محاكمة مراهق مسلم تكشف عجز برنامج مكافحة الإرهاب
تابعونا على:

أخبار لندن

محاكمة مراهق مسلم تكشف عجز برنامج مكافحة الإرهاب

نشر

في

26 مشاهدة

محاكمة مراهق مسلم تكشف عجز برنامج مكافحة الإرهاب

بينما تسود أجواء من الترقب مع إعلان السلطات البريطانية الأخير، عن محاكمة مراهق مسلم يستقر في مدينة “ساوثهامبتون” (Southampton)، التابعة لمقاطعة “هامبشير” (Hampshire)، دعت وزيرة الداخلية البريطانية “إيفيت كوبر” (Yvette Cooper) إلى فتح تحقيق علني، يسهم في توضيح أسباب عجز برنامج مكافحة التطرف “بريفنت” (Prevent) عن الحيولة دون انتشار الفكر المتطرف في المملكة المتحدة.

وكانت السلطات الرسمية امتنعت عن الإفصاح عن هوية المراهق المسلم، لأسباب قانونية تتعلق بالخصوصية، لكنها أعلنت أنها بصدد محاكمة مراهق مسلم بعد ضبط أوراق بحوزته، تبين أنها تحتوي على مخططات وأفكار لتنفيذ عمل إرهابي، إلى جانب التحريض على القيام بأعمال عنف في الداخل البريطاني، الأمر الذي أثار مخاوف حكومية جدية.

ومن المنتظر أن يمثل المراهق المسلم أمام محكمة “وستمنستر” (Westminster) الجزئية، وهي محكمة متخصصة بالنظر في القضايا الصادرة عن مراكز الشرطة في كل من “بادينغتون” (Paddington) و”ويست إند سنترال” (West End Central) و”يوستون” (Euston) و”شيرينغ كروس” (Charing Cross)، كذلك يتم الاستماع الأولي للقضايا المتعلقة بالإرهاب في محكمة وستمنستر الجزئية أيضاً.

اقرأ أيضاً: محاكمة ثلاثة أشخاص أمام القضاء في لندن بعد اتهامهم بالهجوم على مركز التعليم الإسلامي

وبالعودة إلى محاكمة مراهق مسلم، أوضحت شرطة مكافحة الإرهاب في منطقة جنوب شرق إنجلترا البريطانية، أن المراهق المسلم يواجه مجموعة من التهم، إحداها تتعلق بحيازة مواد قيل أنها تستخدم في تنفيذ الأعمال الإرهابية، بالإضافة إلى ضلوعه بالتحريض على الإرهاب.

وفي السياق حصل المراهق المسلم على إطلاق سراح بموجب كفالة قانونية، لكن من المتوقع أن يمثل أمام المحكمة في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.

ومن اللافت أن الإعلان الحكومي الحالي، عن محاكمة مراهق مسلم يأتي بعد فترة وجيزة من إعلان رسمي أصدرته حكومة حزب العمال البريطانية، على لسان رئيس الحكومة السير كير ستارمر، دعا فيه لإجراء تغييرات شاملة في آلية التعامل مع الإرهاب، نظراً لكونه يستشعر خطراً حقيقياً يحيق بالبلاد من قبل المتطرفين.

محاكمة مراهق مسلم تكشف عجز برنامج مكافحة الإرهاب وضرب رئيس الحكومة البريطانية مثالاً، للتأكيد على ضرورة القيام بمثل هذا النوع من التغيير، وهو حادثة مقتل ثلاث فتيات صغيرات في “ساوثبورت” (Southport) العام المنصرم، مؤكداً أن وقوع مثل هذه الحوادث المأساوية يجب ألا يمر مرور الكرام، بل ينبغي التعامل معه بجدية، والتحرك رسمياً من أجل حماية المواطنين البريطانيين.

ولفت ستارمر في تصريحاته، إلى ضرورة الحذر من فئة اجتماعية آخذة بالنمو في المجتمع البريطاني، والتي يبدو أنها تحترف نوع جديد من الإرهاب في البلاد، وهم عبارة عن مجموعة من الأفراد المعزولين والمهووسين بالعنف والمدمنين على متابعة المحتوى العنيف عبر الإنترنت.

وأكد رئيس الحكومة البريطانية، على عدم انتماء هؤلاء الشبان لأي من التنظيمات الإرهابية، مرجعاً أسباب تورط هؤلاء الشبان في الأعمال الإرهابية التي ينفذونها، إلى إدمان العنف والبحث عن الشهرة، نافياً أن يكونوا على ارتباطات بتنظيمات مثل القاعدة، على الرغم من استمرار تهديد هذه التنظيمات للأفراد في المجتمع البريطاني.

اقرأ المزيد: بريطانيا تتهم 3 أشخاص بينهم جنديان بالإرهاب

وفي سياق مواز، جاءت دعوة وزيرة الداخلية البريطانية بضرورة فتح تحقيق، يحدد أسباب إخفاق برنامج بريفنت لمكافحة التطرف في تحديد مواضع الخطر، للحيلولة دون وقوع كوارث إنسانية، مستندة إلى حادثة مقتل الفتيات في ساوثبورت، وأن النظام فشل في تحديد الخطر الذي قد يشكله “أكسل روداكوبانا” (Axel Rudakopana) منفذ الجريمة.

ومن الجدير بالذكر، أن المتهم روداكوبانا يبلغ من العمر ثمانية عشر عاماً، وكان قد أحيل إلى برنامج بريفنت لمكافحة التطرف، حوالي الثلاث مرات خلال فترة المراهقة، وكان دائم التواصل مع السلطات المختصة في المنطقة، مثل الشرطة والسلك القضائي والجهات التي تقدم الخدمات الاجتماعية والنفسية، ومع كل ذلك فشل البرنامج في منع وقوع الجريمة، ويبدو أن روداكوبانا كان أذكى من السلطات المختصة عندما فكر وخطط بعناية لجريمته وقام بتنفيذها.

وفي ذات السياق، من الجدير بالذكر أن برنامج “بريفنت” (Prevent) يهدف لمنع الأشخاص من التحول إلى إرهابيين، أو داعمين للإرهاب وذلك من خلال التعامل مع الأسباب الأيديولوجية التي قد تدفع الأشخاص لاتخاذ مثل هذا المسار في حياتهم، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي اللازم لهم للحيلولة دون تحول هؤلاء الأشخاص إلى متطرفين، بالإضافة إلى احتواء الأشخاص المشاركين في أعمال إرهاب ودفعهم للانسحاب وإعادة تأهيلهم.

X