أكد ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، أن رؤية السعودية 2030 ستحقق العديد من أهدافها قبل حلول العام 2030.
واستعرض منجزات رؤية السعودية 2030 في تنويع مصادر دخل المملكة من غير الثروة النفطية، كاشفاً عن التوجه للإعداد بأن يكون لدينا رؤية 2040 والتي ستكون مرحلة المنافسة على مستوى عالمي، بعد تحقيق أهداف رؤية 2030.
ونفى وجود أي توجه لفرض ضرائب على الدخل في المملكة، وقال: “لن يكون هناك ضرائب على الدخل بتاتا في السعودية”، مؤكداً أن الحد الأقصى لفرض ضريبة القيمة المضافة بنسبة 15% لمدة 5 سنوات، وهو قرار مؤقت.
2019 شهد تحقيق معظم أهداف رؤية السعودية
واعتبر أن عام 2019 شهد تحقيق معظم الأهداف، و”سنرى ارتدادا قويا في الأداء الاقتصادي في العام الحالي”.
وقال ولي العهد:”نريد تحقيق الفرص في أسرع وقت ممكن، ونقترب من تحقيق عدد من أهداف رؤية السعودية قبل 2030، وقد حدثت خطوات حيوية في المملكة منذ العام 2015 من خلال إعادة هيكلة وزارات وتأسيس مجالس جديدة، ونحن الآن على وشك الانتهاء من تأسيس مكتب السياسات في الدولة”.
اقتصاد غير نفطي
وقال الأمير محمد بن سلمان إن النفط خدم السعودية والمملكة دولة قائمة قبل النفط، الذي لم يزل يشكل جزءا أساسيا من الدخل، ثم جاءت رؤية السعودية 2030 من أجل تحقيق الطموح الأكبر في اقتصاد أكثر قوة وحياة أفضل للسعوديين، عبر تعزيز الاقتصاد بصناديق واستثمارات ستشكل رافدا مستقبليا للاقتصاد، بجانب تحفيز القطاع الخاص ليكون داعما أساسيا بمستهدفات الرؤية، كاشفا عن مباحثات مع 30 شركة سعودية ضمن برنامج “شريك”.
وأكد أن من “مصلحتي أن ينمو الوطن السعودي وأن يكون المواطن راضيا” أمام منجزات البرامج الطموحة للرؤية في مختلف القطاعات، مبينا أن سياسات الاقتصاد تقوم على أننا “نريد الاستفادة من كل شيء في السعودية بما في ذلك النفط” فلن يتخلى العالم عن النفط كمورد للطاقة، وتشير الدراسات إلى مواصلة زيادة الطلب.
صندوق الاستثمارات
وكشف أن صندوق الاستثمارات العامة (الصندوق السيادي) يستهدف النمو ليصبح صندوقا ضخما، وبالتالي لن يحول أرباحه في الوقت الحالي إلى ميزانية الدولة، وسيستهدف زيادة نمو حجم الصندوق، بأكثر من 200% في السنوات الخمس المقبلة، وفي المستقبل لن تتجاوز المصروفات من هذا الصندوق نسبة 2.5%، وسيكون هو بمثابة نفط جديد للمملكة إلى مصادر دخل أخرى من التنوع في الاقتصاد، من مختلف استراتيجيات الاستثمار الأخرى للمملكة بما فيها النفط.
وفي هذا السياق كشف أيضاً أن مشاريع صندوق الاستثمارات خارج السعودية تستهدف عائدا بأكثر من 10% واصفا سياسة المملكة الخارجية بأنها قائمة على مصالح السعودية، وسمعة الصندوق ونفوذه جذبت له استثمارات، وعلى سبيل المثال شركة “أوبر” هي التي سعت لاستثمارات الصندوق الذي يختار استثماراته بعناية بموجب مصالح المملكة، بما لا يتعارض مع القوانين الدولية وقوانين الدول الأخرى.
وأشار إلى مستهدفات زيادة أصول الصندوق إلى 10 تريليونات ريال في 2030، موضحا أن الصندوق سينفق في العام الحالي 160 مليار ريال داخل المملكة، كاشفا أن “أي شركة رابحة لدى صندوق الاستثمارات مصيرها إلى سوق الأسهم”.
وأوضح أن تأسيس صندوق الاستثمارات لشركة “روشن” هدفه توفير مليون وحدة سكنية في المملكة، من أصل 4 ملايين وحدة سكنية مستهدفة.
أرقام اقتصادية مؤثرة
وشرح ولي العهد السعودي، تفاصيل متصلة بالرؤية التي أطلقتها المملكة عام 2016، من بينها تطوير سياسات الإسكان، وتطوير سن التشريعات، وضمان رفع مساهمة القطاع الخاص في اقتصاد المملكة، مستعرضا أرقاما اقتصادية مؤثرة، أبرزها تصاعد مؤشر سوق الأسهم السعودية “تداول”، من مستويات 6 و7 آلاف نقطة إلى أكثر من 10 آلاف نقطة في الوقت الحالي، بجانب رفع نسبة تملك السعوديين للمساكن إلى نسبة 60% بينما كانت قبل الرؤية 47%.
وأكد ولي العهد في المقابلة التي أجراها الإعلامي عبدالله المديفر، أن البطالة كانت قبل الرؤية تبلغ 14% ونستهدف خفضها لـ 11% العام الحالي، ثم مواصلة خفضها للمعدل الطبيعي ما بين 7% إلى 4%، موضحا أن مستهدفات قطاع السياحة تشمل 3 ملايين وظيفة جديدة حتى 2030.
وفيما يتصل بمستوى التعليم في المملكة، اعتبر ولي العهد أن التعليم في السعودية اليوم ليس سيئا، و”الرؤية تستهدف أن يكون لدينا 3 جامعات من أهم 200 جامعة في العالم” مبيناً أن مصادر التعليم أصبحت مفتوحة والتركيز سيكون في خطط التطوير على المهارات.
بنى تحتية متميزة
واعتبر أن الرياض خططت بشكل جيد من الملك سلمان وهي من أفضل المدن بالبنى التحتية، مقارنة مع المدن العالمية التي يزيد عدد سكانها على 5 ملايين نسمة، مؤكداً أن التركيز لن يكون على الرياض وحدها ولكن على مختلف مدن المملكة.
وبشأن مبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، قال الأمير محمد بن سلمان إن الغطاء النباتي في السعودية ارتفع خلال السنوات الأربع الماضية بنسبة 40%، موضحا أن الاهتمام بالبيئة له أثر مباشر على السياحة واستقطاب رؤوس الأموال.
وأكد أن هويتنا السعودية قوية وتزداد قوة وتطورا بالانفتاح، وأن أصحاب الهوية الضعيفة هم من يقلقهم الانفتاح على العالم، ليشير في سياق حديثه عن التحديات الإقليمية إلى أن السعوديين قد يقلقون لكن لا يخافون، فالسعودي لا يخاف والخوف غير موجود في قاموسه.
وكان مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية قد استعرض ما حققته رؤية المملكة 2030 بعد مرور خمس سنوات على إطلاقها، والتي كان تركيزها في أعوامها الماضية على تأسيس البنية التحتية التمكينية.
وبناء الهياكل المؤسسية والتشريعية ووضع السياسات العامة، وتمكين المبادرات، فيما سيكون تركيزها في مرحلتها التالية على متابعة التنفيذ، ودفع عجلة الإنجاز وتعزيز مشاركة المواطن والقطاع الخاص بشكل أكبر.