسجاد قديم، ويُعتبر مقصداً لجمهور أصغر سناً، بما في ذلك الموظفين البرلمانيين وبعض الأعضاء الذين يتجمعون هنا للتحدث عن العمل أو لالتقاط آخر الأخبار والشائعات.

اقرأ أيضاً: صنع في بريطانيا تطلب تدخل البرلمان

هذا المكان يصعب العثور عليه، حيث يقع في فناء بين مناطق التحميل ولا توجد أي لافتات تشير إليه، مما يضيف إلى شعور الحصرية الذي يبدو أنه أحد عوامل الجذب، ويمكن للزوار المصرح لهم بدخول المكان مع ضيفين فقط، ولا يُسمح بالتقاط الصور أو تصوير الفيديو، وأسعار المشروبات جذابة، حيث يمكن شراء كأس من House of Lords lager مقابل 4.30 جنيه استرليني، أو كأس من San Miguel مقابل 5.25 جنيه استرليني.

أما Strangers Bar، فقد كان يشهد إقبالاً كبيراً، خصوصاً في أشهر الصيف، عندما يقدم المشروبات للزوار على شرفة مجلس العموم، التي تطل على نهر التايمز. ورغم أنه كان يبدو أكثر رقياً من The Woolsack، إلا أن هذا المكان لم يخلُ من تصرفات غير لائقة على مر السنين.

فيما يخص الموظفين البرلمانيين، هناك آراء مختلفة حول هذه الثقافة، إذ يرى النائب الليبرالي الديمقراطي Steff Aquarone أن ثقافة الشرب في البرلمان قد تجاوزت عمرها الافتراضي، مشيراً إلى أن هذه الظاهرة تتسبب في قبول سلوكيات غير مرغوب فيها وتسمح بتقبل بعض التصرفات السامة باعتبارها جزءاً من الحياة الاجتماعية.

وأشار إلى أن معظم الأماكن في العالم قد تجاوزت شرب الكحول أثناء العمل، لكن البرلمان البريطاني لا يزال يعتبر هذا سمة مميزة له.

اقرأ أيضاً: العفن والنمل قد يطردان نائباً في البرلمان!

أما Lucy Powell، وهي قائدة مجلس العموم، فقد أكدت أن شرب الكحول في بارات البرلمان أكثر أماناً، بفضل الحراسة الأمنية وقوانين السلوك المطبقة، مقارنة بالحانات العادية في لندن.

وفي الوقت نفسه، يشير البعض إلى أن الأعضاء الجدد في البرلمان البريطاني أصبحوا أقل ميلاً لاستهلاك الكحول مقارنةً بأسلافهم، ومن المتوقع أن يتغير هذا الاتجاه مع مرور الوقت، حيث بدأ بعض النواب في الدعوة إلى إغلاق بارات البرلمان في ساعات الظهيرة أو حتى إغلاقها بالكامل في إطار برامج التحديث.

إغلاق بعض هذه الأماكن سيواجه اعتراضات من العاملين في البرلمان ومن بين 14,500 حامل بطاقة يمكنهم الوصول إلى هذه الأماكن، وتقول إحدى النساء اللواتي عملن في البرلمان لمدة ثلاثين عاماً: البرلمان مكان فريد، إنه مثل القرية، فلماذا لا يكون لدينا بار؟

ورغم أن الثقافة التقليدية قد تكون مهددة بالتغيير، يظل البعض يرى أنه من الصعب تخيل الحياة في البرلمان البريطاني بدون هذه الحانات، إلا أن التغيرات الاجتماعية قد تصل إلى أبواب هذه الأماكن التاريخية في يوم من الأيام، وربما يكون هذا التغيير هو الوقت المناسب للانتهاء من هذه الظاهرة.

X