محمد طاهر طبيب بريطاني أعاد الأمل وسط الدمار
تابعونا على:

سياسة

محمد طاهر طبيب بريطاني أعاد الأمل وسط الدمار

نشر

في

521 مشاهدة

محمد طاهر طبيب بريطاني أعاد الأمل وسط الدمار

إذا لم أكن أنا فمن، هذا كان جواب الطبيب البريطاني من أصل عراقي محمد طاهر عندما حذره أصدقاؤه من السفر إلى قطاع غزة للانضمام الى مجموعة من الأطباء ضمن وفد تابع لمؤسسة “فجر سينتيفيك ” (fajr scientific)، وعلى الفور وبعد أن وصل القطاع أصبح اسمه مقترناً بالعزيمة والتفاني بالعمل ورمزاً لنجاة العديد من الغزيين.

محمد طاهر الطبيب المتفاني

بكلمات الصبر والثبات كان يصدح صوت الطبيب محمد طاهر في صالة العمليات من هول ما رأى، أجساد مقطعة وأطراف ممزقة لنساء وأطفال جراء القصف الإسرائيلي، ربما كانت الدافع وراء ثبات الطبيب الذي وصل الليل بالنهار وأجرى خلال عشرة أيام أكثر من 150 عملاً جراحياً، لكن ذلك لم يكن الجهد الوحيد الذي قدمه خلال ستة أشهر قضاها في المستشفى الأوروبي ضمن قطاع غزة، وهو المستشفى الوحيد الذي بقي يقدم العلاج لأهال القطاع بالمجان.

إذ استطاع الطبيب محمد طاهر أن يجري خلال مدة تواجده في قطاع غزة، خلال الحرب الدائرة هناك أكثر من 300 عمل جراحي صعب، كما أنه عالج أكثر من ألف ومائتي مصاب ضمن القطاع، خلال تنقله بين المستشفى الأوروبي ومستشفى شهداء الأقصى في وسط قطاع غزة.

ومن بين أكثر المحطات قسوة، لكنها جاءت محملة بطعم الانتصار، تمكن الطبيب محمد طاهر من إعادة زرع ذراع طفلة بعد أن بترت في القصف الإسرائيلي على محافظة دير البلح جنوب قطاع غزة، وفي ذلك الوقت طلب طاهر إلى المسعفين جلب الذراع من تحت الأنقاض بعد ثلاثة أيام من القصف، وعند تأكده من سلامة الذراع أعاد زرعها في جسد الطفلة ذات التسعة أعوام، ما منحها الأمل بحياة طبيعية من جديد، وصنع معجزة تحدث عنها أهالي القطاع والعالم.

اقرأ أيضاً: الجالية العربية تطالب ستارمر بإدانة جرائم إسرائيل في غزة

محمد طاهر طبيب بريطاني أعاد الأمل وسط الدمار  ومن الجدير بالذكر أن أصول الطبيب البريطاني محمد كامل طاهر أبو رغيف الموسوي تعود إلى مدينة النجف العراقية، لكنه ولد وعاش في ويلز، خلال ثمانينيات القرن الماضي ودرس الطب في جامعات بريطانيا، ليتخصص لاحقاً بجراحة الصدمات والأطراف العلوية والأعصاب الطرفية.

لاحقاً عاش الطبيب محمد طاهر في لندن، عندما انتقل من ويلز مع عائلته إلى هناك، وعمل عند إحدى المؤسسات الصحية في بريطانيا، وكان عضواً في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS)، إلى جانب عضويته في منظمة “مهنيون صحيون من أجل فلسطين”، كما أنه استشاري في مجال جراحة الصدمات والأطراف العلوية والأعصاب الطرفية، نظراً لما يتمتع به من خبرة واسعة في مجال العمل الطبي على الصعيدين المحلي والدولي.

لكن قدومه إلى قطاع غزة خلال أيام الحرب العصيبة، شكلت علامة فارقة في مسيرته المهنية والإنسانية، إذ احتفى به أهل القطاع وأبدو إعجابهم بثباته وشجاعته واستعداده للعطاء، وعند مغادرته عبروا له عن عمق امتنانهم لما قدمه لهم في أجزاء من حرب دامية وطاحنة عصفت بأهل القطاع على مدار أكثر من عام ونيف، ولازالت مهددة بعودة الاشتعال في أي وقت.

وتستمر الحركات الإنسانية في المملكة المتحدة الداعمة للفلسطينيين في قطاع غزة، ولم تكن مبادرة الطبيب محمد طاهر الأولى من نوعها، إذ تستمر مجموعة من التحركات السلمية والتظاهرات في بريطانيا التي تدعو الحكومة البريطانية للتحرك ووقف بيع الأسلحة لإسرائيل، وسط تنديد واسع في أوساط البريطانيين باستمرار الحرب على قطاع غزة، واستهداف المدنيين يومياً في ظل استمرار الخلاف بين حركة حماس واسرائيل وعدم حل مشكلة الأسرى بين الطرفين، والتي يدفع ثمنها المدنيون من النساء والأطفال في القطاع المحاصر.

اقرأ أيضاً: آلاف يتجمعون في لندن للمشاركة في مسيرة مؤيدة لفلسطين تطالب بوقف إطلاق النار في غزة 
















X