القانون كان يسمح لها بعدم الحصول على رخصة لقيادة سيارتها في “المملكة المتحدة”، ولا كانت ملزمة أيضا بوضع لوحة أرقام لسيارتها، فيما كان أي طابع بريد يحمل صورتها، خالياً من اسم بريطانيا، لأن رسمها عليه هو المشير إلى اسم البلاد؛ “الملكة إليزابيث الثانية” وصلاحيات لا تنتهي في بيطانيا والعالم.
كانت إليزابيث الثانية، الوحيدة التي لا تحمل جواز سفر بين زعماء العالم، وجميع المطارات والمرافئ والمعابر البرية كانت تفتح لها أبوابها من دون أن تطلب منها أي وثيقة شخصية، وهذا ما كان متعارفا عليه بين الدول، كما أنها كانت تقيم في قصور عدة، أشهرها “باكنغهام” المحتوي في لندن على 700 غرفة، وفيه يعمل 800 موظف، لهم آلة للسحب، كالتي تضعها البنوك في الشوارع.
كما كانت الوحيدة في بريطانيا المسموح لها اعتماد تاريخين للميلاد: الحقيقي في 21 نيسان، والآخر في ثاني سبت من حزيران، وهو الرسمي. وكان مسموحا للملكة التي اقترنت بالأمير فيليب في 1947 بلندن، وأنجبت 4 أبناء، لها منهم 8 أحفاد، وبدورهم لهم 12 ابنا، عدم دفع أي ضريبة بموجب القانون، لكنها تنازلت طوعيا في 1992 عن هذا الحق، وبدأت تدفع ضرائبها كأي مواطن.
وكانت إليزابيث الثانية محصنة ضد القانون نفسه، أي لا أحد يمكنه مقاضاتها بأي اتهام. ولم تكن ملزمة بتقديم أي دليل أو شهادة في أي جلسة بأي محكمة، كما كانت مستثناة من حق يتيحه “قانون حرية الحصول على المعلومات” للآخرين، أي لا يمكن طلب معلومات عنها من أي نوع.
لولا الحب
وقد لا يصدق أحد أنها كانت تملك الحق بتغيير أي حكومة في أستراليا، لأنها فيها “رأس الدولة” إلى حين رحيلها أمس الخميس عن دنيا عاشت فيها أميرة مدة 26 سنة، ومن بعدها ملكة طوال 70 عاما و214 يوما، تجعلها ثاني أكثر من طال بقاؤه على العرش في التاريخ بعد الفرنسي لويس الرابع عشر، فقد أصبح ملكا بعد 5 أعوام من ولادته في 5 أيلول 1638 بباريس، حتى وفاته في أول أيلول 1715 بعمر 76 سنة، منها ملكا طوال 72 عاما و110 أيام.
والذي وضع التاج الملكي على رأس الأميرة إليزابيث، هو حب عاشه أحد أعمامها حين كانت بثلاثينيات القرن الماضي ثالث من يحق لهم وراثة العرش، حتى والدها نفسه لم يكن يتوقع أن يصبح ملكا، فعند وفاة جدها جورج الخامس في 1936 بلندن، خلفه ابنه الأكبر إدوارد الثامن، الذي تنازل وضحى بالعرش بعد 10 أشهر ليتزوج من كان يحبها وولهانا بها، وهي الأميركية Wallis Simpson المحظور عليه الزواج منها لأنها كانت مطلقة مرتين، فخلفه شقيقه الأمير جورج، وبمجيئه أصبحت ابنته إليزابيث أول وريث لأحد أقدم العروش.